قال تعالى
}وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ {البقرة43
} وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ{البقرة45
{وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة110
{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ }البقرة238
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة277
{لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً }النساء162
]إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ [ التوبة18
{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }هود114
{قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ }إبراهيم31
{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء } إبراهيم 40
{أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }الإسراء78
{وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً }مريم31
{فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً }مريم59
{إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }طه14
{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }طه132 " اصطبر : داوم عليها بكثرة الصبر" .
{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }الحج41
{رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }النور37
{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ }فاطر29
{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }الشورى38
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }البينة5
كنز الصلاة الجامع
عَن ابنِ عَبَّاسٍ ، قَال: قَالَ رَسُولُ الله : أَتَانِي اللَّيْلَةَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى في أَحْسَنِ صُورَةٍ ـ قَالَ أَحْسِبُهُ في المَنَامِ ـ فَقَالَ يَا مُحَمَدُ هَلْ تَدْرِيَ فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟ قَالَ قُلْتُ لا، قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ أَوْ قَالَ في نَحْرِي فَعَلِمْتُ مَا فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ. قَالَ يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ نَعَمْ في الكَفَّارَاتِ، والكَفَّارَاتُ المُكْثُ فِي المَسْجِدِ بَعْدَ الصَّلوات، والمَشْيُ عَلَى الأَقْدَامِ إلى الجَمَاعَاتِ وإسْبَاغُ الوُضُوءِ فِي المَكارِهِ، ومَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وقَالَ يَا مُحَمَّدُ إذَا صَلَّيْتَ فَقُلْ اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْراتِ وتَرْكَ المُنْكَرَاتِ وحُبَّ المَسَاكِينِ وإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ . قَالَ والدَّرَجَاتُ إِفْشَاءُ السَّلاَمِ وَإطْعَامُ الطّعَامِ والصَّلاَةُ باللّيْلِ والنَّاسِ ونيَامٌ . (أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى: فمذهب السلف في مثل هذا من أحاديث الصفات إمراره كما جاء من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والإيمان به من غير تأويل له والسكوت عنه وعن أمثاله مع الاعتقاد بأن الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ومذهب السلف هذا هو المتعين ولا حاجة إلى التأويل. فإن الله يُرِى رسوله ما يشاء من وراء أستار الغيب بما لا سبيل لعقولنا إلى إدراكه؛ في أحسن صورة : يحتمل أن يكون معناه رأيت ربي حال كوني في أحسن صورة وصفة من غاية إنعامه ولطفه عليَ ؛ فيم : أي في أي شيء ؛ يختصم : أي يبحث ؛ الملأ الأعلى : أي الملائكة المقربون والملأ هم الأشراف الذين يملأون المجالس والصدور عظمة وإجلالاً ووصفوا بالأعلى إما لعلو مكانهم وإما لعلو مكانتهم عند الله تعالى. واختصامهم إما عبارة عن تبادرهم إلى إثبات تلك الأعمال والصعود بها إلى السماء وإما عن تقاولهم في فضلها وشرفها وإما عن اغتباطهم الناس بتلك الفضائل لاختصاصهم بها وتفضلهم على الملائكة بسببها مع تهافتهم في الشهوات، وإنما سماه مخاصمة لأنه ورد مورد سؤال وجواب وذلك يشبه المخاصمة والمناظرة ؛ فوضع: أي ربي ؛ يده : أي كفه؛ بين كتفي: بتشديد الياء وهو كناية عن تخصيصه إياه بمزيد الفضل عليه وإيصال الفيض إليه فإن من شأن المتلطف بمن يحنو عليه أن يضع كفه بين كتفيه تنبيهاً على أنه يريد بذلك تكريمه ؛ بين ثديي: أي قلبي أو صدري ؛ في نحري: أى صدرى؛ الكفارات: أي يختصمون في الكفارات وسميت هذه الخصال الكفارات لأنها تُكَفِّر الذنوب عن فاعلها ؛ المكث: أى الجلوس ؛ وإسباغ الوضوء : أي إكماله؛ في المكاره: أي في شدة البرد ؛ ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير: قال الله تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ؛ وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه : أي كان مُبَرَّأً من الذنوب كما كان مَبدِأَ يوم ولدته أمه؛ إذا صليت: أي فرغت من الصلاة؛ الخيرات : ما عُرِفَ من الشرع من الأقوال الحميدة والأفعال السعيدة؛ وترك المنكرات: هي التي لم تعرف من الشرع من الأقوال القبيحة والأفعال السيئة؛ وإذا أردت بعبادك فتنة: أي ضلالة أو عقوبة دينوية؛ فاقبضني: أي توفني؛ غير مفتون: أي غير مُعَاقَب؛ والدرجات: أي ما ترفع به الدرجات فى الجنة؛ إفشاء السلام: أي إلقاء السلام على من عرفه ومن لم يعرفه وإنما عدت هذه الأشياء من الدرجات لأنها فضل منه على ما وجب عليه فلا جرم استحق بها فضلاً وهو علو الدرجات؛ والناس نيام: جمع نائم).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ: أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو الله بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلَىٰ. يَا رَسُولَ اللّهِ! قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ علَى الْمَكَارِهِ. وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسْاجِدِ. وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ. فَذٰلِكُمُ الرِّبَاطُ.
