تخطى إلى المحتوى

في " السلف والخلف " : 2024.

إذا كان الإمام فخر الدين الرازي قد أكد أن علم الكلام " أشرف العلوم ؛ لأن المطلوب الأعظم منه معرفةُ الله تعالى ، وصفاته ، وكيفية أفعاله " . فإن هنالك مفاهيمَ / تصوراتٍ نرى أنها تحتاج شيئاً من " الجرأة " الثقافية / المعرفية حتى نكون " مجتهدين " على صواب وثقة من أمرنا المعرفي .
شاع بين الناس ، حتى مثقفيهم ، قول القائل " إن الاجتهاد يجب أن يكون في الفروع " لأن الأصول ، بزعم هذا النص ، من الثوابت ، أو هي ، بلغة الأصوليين ، من المعلوم من الدين بالضرورة . ما يعني تحريم أن يمسها تعديل / اجتهاد .
وهذا قولٌ مرسل ، ربما لا يستقيم مع منطق " البحث العلمي " عامة ، وبحوث علم الكلام خاصةً ، تأسيساً على علم سابق بأن من اسماء علم الكلام " علم التوحيد " . ما يؤسس ضرورة تفتيت النص الفائت بغية الوقوف على " فهم / تصور " الثابت والمتغير قبل أن " نحكم " ، إذ الحكم فرع على التصور … يقول المناطقة .
نحن المسلمين نؤمن ، اعتقاداً ، بالله والملائكة والكتب السماوية ورسل / أنبياء الله تعالى واليوم الآخر . وهذه ، كلها ، " عيْن " الثوابت العَقَدية ، أما التفصيلات فيها فهي محل اجتهاد مقبول … بل ومطلوب ليصح قولنا إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان .
إن المتكلمين ما اختلفوا ، ولا تفرّقوا ، إلا عند محاولتهم فهم هذه " الثوابت " ؛ فالله ، تعالى ، وصفاته ، ورؤيته ، سبحانه ، بالأبصار يوم القيامة ، والقضاء والقدر ، وبعث الرسل / الأنبياء ، ثم الكلام في " عصمتهم " ومعجزاتهم ، وكذا الفوارق بين الرسول المَلك والرسول البشر ، والكلام في القرآن الكريم بين حدوثه وقدمه . كل ذلك يمثل لنا ، نحن المسلمين ، أموراً دراسية يتأسس عليها الدين من حيث كونها " ثوابت " ، إلا إن تاريخ الأمة الفكري يوضح لنا أن هذه المباحث كانت ، وربما لم تزل ، محل اجتهاد / خلاف .
إن مهمومي الأمة ، ومنذ بواكير عصر النهضة ، مشغولون بقضية " التجديد " ، وربما عنوا بالتجديد القصرَ على " الفروع " لكن منطق الأشياء يملي علينا بيان أنه " لا تجديد في الفروع ، إلا بعد التجديد في الأصول " .
وقد يكون واجباً بيان الفارق بين " علم الكلام " وعلم " أصول الدين ، أو التوحيد " ؛ فلعلم الكلام تسميات … منها : أنه علم التوحيد ، وأنه علم أصول الدين ، وأنه الفقه الأكبر . لكن حين يعرض الدارس لمسألة عقدية / أصولية بطريقة " أفقية " بأن يدرس المسألة كما هي عند " الفرق " فهو " علم الكلام ". أما حين يعرض الدارس لمسألة عقدية / أصولية بطريقة " رأسية " بأن يدرس المسألة كما هي عند " فرقة " باعتبارها ، الفرقة ، تمثل " صحيح الإسلام " ، فهو " علم أصول الدين " .

