أختي المؤمنة:
اعلمي أن الله عز وجل ينظر إليك ويراقبك في كل وقت وزمان، في السوق وفي كل مكان.
أيها الأخوة الكرام، من الأحوال التي تلازم المؤمن حال المراقبة، فالله سبحانه و تعالى يقول:
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ﴾
﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [سورة الحديد الآية: 4]
﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [سورة غافر الآية: 19]
من حديث جبريل -عليه السلام-:
((أنه سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الإحسان، فقال: أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك))
[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي والنسائي في سننهم]
فهل ترضين أن يراك تفعلين ما نهى عنه أو نهى عنه رسوله الحبيب ؟
ألم يقل سبحانه: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن سورة الأحزاب 59
ألم يقل النبي ( أيما امراة استعطرت ثم خرجت، فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية)
يا مسلمة …
هل أيقنت أن كل ما تفعلينه صغيرا أو كبيرا مسجل عليك، إن خيرا فخير وإن شرا فشر؟ فالله عز وجل ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور).
أختاه
أيرضيك أن تكوني وسيلة من وسائل الشيطان؟
ألا يحزنك أن تكوني من وسائل أعداء الله الكفار ..
نعم، أما سمعت قول أحد الكفار:" امرأة متبرجة واحدة أشد على المسلمين من ألف مدفع .
أختي الفاضلة
هل ترضين أن تكوني سببا في وقوع مسلم في الحرام، وسخط الرحمن ودخول النار؟
أختي الكريمة :
الله عز وجل تكرم عليك بنعم كثيرة: الصحة، الشكل الحسن، الذكاء ونعم أخرى كثيرة
قال تعالى : وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ
34 إبراهيم
أفلا تخافين أن تسلب منك هذه النعم بسبب معصية أو ذنب.
يا مؤمنة:
القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار .
فماذا تريدين قبرك أن يكون ؟
هل تريدين النور ؟
هل تريدين السعة ؟
هل تريدين الراحة ؟
سلي نفسك هذه الأسئلة وأجيبي جواب العاقلة المتزنة:
هل تعلمين ذلك ستسافرين سفرًا بلا رجعة..؟ فهل أعددت العدَّة لهذا السَّفر..؟ هل تزودت من هذه الدنيا الفانية بالأعمال الصَّالحة؛ لتؤنس وحشتك في القبر..؟ كم عمرك؟ وكم ستعيشين؟ ألا تعلمين أنَّ لكلِّ بدايةٍ نهايةٌ وأن النَّهاية جنَّةٌ أو نارٌ؟.. هل تخيَّلت عندما تنزل الملائكة من السَّماء لقبض روحك وأنت غافلةٌ لاهيةٌ؟ هل تخيَّلت ذلك اليوم والسَّاعة الأخيرة من حياتك.. ساعة فراق الأهل والأولاد.. فراق الأحباب والأصحاب؟.. إنَّه الموت بسكراته وشدَّة نزعه وكرباته! وبعد فراق روحك من جسدك يذهب بك إلى مغسلة الأموات فتغسلين وتكفنين.. ويذهب بك إلى المسجد ليصلَّى عليك.. وبعد ذلك تحملين على أكتاف الرِّجال.. إلى أين؟ إلى القبر..
أختاه
الجنة معروضة أمامك فها تريدينها؟!!
لا تتعجبي، فهناك من يأبى ويرفض دخول الجنة !!
وحتى تصدقي ما أقول اسمعي هذا الحديث:
" كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " رواه البخاري