( الرباط: المُرَغَبُ فيه لأنه ربط نفسه على هذا العمل وحبسها عليه، ويحتمل أن يريد تفضيل هذا الرباط على غيره من الرباط في الثغور أى فى الجهاد فى سبيل الله ولذا قال: (فذلكم الرباط) أي أنه أفضل أنواعه، كما يقال: جهاد النفس هو الجهاد أي أنه أفضله؛ وقال القاضي عياض: محو الخطايا كناية عن غفرانها، قال: ويحتمل محوها من كتاب الحفظة ويكون دليلاً على غفرانها ورفع الدرجات إعلاء المنازل في الجنة؛ وإسباغ الوضوء: تمامه؛ والمكاره: تكون بشدة البرد وألم الجسم ونحو ذلك، وكثرة الخطا: تكون بِبُعْد الدار وكثرة التكرار؛ فذلكم الرباط أي الرباط المرغب فيه، وأصل الرباط الحبس على الشيء كأنه حبس نفسه على هذه الطاعة، قيل: ويحتمل أنه أفضل الرباط كما قيل: الجهاد جهاد النفس، ويحتمل أنه الرباط المتيسر الممكن أي أنه من أنواع الرباط، هذا آخر كلام القاضي وكله حسن والله أعلم ) .
عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، وَهُوَ يُغَرْغِرُ بِنَفْسِهِ: الصَّلاَةَ. وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ .
كنوز الوضوء والمشى إلى الصلوات
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ شَطْرُ الإِيمَانِ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءُ الْمِيزَانِ. وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ مِلْءُ السَّمٰواتِ وَالأَرْضِ. وَالصَّلاَةُ نُورٌ. وَالزَّكَاةُ بُرْهَانٌ. وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ. وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ. كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، أَوْ مُوبِقُهَا . ( موبقها : أى مهلكها ) .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ: إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ (أَوِ الْمُؤْمِنُ) فَغَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ (أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ) فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ (أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ) فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلاَهُ مَعَ الْمَاءِ (أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ) حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيّاً مِنَ الذُّنُوبِ . (والمراد بالخطايا أى الصغائر دون الكبائر ؛ فاستشعر ذلك الفضل لكي لا يفوتك الأجر) .
