لبيك اللهم لبَّيكَ !
الحمدُ للهِ ذِي الجَلالِ والإِكرامْ ، والفَضْلِ والطَّوْلِ والمِنَنِ العِظَامْ ، الذي هَدَانا للإِسْلامْ ، وأَسْبَغَ علينا جَزِيلَ نِعَمِهِ وأَلْطَافِهِ الجِسَامْ ، وكَرَّمَ الآدميينَ وفَضَّلَهُمْ على غيرهم مِنَ الأَنَامْ ، ودَعَاهُمْ بِرَأْفَتِهِ ورَحْمَتِهِ إلى دَارِ السَّلامْ ، وأَكْرَمَهُمْ بما شَرَعَهُ لهم مِنْ حَجِّ بَيْتِهِ الحَرَامْ، ويَسَّرَ ذلكَ على تَكَرُّرِ الدُّهُورِ والأَعْوَامْ ، وَفَرَضَ حَجَّهُ على مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سبيلاً مِنَ أَهْلِ الإيمانِ والإِسْلامْ .
أَحْمَدُهُ أَبْلَغَ الحَمْدِ وأَكْمَلَهْ، وأعْظَمَهُ وأَتَمَّهُ وَأَشْمَلَهْ، وأشهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ الله وحدهُ لا شريك له إقراراً بِوَحْدَانِيَّتِهْ، وإِذْعَاناً لِجَلاَلِهِ وعَظَمَتِهْ ، وأشهَدُ أنَّ سيدنا ونبينا محمداً عبدُهُ ورَسُولُهُ : أفضَلُ مَنْ حجَّ واعْتَمَرَ مِنَ الأَنْبِياءِ الكِرَامْ، اللهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ على عَبْدِكَ ورَسُولِكَ محمدْ ، وعلى آلِهِ وأصْحَابِهِ هُدَاةِ الأَنَامْ .
أما بعد :
فإنَّ الحَجَّ أَحَدُ أَرْكَانِ الدين ، ومِنْ أَعْظَمِ الطَّاعَاتِ لِرَبِّ العالَمِينْ، وهوَ شِعَارُ أنبِيَاءِ الله وسائرِ عباد اللهِ الصالحين صَلَوَاتُ اللهِ وسَلاَمُهُ عليهم أَجْمَعِينِ . قال الله جلَّ وعلا ) وللهِ على النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ومن كفرَ فإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عنِ العالَمِين ) .
وبِهِ أَمَرَ اللهُ خَلِيلَهُ إِبْرَاهيم في قوله : ( وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقْ . لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ في أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ( .
وقد روى البخاري ومسلم عن ابن عمرَ رضي الله عنه وعن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( بُنِيَ الإِسْلاَمُ على خَمْسٍ : شَهَادَةِ أنْ لا إلهَ إِلاَّ اللهُ وأَنَّ محمَّداً رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ ، وإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضَانَ )) ، وفي حديث جبريل الطويل لَمَّا سَأَلَهُ عن الإِسْلام قال صلى الله عليه وسلم : (( وَتَحُجَّ البَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )) ومعلوم بالضّرورةِ مِنْ دينِ الإسلامِ أن الحجَّ واجِبْ ولا يجْحَدُهُ إلاَّ كافر .
وللحَجِّ – مَعَ كَوْنِهِ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلام – فَضْلٌ عَظِيمٌ ، وَأَجْرٌ كَبيرٌ ، مَا لَوْ ذَكَرْنَاه لطالَ المقام ولكنْ سَنُورِدُ بعضَ ما جَاءَ عن الحَبيبِ المصطفى صلى الله عليه وسلم مِنَ الأَحَاديثِ في ذلك فمنها :
ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : سُئلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : أيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قال : (( إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ )) . قيل ثمَّ مَاذا ؟ قال : (( الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ )) . قيلَ : ثُمَّ مَاذا ؟ قال : (( حَجٌّ مَبْرُورٌ )) .
ولهما عنه -رضي الله عنه- قال : سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول : (( مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ ، وَلَمْ يَفْسُقْ ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ )) .
قال الإمام الأزهري : الرَّفَثُ كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ لِكُلِّ مَا يُرِيدُهُ الرَّجُلُ مِنَ المَرْأَةِ .
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : (( الحَجٌّ المبرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّهْ )) .
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أَمَا عَلِمْتَ يَا عمرُو ! أَنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ )) رواه مسلم .
وعن أم المؤمنينَ عَائِشَةُ رضي الله عنها قالت : قلتُ يا رسول الله ! نَرَى الجِهَادَ أَفْضَلَ العَمَلِ ، أَفَلاَ نُجَاهِدُ ؟ فقالَ : (( لَكِنَّ أَفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ )) رواه البخاري . وفي لفظٍ قالت : يا رسولَ الله هَلْ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ ؟ قال : (( عَلَيْهُنَّ جِهَادٌ لا قِتَالَ فيهِ ؛ الحَجُّ والعُمْرَةُ )) [ صححه ابن خزيمة (3074) والألباني ] .
وعن عبدِاللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ والعُمْرَةِ ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ والذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ والذَّهَبِ والفِضَّةِ ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ المَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إلاَّ الجَنَّةَ )) رواه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان وصحّحوه رحمهم الله .
وعن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قال : سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول : (( مَا تَرْفَعُ إِبِلُ الحَّاجِّ رِجْلاً ، وَلاَ تَضَعُ يَداً ، إِلاَّ كَتَبَ اللهُ لَهُ بهَا حَسَنَةً ، أَوْ مَحَا عَنْهُ سَيِّئَةً ، أَوْ رَفَعَهُ بها دَرَجَةً )) رواه ابن حبان والبيهقي وحسّنه الألباني .