وقضية تمثيل " صحيح الإسلام " تحتاج لتدقيق ؛ فمن الخطأ التعميم غير الدقيق !!! كأن نقول إن المؤسسة " س " تنشر " الإسلام " !!! ما يعني ضرورة الإشارة إلى " المذهب الذي يدين بهذا الأمر أو ذاك " ، فنقول ( إن المؤسسة " س " تنشر الإسلام على المذهب " ص " ) … وتطبيق ذلك كأن نقول : ( إن الإزهر ينشر الإسلام على مذهب الأشاعرة منذ قيام الدولة الأيوبية ، كما كان ينشر الإسلام على المذهب الإمامي في زمن الدولة الفاطمية ) و : ( إن النجف الأشرف ينشر الإسلام على مذهب الشيعة الاثنى عشري ) … وهكذا .
وقضية أن " أهل السنة يمثلون التمسك الصحيح بسنة النبي صلى الله عليه وسلم " تحتاج لتدقيق : فغيرُهم ، كالمعتزلة والخوارج والشيعة ، يتمسكون بسنة النبي ، صلى الله عليه وسلم " ، مع فهم خاص / فرع لكلٍّ من هؤلاء للسنة النبوية ، لكن يبقى الأصل " التمسك بالسنة " . ولذا فقد رجّح البعض أهمية بيان / تحديد تعبير " أهل السنة " ؛ فهناك " السلف من أهل السنة الذين يتبعون ، في الأصول ، ابن تيمية ( المتوفَّى العام 728 هـ ) ، ويتبعون ، في الوقت نفسه ، في الفروع / الفقه ، الإمام أحمد بن حنبل ( المتوفَّى العام 241 هـ ) . وهناك " الخلَف " من أهل السنة ، ويمثلهم الأشاعرة المنتسبين للإمام أبي الحسن الأشعري ( المتوفَّى العام 324 هـ ) ، مع الإشارة إلى أن ذيوع هذا المذهب ، كصياغة عقدية ،كان بجهد أبي حامد الغزالي ( المتوفَّى العام 505 هـ ) . كما أن من " الخلف " من أهل السنة الماتريديةَ المنسوبة للإمام أبي منصور الماتريدي ( المتوفَّى العام 331 هـ ) . ولا شك في اتفاق " خلف " أهل السنة مع " سلف " أهل السنة في الأصول ، ذلك الاتفاق الذي لم يدفع اختلافهم في مسائل فرعية ، كالموقف من التصوف ؛ فيراه " السلف " بدعةً !!! ولا يرى " الخلف " حرجاً في الأخذ بالتصوف وعن رجالاته .