عن أنس بن مالك قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء ، فغسل وجهه مرة ، ويديه مرة ، ورجليه مرة ، وقال : هذا وضوء لا يقبل الله عز وجل الصلاة إلا به ، ثم دعا بوضوء فتوضأ مرتين مرتين ، وقال : هذا وضوء من توضأ ضاعف الله له الأجر مرتين ، ثم دعا بوضوء فتوضأ ثلاثا ، وقال : هكذا وضوء نبيكم صلى الله عليه وسلم والنبيين قبله ، أو قال : هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ تَوَضَّأَ هٰكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً . (والمراد بالغفران الصغائر دون الكبائر، وفي الحديث الآخر: (الصلوات الخمس كفارة لما بينهن). وفي الحديث الآخر: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) فهذه الألفاظ كلها ذكرها مسلم في هذا الباب، وقد يقال إذا كفر الوضوء فماذا تكفر الصلاة، وإذا كفرت الصلاة فماذا تكفر الجمعات ورمضان، وكذلك صوم يوم عرفة كفارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه. والجواب ما أجابه العلماء أن كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفره، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات ورفعت به درجات، وإن صادفت كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغيرة رجونا أن يخفف من الكبائر والله أعلم ) .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ،عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ فِيهِ وَأَنْفِهِ. فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ وَجْهِهِ، حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ. فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ يَدَيْهِ. فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ رَأْسِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ. فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ رِجْلَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ. وَكَانَتْ صَلاَتُهُ، وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَأُ فَيُبْلِغُ (أَوْ فَيُسْبِغُ) الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّ لاَ إِلٰهَ أَلاَّ اللّهُ وَأَنَّ مُحمَّداً عَبْدُ اللّهِ وَرَسُولُهُ، أَلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ تَوَضَّأَ كَمَا أُمِرَ، وَصَلَّى كَمَا أُمِرَ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ عَمٍل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ ثم قال : سُبْحَانَكَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لاَ إلَهَ إلاّ أنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ، كُتِبَ فِي رَّقٍ ، ثُمَّ طُبِعَ بطابع ، فلم يُكْسَر إلى يوم القيامة .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّا، إِنْ شَاءَ اللّهَ، بِكُمْ لاَحِقُونَ. وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابِي. وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ. فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ. بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ. أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قَالُوا: بَلَىٰ. يَا رَسُولَ اللّهِ! قَالَ: فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرّاً مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ. وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ. أَلاَ لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ فَأُنَادِيهِمْ: أَلاَ هَلُمَّ فَيُقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ: سُحْقاً سُحْقاً .
( وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: بل أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد: قال العلماء: في هذا الحديث جواز التمني خاصةً في الخير ولقاء الفُضَلاء وأهل الصلاح، والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم وددت أنا قد رأينا إخواننا أي رأيناهم في الحياة الدنيا. قال القاضي عياض: وقيل المراد تمني لقائهم بعد الموت. قال الإمام الباجي قوله صلى الله عليه وسلم: بل أنتم أصحابي ليس نفياً لإخوتهم ولكن ذكر مرتبتهم الزائدة بالصحبة، فهؤلاء إخوة صحابة والذين لم يأتوا إخوة ليسوا بصحابة كما قال الله تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } قال القاضي عياض: ذهب أبو عمرو بن عبد البر في هذا الحديث وغيره من الأحاديث في فضل من يأتي آخر الزمان، إلى أنه قد يكون فيمن يأتي بعد الصحابة من هو أفضل ممن كان من جملة الصحابة؛ بين ظهري: أى بينهما ؛ دُهْمٍ: جمع كلمة أدهم وهو الأسود والدُهْمَة هى السواد؛ بُهْمٍ : أى السود أيضاً، وقيل البُهْمٍ الذي لا يخالط لونه لوناً سواه، سواء كان أسود أو أبيض أو أحمر، بل يكون لونه خالصاً؛ أنا فرطهم على الحوض: معناه. أنا أتقدهم على الحوض، يقال فرط القوم إذا تقدمهم ليرتاد لهم الماء. وفي هذا الحديث بشارة لهذه الأمة زادها الله تعالى شرفاً، فهنيئاً لمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه فرطه؛ أناديهم ألا هلم: معناه تعالوا؛ لَيُذَادَنّ:َ أى يُبعد أو يُمنع أو