وعن جابِرٍ رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( الحَاجُّ وَالمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللهِ ، دَعَاهُمْ فَأَجَابُوهُ ، وَسَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ )) رواه ابن ماجه وابن حبان وهو حديث حسن . ولا شكَّ – أيُّها المؤمِنون- أنَّ الحُجَّاجَ سَيَسْأَلُونَ اللهَ الجَنَّةَ والمَغْفِرَةِ والعَفْوَ ونَحْوَهَا من وُجُوهِ الخَيْرِ فهذا وَعْدٌ مِنَ اللهِ بِاسْتِجَابَةِ دَعْوَتِهِمْ وَلاَ يُخْلِفُ اللهُ المِيعَاد .
ومنها يا عِبادَ الله : حديثُ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال – لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصار سألهُ عن فضل الحجِّ – : «فَإِنَّ لَكَ مِنَ الأَجْرِ إِذَا أَمَمْتَ البَيْتَ العَتِيقَ أَنْ لاَ تَرْفَعَ قَدَماً أَوْ تَضَعَهَا أَنْتَ وَدَابَّتُكَ إِلاَّ كُتِبَتْ لَكَ حَسَنَةٌ ، وَرُفِعَتْ لَكَ دَرَجَةٌ».
وَأَمَّا وُقُوفُكَ بِعَرَفَةَ فَإِنَّ اللهَ عز وجل يقولُ لِمَلاَئِكَتِهِ : يَا مَلاَئِكَتي ! مَا جَاءَ بِعِبَادِي ؟ قَالوا : جَاءُوا يَلْتَمِسُونَ رِضْوَانَكَ وَالجَنَّةَ . فَيَقُولُ اللهُ عز وجل : فَإِنِّي أُشْهِدُ نَفْسِي وخَلْقِي أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لهم ، وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُمْ عَدَدَ أَيَّامِ الدَّهْرِ، وَعَدَدَ القَطْرِ، وَعَدَدَ رَمْلِ عَالِجٍ .
وَأَمَّا رَمْيُكَ الجِمَارَ ، فإنَّ اللهَ عز وجل يقُولُ : ( فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( .
وَأَمَّا حَلْقُكَ رَأْسَكَ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَعْرِكَ شَعْرَةٌ تَقَعُ في الأَرْضِ ، إِلاَّ كَانَتْ لَكَ نُوراً يَوْمَ القِيَامَةِ .
وَأَمَّا طَوَافُكَ بِالبيتِ إِذَا وَدَّعْتَ ، فَإِنَّكَ تَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ )) [ رواه الطبراني في المعجم الأوسط (2320) وَحَسَّنَهُ الألباني لغيره ].
هذا في الحجِّ عموماً ؛ وقَدْ جَاءَ في أَعْمَالِهِ عَلَى أَفْرَادِهَا فضلٌ كبيرٌ ، ورَتَّبَ اللهُ على كُلِّ عَمَلٍ أجراً عظيماً :
فمنها ما جَاءَ في فَضْلِ التَّلْبِيَةِ : قال صلى الله عليه وسلم : (( مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطْ إِلاَّ بُشِّرَ ، وَلاَ كَبَّرَ مُكَبِّرٌ إِلاَّ بُشِّرَ )) قيلَ : يا رَسُولَ اللهِ ! بِالجَنَّةِ ؟ قال ((نَعَمْ )) رواه الطبراني في الأوسط بإسناد رجاله رجال الصحيح كما قال المُنْذِرِيُّ .
ومنها الطَّوَافُ بالبيتِ قال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ طَافَ بِالبَيْتِ لَمْ يَرْفَعْ قَدَماً ، وَلَمْ يَضَعْ قَدَماً إِلاَّ كَتَبَ اللهُ لَهُ حَسَنَةً ، وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً ، وَرَفَعَ لَهُ دَرَجَةً )) . وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ طَافَ بِالبَيْتِ ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ )) رواه ابن ماجه وصححه الألباني .
ومنها اسْتِلاَمُ الحَجَرِ الأَسْوَدِ والرُّكْنِ اليَمَاني : فَعَنِ ابنِ عُمَرَ قال : قال صلى الله عليه وسلم : (( إِنَّ اسْتِلاَمَهُمَا يَحُطُّ الخَطَايَا )) رواه أحمد وصححه الألباني.
ومِنَ الأُجُورِ العَظِيمةِ ما جاءَ في فَضْلِ الوُقُوفِ بِعَرَفَةَ : عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو قائِمٌ بِعَرَفَةَ – : ((مَعَاشِرَ النَّاسِ ! أَتَاني جِبْرِيلُ آنِفاً ، فَأَقْرَأَني مِنْ رَبِّي السَّلاَمَ ، وقال: إِنَّ اللهَ غَفَرَ لأَهْلِ عَرَفَاتٍ، وَأَهْلِ المَشْعَرِ وَضَمِنَ عَنْهُمْ التَّبِعَاتِ )) فَقَامَ عُمَرُ بنُ الخَطَّاب رضي الله عنه فقال : يا رسول الله ! هذا لَنَا خَاصَّة ؟ قال : (( هَذَا لَكُمْ ، وَلِمَنْ أَتَى مِنْ بَعْدِكُمْ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ )). فقال عُمَرُ: كَثُرَ خَيْرُ اللهِ وَطَابَ . [ رواه ابن المبارك بإسْنادٍ رجالهُ ثقاتْ وصححه الألباني ] .
ومنها رَمْيُ الجِمَارِ فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( وأَمَّا رَمْيُكَ الجِمَارَ ، فَلَكَ بِكُلِّ حَصَاةٍ رَمَيْتَهَا تَكْفِيرُ كَبِيرَةٍ مِنَ المُوبِقَاتِ )) رواه ابن حبان وصحّحه (حسنه الألباني) .
