في الطريق إلى الله؛ إما تقدم وإما تأخر ، فلا مجال للوقوف.
لأن في الوقوف أمران : أحدهما : أنه يسبقك غيرك.
والثاني : أن الموت سار إليك لا يقف.
وفي الطريق منازل ، لا يعد نزولها وقوف ؛ بل يجب النزول.
وفي الطريق أشواك ! فشمر واستعن واجتهد تهدى الوقاية.
وفي الطريق زينة ! فاستعن على غض الطرف عنها بالمؤمول في نهاية الطريق فهو أزين وأبقى.
وفي الطريق غربة ووحشة ! فتخير صديقين أحدهما أهلك والثاني خليلك.
وفي الطريق عدو ! فاستدعي له همتك وجهز له حربتك .
وفي الطريق ضعفاء ! فارفق بهم ، وابذل لهم من قوتك ، ونصيحتك ، وعطفك ، فما من محسن إلا أحسن الله إليه إن شاء.
وفي الطريق أخطار ! فاستعن على الإعصار بالصبر والاستغفار .
وفي الطريق مشغلات ! فيا سالكا إذا فرغت فانصب ، وإلى ربك فارغب.
وفي الطريق مهالك ! فلا تداهمك مهلكة إلا وأنت على استعداد لها ، علما وعملا ، فاعرف الشر تتقيه ، واعرف الخير تتبعه.
وفي الطريق إعانة ! فاستعن بالدعاء ، والخوف والرجاء ، وأشرب قلبك محبة الله ، واملأه بحسن الظن وصدق النية .