يُطرد؛ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ: اختلف العلماء في المراد به على أقوال: أحدها: أن المراد به المنافقون والمرتدون فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل فيناديهم النبي صلى الله عليه وسلم للسيما- أى ما يظهر عليهم من غرة وتحجيل- التي عليها فَيُقِال: ليس هؤلاء مما وُعِدتَ بهم إن هؤلاء بدلوا بعدك أي لم يموتوا على ما ظهر من إسلامهم. والثاني: أن المراد من كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد بعده فيناديهم النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن عليهم أثر الوضوء لما كان يعرفه صلى الله عليه وسلم في حياته من إسلامهم فيقال: ارتدوا بعدك. والثالث: أن المراد به أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد، وأصحاب البدع الذين لم يخرجوا ببدعتهم عن الإسلام، وعلى هذا القول لا يُقْطَعُ لهؤلاء الذين يُبْعَدون أن يُخَلَّدُوا فى النار، بل يجوز أن يزادوا عقوبة لهم، ثم يرحمهم الله سبحانه وتعالى فيدخلهم الجنة بغير عذاب. قال أصحاب هذا القول: ولا يمتنع أن يكون لهم غرة وتحجيل، ويحتمل أن يكون كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده لكن عرفهم بآثار الوضوء . وقال الإمام الحافظ أبو عمرو بن عبد البر: كل من أحدث في الدين أى كل من فعل بدعة فى الدين ولم يَتُب منها فهو من المطرودين عن الحوض كالخوارج والروافض وسائر أصحاب الأهواء. قال: وكذلك الظَلَمَةُ المسرفون في جور وطمس الحق والمُعْلِنُونَ بالكبائر. قال: وكل هؤلاء يُخَافُ عليهم أن يكونوا ممن عُنُوا بهذا الخبر والله أعلم ؛ فأقول سحقاً سحقاً: معناه بُعْدَاً بُعْدَاً وهو المكان السحيق البعيد؛ واعلم أن هذا الحديث يُصَرِّحُ باستحباب تطويل الغرة والتحجيل: أما تطويل الغرة فقال أهل العلم : هو غسل شيء من مقدم الرأس وما يجاوز الوجه زائد على الجزء الذي يجب غسله لاستيقان كمال الوجه. وأما تطويل التحجيل فهو غسل ما فوق المرفقين والكعبين وهذا مستحب بلا خلاف بين أهل العلم فالتحجيل: هو زيادة غسل اليدين بعد المرفقين والقدمين " بعد الكعبين وهما العظمتين البارزتين فى القدم " بزيادة 5 : 10 سنتيمتر على الأقل تقريباً فى الوضوء؛ وقيل المستحب الزيادة إلى نصف العضد والساق، وقيل إلى فوق ذلك ؛ وكان أبو هريرة يتوضأ، فـيغسل وجهه ويديه حتـى كاد يبلغ الـمنكبـين، ثم غسل رجلـيه حتـى رفع إلـى الساقـين، ثم قال: سمعت رسول الله يقول: فذكر الحديث السابق؛ قال أهل اللغة: الغُرة بياض في جبهة الفرس، والتحجيل بياض في يديها ورجليها، قال العلماء: سُمِّيَ النور الذي يكون على مواضع الوضوء يوم القيامة غرة وتحجيلاً تشبيهاً بغرة الفرس والله أعلم ) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ أُمَّتي يُدْعَونَ يومَ القِيامَةِ غُرّاً مُحَجَّلينَ من آثارِ الوُضوءِ، فَمنِ اسْتطاعَ مِنكمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فلْيَفْعَل .
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأَبْعَدُ فَالأَبْعَدُ مِنَ الْمَسْجِدِ أَعْظَمُ أَجْراً .
عَنْ أَبِي مُوسَىٰ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ : إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْراً فِي الصَّلاَةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيْهَا مَمْشىً، فَأَبْعَدُهُمْ. وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإِمَامِ أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الَّذِي يُصَلِّيهَا ثُمَّ يَنَامُ ( وَفِي رِوَايَةِ أبي كُرَيْبٍ ): حتى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإِمَامِ فِي جَمَاعَةٍ .
قال صلى الله عليه وسلم مَنْ خَرَجَ مَنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّراً إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ المُحَرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لا يَنْصِبُهُ إِلا أَيَّاهُ فأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلاَةٌ عَلَى إِثْرِ صَلاَةٍ لا لَغْوٌ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ في عِلِّيِّينَ . (من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة: أي قاصداً إلى المسجد مثلاً لأداء الصلاة؛ مكتوبة فأجره كأجر الحاج: أي كامل أجره وقيل: تأجره من حيث أنه يكتب له بكل خطوة أجر كالحاج وإن تغاير الأجران كثرة وقلة أو كمية وكيفية؛ المحرم: شبه بالحاج المحرم لكون التطهر من الصلاة بمنزلة الإحرام من الحج لعدم جوازهما بدونهما، ثم إن الحاج إذا كان محرماً كان ثوابه أتم فكذلك الخارج إلى الصلاة إذا كان متطهراً كان ثوابه أفضل؛ ومن خرج إلى تسبيح الضحى: أي صلاة الضحى وكل صلاة تطوع تسمى تسبيحة وسبحة , فالمعنى من خرج من بيته أو سوقه أو شغله متوجهاً إلى صلاة الضحى تاركاً أشغال الدنيا وهذا لا يعنى أن نترك أعمالنا ونذهب لصلاة التطوع ولكن إن تَوفَرَ الوقت لذلك دون مَضَرة؛ لا ينصبه: أى لا يخرجه أو يتعبه ؛ إلا إياه: أي لا يتعبه الخروج إلا تسبيح الضحى ؛ وصلاة على إثر صلاة: أي صلاة بعد صلاة ؛ لا لغو بينهما: أي لا بكلام الدنيا ؛ كتاب: أي عمل مكتوب؛ في عليين: فيه إشارة إلى رفع درجتها وقبولها ) .