الحمدُ للهِ ذِي الجَلالِ والإِكرامْ ، والفَضْلِ والطَّوْلِ والمِنَنِ العِظَامْ ، الذي هَدَانا للإِسْلامْ ، وأَسْبَغَ علينا جَزِيلَ نِعَمِهِ وأَلْطَافِهِ الجِسَامْ ، وكَرَّمَ الآدميينَ وفَضَّلَهُمْ على غيرهم مِنَ الأَنَامْ ، ودَعَاهُمْ بِرَأْفَتِهِ ورَحْمَتِهِ إلى دَارِ السَّلامْ ، وأَكْرَمَهُمْ بما شَرَعَهُ لهم مِنْ حَجِّ بَيْتِهِ الحَرَامْ، ويَسَّرَ ذلكَ على تَكَرُّرِ الدُّهُورِ والأَعْوَامْ ، وَفَرَضَ حَجَّهُ على مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سبيلاً مِنَ أَهْلِ الإيمانِ والإِسْلامْ .
أَحْمَدُهُ أَبْلَغَ الحَمْدِ وأَكْمَلَهْ، وأعْظَمَهُ وأَتَمَّهُ وَأَشْمَلَهْ، وأشهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ الله وحدهُ لا شريك له إقراراً بِوَحْدَانِيَّتِهْ، وإِذْعَاناً لِجَلاَلِهِ وعَظَمَتِهْ ، وأشهَدُ أنَّ سيدنا ونبينا محمداً عبدُهُ ورَسُولُهُ : أفضَلُ مَنْ حجَّ واعْتَمَرَ مِنَ الأَنْبِياءِ الكِرَامْ، اللهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ على عَبْدِكَ ورَسُولِكَ محمدْ ، وعلى آلِهِ وأصْحَابِهِ هُدَاةِ الأَنَامْ .
أما بعد :
فإنَّ الحَجَّ أَحَدُ أَرْكَانِ الدين ، ومِنْ أَعْظَمِ الطَّاعَاتِ لِرَبِّ العالَمِينْ، وهوَ شِعَارُ أنبِيَاءِ الله وسائرِ عباد اللهِ الصالحين صَلَوَاتُ اللهِ وسَلاَمُهُ عليهم أَجْمَعِينِ . قال الله جلَّ وعلا ) وللهِ على النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ومن كفرَ فإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عنِ العالَمِين ) .
وبِهِ أَمَرَ اللهُ خَلِيلَهُ إِبْرَاهيم في قوله : ( وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقْ . لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ في أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ( .
وقد روى البخاري ومسلم عن ابن عمرَ رضي الله عنه وعن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( بُنِيَ الإِسْلاَمُ على خَمْسٍ : شَهَادَةِ أنْ لا إلهَ إِلاَّ اللهُ وأَنَّ محمَّداً رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ ، وإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضَانَ )) ، وفي حديث جبريل الطويل لَمَّا سَأَلَهُ عن الإِسْلام قال صلى الله عليه وسلم : (( وَتَحُجَّ البَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )) ومعلوم بالضّرورةِ مِنْ دينِ الإسلامِ أن الحجَّ واجِبْ ولا يجْحَدُهُ إلاَّ كافر .
وللحَجِّ – مَعَ كَوْنِهِ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلام – فَضْلٌ عَظِيمٌ ، وَأَجْرٌ كَبيرٌ ، مَا لَوْ ذَكَرْنَاه لطالَ المقام ولكنْ سَنُورِدُ بعضَ ما جَاءَ عن الحَبيبِ المصطفى صلى الله عليه وسلم مِنَ الأَحَاديثِ في ذلك فمنها :
ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : سُئلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : أيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قال : (( إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ )) . قيل ثمَّ مَاذا ؟ قال : (( الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ )) . قيلَ : ثُمَّ مَاذا ؟ قال : (( حَجٌّ مَبْرُورٌ )) .
ولهما عنه -رضي الله عنه- قال : سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول : (( مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ ، وَلَمْ يَفْسُقْ ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ )) .
قال الإمام الأزهري : الرَّفَثُ كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ لِكُلِّ مَا يُرِيدُهُ الرَّجُلُ مِنَ المَرْأَةِ .
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : (( الحَجٌّ المبرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّهْ )) .
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أَمَا عَلِمْتَ يَا عمرُو ! أَنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ )) رواه مسلم .
وعن أم المؤمنينَ عَائِشَةُ رضي الله عنها قالت : قلتُ يا رسول الله ! نَرَى الجِهَادَ أَفْضَلَ العَمَلِ ، أَفَلاَ نُجَاهِدُ ؟ فقالَ : (( لَكِنَّ أَفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ )) رواه البخاري . وفي لفظٍ قالت : يا رسولَ الله هَلْ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ ؟ قال : (( عَلَيْهُنَّ جِهَادٌ لا قِتَالَ فيهِ ؛ الحَجُّ والعُمْرَةُ )) [ صححه ابن خزيمة (3074) والألباني ] .
وعن عبدِاللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ والعُمْرَةِ ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ والذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ والذَّهَبِ والفِضَّةِ ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ المَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إلاَّ الجَنَّةَ )) رواه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان وصحّحوه رحمهم الله .
وعن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قال : سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول : (( مَا تَرْفَعُ إِبِلُ الحَّاجِّ رِجْلاً ، وَلاَ تَضَعُ يَداً ، إِلاَّ كَتَبَ اللهُ لَهُ بهَا حَسَنَةً ، أَوْ مَحَا عَنْهُ سَيِّئَةً ، أَوْ رَفَعَهُ بها دَرَجَةً )) رواه ابن حبان والبيهقي وحسّنه الألباني .
وعن جابِرٍ رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( الحَاجُّ وَالمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللهِ ، دَعَاهُمْ فَأَجَابُوهُ ، وَسَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ )) رواه ابن ماجه وابن حبان وهو حديث حسن . ولا شكَّ – أيُّها المؤمِنون- أنَّ الحُجَّاجَ سَيَسْأَلُونَ اللهَ الجَنَّةَ والمَغْفِرَةِ والعَفْوَ ونَحْوَهَا من وُجُوهِ الخَيْرِ فهذا وَعْدٌ مِنَ اللهِ بِاسْتِجَابَةِ دَعْوَتِهِمْ وَلاَ يُخْلِفُ اللهُ المِيعَاد .
ومنها يا عِبادَ الله : حديثُ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال – لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصار سألهُ عن فضل الحجِّ – : «فَإِنَّ لَكَ مِنَ الأَجْرِ إِذَا أَمَمْتَ البَيْتَ العَتِيقَ أَنْ لاَ تَرْفَعَ قَدَماً أَوْ تَضَعَهَا أَنْتَ وَدَابَّتُكَ إِلاَّ كُتِبَتْ لَكَ حَسَنَةٌ ، وَرُفِعَتْ لَكَ دَرَجَةٌ».
وَأَمَّا وُقُوفُكَ بِعَرَفَةَ فَإِنَّ اللهَ عز وجل يقولُ لِمَلاَئِكَتِهِ : يَا مَلاَئِكَتي ! مَا جَاءَ بِعِبَادِي ؟ قَالوا : جَاءُوا يَلْتَمِسُونَ رِضْوَانَكَ وَالجَنَّةَ . فَيَقُولُ اللهُ عز وجل : فَإِنِّي أُشْهِدُ نَفْسِي وخَلْقِي أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لهم ، وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُمْ عَدَدَ أَيَّامِ الدَّهْرِ، وَعَدَدَ القَطْرِ، وَعَدَدَ رَمْلِ عَالِجٍ .
وَأَمَّا رَمْيُكَ الجِمَارَ ، فإنَّ اللهَ عز وجل يقُولُ : ( فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( .
وَأَمَّا حَلْقُكَ رَأْسَكَ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَعْرِكَ شَعْرَةٌ تَقَعُ في الأَرْضِ ، إِلاَّ كَانَتْ لَكَ نُوراً يَوْمَ القِيَامَةِ .
وَأَمَّا طَوَافُكَ بِالبيتِ إِذَا وَدَّعْتَ ، فَإِنَّكَ تَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ )) [ رواه الطبراني في المعجم الأوسط (2320) وَحَسَّنَهُ الألباني لغيره ].
هذا في الحجِّ عموماً ؛ وقَدْ جَاءَ في أَعْمَالِهِ عَلَى أَفْرَادِهَا فضلٌ كبيرٌ ، ورَتَّبَ اللهُ على كُلِّ عَمَلٍ أجراً عظيماً :
فمنها ما جَاءَ في فَضْلِ التَّلْبِيَةِ : قال صلى الله عليه وسلم : (( مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطْ إِلاَّ بُشِّرَ ، وَلاَ كَبَّرَ مُكَبِّرٌ إِلاَّ بُشِّرَ )) قيلَ : يا رَسُولَ اللهِ ! بِالجَنَّةِ ؟ قال ((نَعَمْ )) رواه الطبراني في الأوسط بإسناد رجاله رجال الصحيح كما قال المُنْذِرِيُّ .
ومنها الطَّوَافُ بالبيتِ قال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ طَافَ بِالبَيْتِ لَمْ يَرْفَعْ قَدَماً ، وَلَمْ يَضَعْ قَدَماً إِلاَّ كَتَبَ اللهُ لَهُ حَسَنَةً ، وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً ، وَرَفَعَ لَهُ دَرَجَةً )) . وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ طَافَ بِالبَيْتِ ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ )) رواه ابن ماجه وصححه الألباني .
ومنها اسْتِلاَمُ الحَجَرِ الأَسْوَدِ والرُّكْنِ اليَمَاني : فَعَنِ ابنِ عُمَرَ قال : قال صلى الله عليه وسلم : (( إِنَّ اسْتِلاَمَهُمَا يَحُطُّ الخَطَايَا )) رواه أحمد وصححه الألباني.
ومِنَ الأُجُورِ العَظِيمةِ ما جاءَ في فَضْلِ الوُقُوفِ بِعَرَفَةَ : عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو قائِمٌ بِعَرَفَةَ – : ((مَعَاشِرَ النَّاسِ ! أَتَاني جِبْرِيلُ آنِفاً ، فَأَقْرَأَني مِنْ رَبِّي السَّلاَمَ ، وقال: إِنَّ اللهَ غَفَرَ لأَهْلِ عَرَفَاتٍ، وَأَهْلِ المَشْعَرِ وَضَمِنَ عَنْهُمْ التَّبِعَاتِ )) فَقَامَ عُمَرُ بنُ الخَطَّاب رضي الله عنه فقال : يا رسول الله ! هذا لَنَا خَاصَّة ؟ قال : (( هَذَا لَكُمْ ، وَلِمَنْ أَتَى مِنْ بَعْدِكُمْ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ )). فقال عُمَرُ: كَثُرَ خَيْرُ اللهِ وَطَابَ . [ رواه ابن المبارك بإسْنادٍ رجالهُ ثقاتْ وصححه الألباني ] .
ومنها رَمْيُ الجِمَارِ فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( وأَمَّا رَمْيُكَ الجِمَارَ ، فَلَكَ بِكُلِّ حَصَاةٍ رَمَيْتَهَا تَكْفِيرُ كَبِيرَةٍ مِنَ المُوبِقَاتِ )) رواه ابن حبان وصحّحه (حسنه الألباني) .