قال رسول صلى الله عليه وسلم من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المَزُورِ أن يكرم الزائر . (المَزُورِ: المقصود هنا هو الله ) .
قال رسول صلى الله عليه وسلم لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا تَبَشَبشَ الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته . (البش كما يقول الإمام ابن الأثير هو فرح الصديق بالصديق ) .
قال رسول صلى الله عليه وسلم من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه .
قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم أَرَأَيْتُمْ لَو أَنَّ نَهْرَاً بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ؟ قَالُوا : لا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ، قَالَ : فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، واعملوا وخيِّروا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاةُ، ولا يُحَافِظُ عَلَى الوُضُوءِ إلا مُؤْمِنٌ .( سددوا: أي اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة، وهو القصد في الأمر والعدل فيه؛ وقاربوا: أي اقتصدوا في الأمور كلها واتركوا الغلو فيها والتقصير ولا تفرطوا فتجهدوا أنفسكم في العبادة لئلا يفضي بكم ذلك إلى الملل فتتركوا العمل فتفرطوا ؛ ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن : أى يتوضأ كثيراً وليس المقصود أن يحافظ على الوضوء أن يصلى كل الفروض بوضوء واحد ويمسك على نفسه ولا يُحْدِث؛ ولكن إذا صلى الفروض بوضوء واحد ليس فيه شئ لأن من الصحابة من فعل ذلك ) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلمأَتِمُّوا الْوُضُوءَ. وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ. " وفى رواية أخرى " : أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ؛ وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ .( أسبغوا: أي أكملوا وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى من الصحابة تقصيرا فى الوضوء وخشي عليهم، فمن الأخطاء الشائعة عند كثيرٍ من الناس فى الوضوء أنهم لا يجعلون الماء يصل إلى أعقابهم والعَقِبْ : وعَقِبُ القَدَم: هو مؤَخَّرُها , والعقب مؤخر القدم، قال البغوي: معناه ويل لأصحاب الأعقاب المُقَصِّرِينَ في غسلها ؛ والعُرْقُوب: العَصَبُ الغلـيظُ، الـمُوَتَّرُ، فوق عَقِبِ الإِنسانِ عَصَبٌ مُوَتَّرٌ خَـلْفَ الكعبـين، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ويْلٌ للعَراقِـيبِ من النارِ، يعنـي فـي الوُضوءِ ) .
قال رسول صلى الله عليه وسلم إذا خرج المسلم إلى المسجد كتب الله له بكل خطوة خطاها حسنة ، ومُحِىَ عنه بها سيئة ، حتى يأتي مقامه . وزاد في رواية أخرى: حتى إذا انتهى إلى المسجد كانت صلاته نافلة .
عن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ ، قال: حَضَرَ رَجُلاً مِنَ اَلأَنْصَارِ المَوْتُ فقال: إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ حَدِيثاً مَا أُحَدِّثُكُموهُ إِلاَّ احْتِسَاباً، سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُم فأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ، لَمْ يَرْفَعْ قَدَمَهُ الْيُمْنَى إِلاَّ كَتَبَ الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُ حَسَنَةً، وَلَمْ يَضَعْ قَدَمِهُ الْيُسْرَى إِلاَّ حَطَّ الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ سَيِّئَةً، فَلْيُقَرِّبْ أَحَدُكُم أَوْ لِيُبْعِّدْ، فإِنْ أَتَى المَسْجِدَ فَصَلَّى في جَمَاعَةٍ غُفِرَ لَهُ فإِنْ أَتَى المَسْجِدَ وَقَدْ صلّوا بَعضْاً وَبَقِيَ بَعْضٌ صَلَّى ما أَدْرَكَ وَأَتَمَّ مَا بَقِيَ، كَانَ كَذَلِكَ، فإِنْ أَتَى المَسْجِدَ وَقَدْ صَلَّوْا فَأَتَمَّ الصَّلاَةَ، كَانَ كَذَلِكَ . ( وهذا إن تأخر بعذر فانظر إلى كل هذا الخير المتروك
سبحان الله !!!! )