وحلق الرأس بعدَ النسك الذي دعاء فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم للمحلقين بقوله : (( اللهم اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ )) قالها ثلاث مرات ومنها الصلاةُ في المسجدِ الحرام : فعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( صَلاَةٌ في المَسْجِدِ الحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ )) رواه أحمد وابن ماجه وَأَصْلُهُ في الصَّحِيحِ
هذه بَعْضُ الأَحَادِيثِ في فَضْلِ الحَجِّ لا حَرَمَنَا اللهُ مِنْهُ ، وفيها بَيَانُ مَا لِلْحَاجِّ مِنَ الأَجْرِ العَظِيمِ الذي لاَ يُفَرِّطُ فيهِ إِلاَّ مَحْرُومٌ ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (( اسْتَمْتِعُوا بهذا البيت )) ( رواه ابن خزيمة وابن حبان ) ، وينبغي للمُسْلِمِ أَنْ يُبَادِرَ بِالحَجِّ مَتَى اسْتَطَاعَ إِلى ذَلِكَ سَبِيلاً ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( يقولُ الله عز وجل : إِنَّ عَبْداً صَحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ في المَعِيشَةِ ، تَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لاَ يَفِدُ إليّ ؛ لَمَحْرُومٌ )) رواه ابن حبان وصححهُ هُوَ والألباني .
أيها الأخ الكريم : ومَعَ هَذِهِ الأُجُورُ العَظِيمَةُ فَإِنَّ اللهَ جَعَلَ لِهَذِهِ العِبَادَةِ الكَبِيرَةِ حِكْمَةٌ في مَشْرُوعِيَّتِها وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلا حَكِيمٌ عَلِيمٌ بمَصَالِحِ عِبَادِهِ ، فَشَرَعَ لَهُمْ أَنْ يَجْتَمِعُوا في العِبَادَاتِ التي أَمَرَهُمْ بها كَالحَجِّ ، وَصَلاَةِ الأَعْيَادِ ، وَصَلاَةِ الجُمْعَةِ ، وَالصَّلَوَاتِ الخَمْسِ ؛ لِمَا في ذَلِكَ مِنَ التَّعَارُفِ وَالتَّوَادُدِ والتَّآلُفِ والتَّسَانُدِ والتَّنَاصُرِ بين المُسْلِمِين ، وَعَقْدِ أَوَاصِرِ المَحَبَّةِ وَالإِخَاءِ ، وَتَبَادُلِ النَّصَائِحِ والتَّوْجِيهَاتِ السَّنِيَّةِ ، وَتَبَادُلِ الآرَاءِ ، بِمَا يَعُودُ عَلَيْهِمْ بِالمَصْلَحَةِ العَّامَّةِ وَالخَاصَّةِ في دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ .
ولِمَا في هذه العباداتِ مِنْ طاعَةِ اللهِ ، وتوحيدِهِ، وإفرادِهِ بالعبادَةِ ، ولِمَا يَتَرَتَّبُ على ذَلِكَ مِنْ مُضَاعَفَةِ الحَسَنَاتِ ، وَتَكْفِيرِ السَّيِّئَاتِ كَمَا سَلَفَ ذِكْرُهُ .
وخَاصَّةً الحَجُّ فَهْوَ أَعْظَمُ مُجْتَمَعٍ وَمُؤْتَمَرٍ إِسْلاميٍّ عَالَمِيٍّ، هُوَ المجتَمَعُ المَيْمُونُ المُبَارَكُ، هُوَ الحَشْدُ الهَائِلُ والجُمُوعُ المُتَدَفِّقَةُ عَلى صَعِيدِ عَرَفَاتْ ، والمُلْتَفَّةُ حَوْلَ الكعبةِ المُشَرَّفَةِ .
فالحجُّ لِقَاءٌ بينَ الأَبْدَانِ وَالقُلُوبِ وَالأَرْوَاحِ . يَلْتَقِي فيهِ المُسْلِمُونَ بِإِخْوَانِهِمْ الوَافِدِين مِنْ جَمِيعِ بِقَاعِ الأَرْضِ ، مَعَ اخْتِلاَفِ الجِنْسِ وَاللُّغَةِ وَاللَّوْنِ . لِقَاءٌ كَرِيم في زِيٍّ مُوَحَّدٍ هُوَ : الإِزَارُ وَالرِّدَاءُ .
لِقَاءٌ مَنْطِقُهُ واحِدٌ : لا إله إلا الله ، محمدٌ رسول الله ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .
لقاءٌ عَظِيمٌ ومَشْهَدٌ رَائِعٌ ، هُوَ مِنْ عَنَاوِينِ وَحْدَةِ المُسْلِمِين التي تَجْمَعُهُمْ سُنَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وتُفَرِّقُهُمْ الأَهْوَاءُ وَالبِدَعُ .
لقاءٌ هوَ عِبارَةٌ عن جَامِعَةٍ إسلامِيَّةٍ عَظِيمَةٍ ، تَتَخَوَّفُ مِنْ ذَلِكَ جُمُوعُ اليَهُودِ والنَّصَارَى وَكُلُّ عَدِوٍّ للإسلامِ والمسلمين .
لقاءٌ واجتماعٌ كَهَذَا ، لا يُتَصَوَّرُ أَنْ تَقُومَ بِمِثْلِهِ دَوْلَةٌ ، بلْ ولاَ جميعُ دُوَلِ العالم.
اجتماعٌ ولِقَاءٌ لَهُ دَوَافِعُ مِنَ الأَشْوَاقِ الإِلهِيَّةِ والدَّعْوَةِ الرَّبَّانِيَّةِ . وصَدَقَ الله إذ يقول : ) وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقْ . لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ في أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِير ) .
لِقَاءٌ أَخَوِيٌّ بَيْنَ المسلمين وهوَ مِنْ مَحَاسِنِ دِينِ الإِسْلاَم ، وَبِهِ الفَخْرُ والاعْتِزَازُ.
لقاءٌ مِنْ أَجْلِ طَاعَةِ الله عز وجل وطَاعَةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم ، وَمِنْ أَجْلِ شُهُودِ المَنَافِعِ ، مَنَافِعُ عَظِيمَةٌ لأُمَّةِ الإسلام . مَنَافِعُ عامَّةٌ وخَاصَّةٌ، منافع دينِيَّةٌ ودُنْيَوِيَّةٌ ، ومنافع عَقَدِيَّةٌ، ومَنَافِعُ أَخْلاَقِيَّةٌ، واقتصادية، وسياسية، وغيرِ ذلكَ مِمَّا يَعُودُ عَلَى المسلمينَ بِالنَّصْرِ وَالعِزِّ والشَّرَفِ والفَخْرِ والخَيْرِ والسعادة . وفّق الله المسلمين رُعَاةً ورَعِيَّةً ، وزُعَمَاء ومَزْعُومِين إلى مَا فيهِ عِزُّهُم وفَخْرُهُمْ وصَلاحُهُمْ في دينِهِم ودُنْيَاهُم .
ولنْ يَتَحَقَّقَ للمُسْلِمِينَ النَّصْرُ والعِزُّ والسَّعَادَةُ ، إِلاَّ إِذَا عَمِلُوا بِشَريعَةِ الإِسلام ، فِعْلاً وقولاً ، عقيدةً وعِبَادَةً، وَأَحْكَاماً وَأَخْلاَقاً . وإِذَا لَمْ يَفْعَلُوا فَقُلْ عَلَى الحَيَاةِ العَفَاءُ ، وعلى أُمَّةِ الإِسْلامِ السَّلاَمُ .
أيها الأخ المبارك : وهناك شروطٌ إذا توافرت في المرءِ وَجَبَ عليه أنْ يُبَادِرَ إلى الحَجِّ ، ويأثم إنْ أخّرهُ بلا عُذْرٍ شَرْعِي وهي : الإسلام ، فلا يَصِحُّ الحجُّ مِن كافر .
ثانياً : البلوغ ، فلا يجب على الصغير وإن حج فله ولوليِّهِ أجرٌ لكن تبقى ذِمَّتُهُ مَشْغُولَةٌ بالحج الواجب .
ثالثاً : العقل ، فلا يصح من مجنون .
رابعاً : الحرية ، فلا تجب على الرقيق وهم العبيد .
خامساً : الاستطاعة ، فلا يجب الحج على غير قادر كالمريض أو من لم يجد مالاً ليحج به أو لم يجد راحلة – كالسيارة مثلاً – .
وتزيدُ المرأةُ شَرْطاً سادِساً وهو وجودُ المحرم إِذْ لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافِرَ مَسيرَةَ يَوْمٍ وليلَةٍ مِنْ دُونِ محرم كَمَّا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن لم تجد فلا يجب عليها الحج حتى تجد محرماً ، فإن أَيِسَتْ اسْتَنَابَتْ مَنْ يَحُجَّ عَنها ولا شيء عليها .
فمن اجتمعت فيه هذه الشروط في سَنَةٍ مِنَ السَّنَوَاتِ وَجَبَ عليه الحَجُّ فيها، ولا يجوزُ لَهُ التَّأْخِيرُ بِحَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ .
أيُّها الأخوة وها هُنا وصايا لِمَنْ عَزَمَ على الحَجِّ :
فأوَّلُها : ينبغي للمسلم أنْ يحْرِصَ أولاً على معرفةِ أحكام الحج قبلَ أنْ يَحُجْ حَتى لا يَقَعَ مِنْهُ شَيءٌ يُخَالِفُ مَقْصُودَ الحَجِّ ، أو يُخِلُّ بِشَيء مِنْ أَرْكَانِ الحَجِّ ، أَوْ يَقَعُ في محظُورٍ مِنْ محْظُورَاتِ الحج وهوَ جَاهِلٌ ، وهذا فَرْضُ عَيْنٍ على كُلِّ مُريدٍ للحَجِّ.
ثانيها : ليكنْ حَجَّكَ لله ، وعلى سُنَّةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حتى يكونَ صَحِيحاً مَقْبُولاً عِنْدَ الله .
ثالثها : احرص رَعَاكَ اللهُ على اختيارِ المَالِ الحَلالِ لِتُؤَدِّي بِهِ حَجَّتَكَ وَإِلاَّ كانَ حَالُكَ كَمَا قال القائل :
إِذَا حَجَجْتَ بِمَالٍ أصلهُ سُحْتُ فَمَا حَجَجْتَ ولَكِنْ حَجَّتِ العِيرُ
رابِعُهَا : ينبغي للحاجِّ المُسَافِرِ أنْ يَطْلُبَ رَفِيقاً مُوافِقاً راغباً في الخير ، كارِهاً للشَّرِّ إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ ، وإنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ ، وإن تَيَّسَّرَ مع هذا كَوْنُهُ مِنَ العُلَمَاءِ أَوْ طَلَبَةِ العِلْمِ المعروفين بالسُّنَّةِ والاسْتِقَامَةِ فليَتَمَسَّكْ بِهِ فَإِنَّهُ يُعِينُهُ على مَبَارِّ الحج ومَكَارِمِ الأخلاق .
خامِسُها : ينبغي لهُ أنْ يُبَادِرَ بالتوبةِ مِنْ جميعِ المعاصي ، ويَخْرُجَ مِنْ مَظَالِمِ الخَلْقِ ، وَيَقْضِي مَا أَمْكَنَهُ مِنْ دِيُونِهِ، وَيَرُدَّ الودَائِعَ فإن لم يتمكن أَوْصى مَنْ يَقْضِيها عنهُ إِنْ لَمْ يَرْجِع ، ويَكْتُبُ وَصِيَّتَهُ وَيُشْهِدُ عليها ، ويَتْرُكُ لأَهْلِهِ نَفَقَةً تَكْفِيهِم إلى حينِ رُجُوعِهِ .
سادِسُها : يُسْتَحَبُّ لهُ أَنْ يُوَدِّعَ أَهْلَهُ وَجِيرانَهُ .
سابعاً : يقولُ دُعَاءَ الخروجِ مِنَ المنـزلِ ، ولْيَحْرِصْ على بَقِيَّةِ الأَذْكَار والأدعية كَدُعَاءِ المُسَافِرِ للمُقِيم ، ودُعَاءُ السَّفَرِ والمَسَاءِ والصَّبَاح وغيرها ويجمعها كتاب (( حِصْنُ المُسْلِمِ )) فَإِنَّهُ خَفِيفُ المَحْمَلْ عَظِيمُ الفَائِدَةِ .
ويُراعي غيرها من آداب السفر …
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
والله تعالى أعلم
أيها الأخ الكريم : ومَعَ هَذِهِ الأُجُورُ العَظِيمَةُ فَإِنَّ اللهَ جَعَلَ لِهَذِهِ العِبَادَةِ الكَبِيرَةِ حِكْمَةٌ في مَشْرُوعِيَّتِها وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلا حَكِيمٌ عَلِيمٌ بمَصَالِحِ عِبَادِهِ ، فَشَرَعَ لَهُمْ أَنْ يَجْتَمِعُوا في العِبَادَاتِ التي أَمَرَهُمْ بها كَالحَجِّ ، وَصَلاَةِ الأَعْيَادِ ، وَصَلاَةِ الجُمْعَةِ ، وَالصَّلَوَاتِ الخَمْسِ ؛ لِمَا في ذَلِكَ مِنَ التَّعَارُفِ وَالتَّوَادُدِ والتَّآلُفِ والتَّسَانُدِ والتَّنَاصُرِ بين المُسْلِمِين ، وَعَقْدِ أَوَاصِرِ المَحَبَّةِ وَالإِخَاءِ ، وَتَبَادُلِ النَّصَائِحِ والتَّوْجِيهَاتِ السَّنِيَّةِ ، وَتَبَادُلِ الآرَاءِ ، بِمَا يَعُودُ عَلَيْهِمْ بِالمَصْلَحَةِ العَّامَّةِ وَالخَاصَّةِ في دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ .
ولِمَا في هذه العباداتِ مِنْ طاعَةِ اللهِ ، وتوحيدِهِ، وإفرادِهِ بالعبادَةِ ، ولِمَا يَتَرَتَّبُ على ذَلِكَ مِنْ مُضَاعَفَةِ الحَسَنَاتِ ، وَتَكْفِيرِ السَّيِّئَاتِ كَمَا سَلَفَ ذِكْرُهُ .
وخَاصَّةً الحَجُّ فَهْوَ أَعْظَمُ مُجْتَمَعٍ وَمُؤْتَمَرٍ إِسْلاميٍّ عَالَمِيٍّ، هُوَ المجتَمَعُ المَيْمُونُ المُبَارَكُ، هُوَ الحَشْدُ الهَائِلُ والجُمُوعُ المُتَدَفِّقَةُ عَلى صَعِيدِ عَرَفَاتْ ، والمُلْتَفَّةُ حَوْلَ الكعبةِ المُشَرَّفَةِ .
فالحجُّ لِقَاءٌ بينَ الأَبْدَانِ وَالقُلُوبِ وَالأَرْوَاحِ . يَلْتَقِي فيهِ المُسْلِمُونَ بِإِخْوَانِهِمْ الوَافِدِين مِنْ جَمِيعِ بِقَاعِ الأَرْضِ ، مَعَ اخْتِلاَفِ الجِنْسِ وَاللُّغَةِ وَاللَّوْنِ . لِقَاءٌ كَرِيم في زِيٍّ مُوَحَّدٍ هُوَ : الإِزَارُ وَالرِّدَاءُ .
لِقَاءٌ مَنْطِقُهُ واحِدٌ : لا إله إلا الله ، محمدٌ رسول الله ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .
لقاءٌ عَظِيمٌ ومَشْهَدٌ رَائِعٌ ، هُوَ مِنْ عَنَاوِينِ وَحْدَةِ المُسْلِمِين التي تَجْمَعُهُمْ سُنَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وتُفَرِّقُهُمْ الأَهْوَاءُ وَالبِدَعُ .
لقاءٌ هوَ عِبارَةٌ عن جَامِعَةٍ إسلامِيَّةٍ عَظِيمَةٍ ، تَتَخَوَّفُ مِنْ ذَلِكَ جُمُوعُ اليَهُودِ والنَّصَارَى وَكُلُّ عَدِوٍّ للإسلامِ والمسلمين .
لقاءٌ واجتماعٌ كَهَذَا ، لا يُتَصَوَّرُ أَنْ تَقُومَ بِمِثْلِهِ دَوْلَةٌ ، بلْ ولاَ جميعُ دُوَلِ العالم.
اجتماعٌ ولِقَاءٌ لَهُ دَوَافِعُ مِنَ الأَشْوَاقِ الإِلهِيَّةِ والدَّعْوَةِ الرَّبَّانِيَّةِ . وصَدَقَ الله إذ يقول : ) وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقْ . لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ في أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِير ) .
لِقَاءٌ أَخَوِيٌّ بَيْنَ المسلمين وهوَ مِنْ مَحَاسِنِ دِينِ الإِسْلاَم ، وَبِهِ الفَخْرُ والاعْتِزَازُ.
لقاءٌ مِنْ أَجْلِ طَاعَةِ الله عز وجل وطَاعَةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم ، وَمِنْ أَجْلِ شُهُودِ المَنَافِعِ ، مَنَافِعُ عَظِيمَةٌ لأُمَّةِ الإسلام . مَنَافِعُ عامَّةٌ وخَاصَّةٌ، منافع دينِيَّةٌ ودُنْيَوِيَّةٌ ، ومنافع عَقَدِيَّةٌ، ومَنَافِعُ أَخْلاَقِيَّةٌ، واقتصادية، وسياسية، وغيرِ ذلكَ مِمَّا يَعُودُ عَلَى المسلمينَ بِالنَّصْرِ وَالعِزِّ والشَّرَفِ والفَخْرِ والخَيْرِ والسعادة . وفّق الله المسلمين رُعَاةً ورَعِيَّةً ، وزُعَمَاء ومَزْعُومِين إلى مَا فيهِ عِزُّهُم وفَخْرُهُمْ وصَلاحُهُمْ في دينِهِم ودُنْيَاهُم .
ولنْ يَتَحَقَّقَ للمُسْلِمِينَ النَّصْرُ والعِزُّ والسَّعَادَةُ ، إِلاَّ إِذَا عَمِلُوا بِشَريعَةِ الإِسلام ، فِعْلاً وقولاً ، عقيدةً وعِبَادَةً، وَأَحْكَاماً وَأَخْلاَقاً . وإِذَا لَمْ يَفْعَلُوا فَقُلْ عَلَى الحَيَاةِ العَفَاءُ ، وعلى أُمَّةِ الإِسْلامِ السَّلاَمُ .
أيها الأخ المبارك : وهناك شروطٌ إذا توافرت في المرءِ وَجَبَ عليه أنْ يُبَادِرَ إلى الحَجِّ ، ويأثم إنْ أخّرهُ بلا عُذْرٍ شَرْعِي وهي : الإسلام ، فلا يَصِحُّ الحجُّ مِن كافر .
ثانياً : البلوغ ، فلا يجب على الصغير وإن حج فله ولوليِّهِ أجرٌ لكن تبقى ذِمَّتُهُ مَشْغُولَةٌ بالحج الواجب .
ثالثاً : العقل ، فلا يصح من مجنون .
رابعاً : الحرية ، فلا تجب على الرقيق وهم العبيد .
خامساً : الاستطاعة ، فلا يجب الحج على غير قادر كالمريض أو من لم يجد مالاً ليحج به أو لم يجد راحلة – كالسيارة مثلاً – .
وتزيدُ المرأةُ شَرْطاً سادِساً وهو وجودُ المحرم إِذْ لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافِرَ مَسيرَةَ يَوْمٍ وليلَةٍ مِنْ دُونِ محرم كَمَّا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن لم تجد فلا يجب عليها الحج حتى تجد محرماً ، فإن أَيِسَتْ اسْتَنَابَتْ مَنْ يَحُجَّ عَنها ولا شيء عليها .
فمن اجتمعت فيه هذه الشروط في سَنَةٍ مِنَ السَّنَوَاتِ وَجَبَ عليه الحَجُّ فيها، ولا يجوزُ لَهُ التَّأْخِيرُ بِحَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ .
أيُّها الأخوة وها هُنا وصايا لِمَنْ عَزَمَ على الحَجِّ :
فأوَّلُها : ينبغي للمسلم أنْ يحْرِصَ أولاً على معرفةِ أحكام الحج قبلَ أنْ يَحُجْ حَتى لا يَقَعَ مِنْهُ شَيءٌ يُخَالِفُ مَقْصُودَ الحَجِّ ، أو يُخِلُّ بِشَيء مِنْ أَرْكَانِ الحَجِّ ، أَوْ يَقَعُ في محظُورٍ مِنْ محْظُورَاتِ الحج وهوَ جَاهِلٌ ، وهذا فَرْضُ عَيْنٍ على كُلِّ مُريدٍ للحَجِّ.
ثانيها : ليكنْ حَجَّكَ لله ، وعلى سُنَّةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حتى يكونَ صَحِيحاً مَقْبُولاً عِنْدَ الله .
ثالثها : احرص رَعَاكَ اللهُ على اختيارِ المَالِ الحَلالِ لِتُؤَدِّي بِهِ حَجَّتَكَ وَإِلاَّ كانَ حَالُكَ كَمَا قال القائل :
إِذَا حَجَجْتَ بِمَالٍ أصلهُ سُحْتُ فَمَا حَجَجْتَ ولَكِنْ حَجَّتِ العِيرُ
رابِعُهَا : ينبغي للحاجِّ المُسَافِرِ أنْ يَطْلُبَ رَفِيقاً مُوافِقاً راغباً في الخير ، كارِهاً للشَّرِّ إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ ، وإنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ ، وإن تَيَّسَّرَ مع هذا كَوْنُهُ مِنَ العُلَمَاءِ أَوْ طَلَبَةِ العِلْمِ المعروفين بالسُّنَّةِ والاسْتِقَامَةِ فليَتَمَسَّكْ بِهِ فَإِنَّهُ يُعِينُهُ على مَبَارِّ الحج ومَكَارِمِ الأخلاق .
خامِسُها : ينبغي لهُ أنْ يُبَادِرَ بالتوبةِ مِنْ جميعِ المعاصي ، ويَخْرُجَ مِنْ مَظَالِمِ الخَلْقِ ، وَيَقْضِي مَا أَمْكَنَهُ مِنْ دِيُونِهِ، وَيَرُدَّ الودَائِعَ فإن لم يتمكن أَوْصى مَنْ يَقْضِيها عنهُ إِنْ لَمْ يَرْجِع ، ويَكْتُبُ وَصِيَّتَهُ وَيُشْهِدُ عليها ، ويَتْرُكُ لأَهْلِهِ نَفَقَةً تَكْفِيهِم إلى حينِ رُجُوعِهِ .
سادِسُها : يُسْتَحَبُّ لهُ أَنْ يُوَدِّعَ أَهْلَهُ وَجِيرانَهُ .
سابعاً : يقولُ دُعَاءَ الخروجِ مِنَ المنـزلِ ، ولْيَحْرِصْ على بَقِيَّةِ الأَذْكَار والأدعية كَدُعَاءِ المُسَافِرِ للمُقِيم ، ودُعَاءُ السَّفَرِ والمَسَاءِ والصَّبَاح وغيرها ويجمعها كتاب (( حِصْنُ المُسْلِمِ )) فَإِنَّهُ خَفِيفُ المَحْمَلْ عَظِيمُ الفَائِدَةِ .
ويُراعي غيرها من آداب السفر …
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
والله تعالى أعلم
كتبه دغش بن شبيب العجمي