باااارك الله فيييك
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.سيد آدم القعدة
القعدة
القعدة
إذا كان الإمام فخر الدين الرازي قد أكد أن علم الكلام " أشرف العلوم ؛ لأن المطلوب الأعظم منه معرفةُ الله تعالى ، وصفاته ، وكيفية أفعاله " . فإن هنالك مفاهيمَ / تصوراتٍ نرى أنها تحتاج شيئاً من " الجرأة " الثقافية / المعرفية حتى نكون " مجتهدين " على صواب وثقة من أمرنا المعرفي .
شاع بين الناس ، حتى مثقفيهم ، قول القائل " إن الاجتهاد يجب أن يكون في الفروع " لأن الأصول ، بزعم هذا النص ، من الثوابت ، أو هي ، بلغة الأصوليين ، من المعلوم من الدين بالضرورة . ما يعني تحريم أن يمسها تعديل / اجتهاد .
وهذا قولٌ مرسل ، ربما لا يستقيم مع منطق " البحث العلمي " عامة ، وبحوث علم الكلام خاصةً ، تأسيساً على علم سابق بأن من اسماء علم الكلام " علم التوحيد " . ما يؤسس ضرورة تفتيت النص الفائت بغية الوقوف على " فهم / تصور " الثابت والمتغير قبل أن " نحكم " ، إذ الحكم فرع على التصور … يقول المناطقة .
نحن المسلمين نؤمن ، اعتقاداً ، بالله والملائكة والكتب السماوية ورسل / أنبياء الله تعالى واليوم الآخر . وهذه ، كلها ، " عيْن " الثوابت العَقَدية ، أما التفصيلات فيها فهي محل اجتهاد مقبول … بل ومطلوب ليصح قولنا إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان .
إن المتكلمين ما اختلفوا ، ولا تفرّقوا ، إلا عند محاولتهم فهم هذه " الثوابت " ؛ فالله ، تعالى ، وصفاته ، ورؤيته ، سبحانه ، بالأبصار يوم القيامة ، والقضاء والقدر ، وبعث الرسل / الأنبياء ، ثم الكلام في " عصمتهم " ومعجزاتهم ، وكذا الفوارق بين الرسول المَلك والرسول البشر ، والكلام في القرآن الكريم بين حدوثه وقدمه . كل ذلك يمثل لنا ، نحن المسلمين ، أموراً دراسية يتأسس عليها الدين من حيث كونها " ثوابت " ، إلا إن تاريخ الأمة الفكري يوضح لنا أن هذه المباحث كانت ، وربما لم تزل ، محل اجتهاد / خلاف .
إن مهمومي الأمة ، ومنذ بواكير عصر النهضة ، مشغولون بقضية " التجديد " ، وربما عنوا بالتجديد القصرَ على " الفروع " لكن منطق الأشياء يملي علينا بيان أنه " لا تجديد في الفروع ، إلا بعد التجديد في الأصول " .
وقد يكون واجباً بيان الفارق بين " علم الكلام " وعلم " أصول الدين ، أو التوحيد " ؛ فلعلم الكلام تسميات … منها : أنه علم التوحيد ، وأنه علم أصول الدين ، وأنه الفقه الأكبر . لكن حين يعرض الدارس لمسألة عقدية / أصولية بطريقة " أفقية " بأن يدرس المسألة كما هي عند " الفرق " فهو " علم الكلام ". أما حين يعرض الدارس لمسألة عقدية / أصولية بطريقة " رأسية " بأن يدرس المسألة كما هي عند " فرقة " باعتبارها ، الفرقة ، تمثل " صحيح الإسلام " ، فهو " علم أصول الدين " .
وقضية تمثيل " صحيح الإسلام " تحتاج لتدقيق ؛ فمن الخطأ التعميم غير الدقيق !!! كأن نقول إن المؤسسة " س " تنشر " الإسلام " !!! ما يعني ضرورة الإشارة إلى " المذهب الذي يدين بهذا الأمر أو ذاك " ، فنقول ( إن المؤسسة " س " تنشر الإسلام على المذهب " ص " ) … وتطبيق ذلك كأن نقول : ( إن الإزهر ينشر الإسلام على مذهب الأشاعرة منذ قيام الدولة الأيوبية ، كما كان ينشر الإسلام على المذهب الإمامي في زمن الدولة الفاطمية ) و : ( إن النجف الأشرف ينشر الإسلام على مذهب الشيعة الاثنى عشري ) … وهكذا .
وقضية أن " أهل السنة يمثلون التمسك الصحيح بسنة النبي صلى الله عليه وسلم " تحتاج لتدقيق : فغيرُهم ، كالمعتزلة والخوارج والشيعة ، يتمسكون بسنة النبي ، صلى الله عليه وسلم " ، مع فهم خاص / فرع لكلٍّ من هؤلاء للسنة النبوية ، لكن يبقى الأصل " التمسك بالسنة " . ولذا فقد رجّح البعض أهمية بيان / تحديد تعبير " أهل السنة " ؛ فهناك " السلف من أهل السنة الذين يتبعون ، في الأصول ، ابن تيمية ( المتوفَّى العام 728 هـ ) ، ويتبعون ، في الوقت نفسه ، في الفروع / الفقه ، الإمام أحمد بن حنبل ( المتوفَّى العام 241 هـ ) . وهناك " الخلَف " من أهل السنة ، ويمثلهم الأشاعرة المنتسبين للإمام أبي الحسن الأشعري ( المتوفَّى العام 324 هـ ) ، مع الإشارة إلى أن ذيوع هذا المذهب ، كصياغة عقدية ،كان بجهد أبي حامد الغزالي ( المتوفَّى العام 505 هـ ) . كما أن من " الخلف " من أهل السنة الماتريديةَ المنسوبة للإمام أبي منصور الماتريدي ( المتوفَّى العام 331 هـ ) . ولا شك في اتفاق " خلف " أهل السنة مع " سلف " أهل السنة في الأصول ، ذلك الاتفاق الذي لم يدفع اختلافهم في مسائل فرعية ، كالموقف من التصوف ؛ فيراه " السلف " بدعةً !!! ولا يرى " الخلف " حرجاً في الأخذ بالتصوف وعن رجالاته .
القعدة القعدة

بسم الله الرحمن الرحيم

يا د.سيد آدم لن يصلح آخر هذه الأمة إلا الذي صلح به أولها كما قال أهل العلم والإيمان، ومن جملتهم الإمام المشهور مالك بن أنس إمام أهل الهجرة في زمانه، والفقيه المعروف، أحد الأئمة الأربعة قال هذه المقالة، وتلقاها أهل العلم في زمانه وبعده، ووافقوا عليها جميعا: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها).
والمعنى: أن الذي صلح به أولها وهو اتباع كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم هو الذي يصلح به آخرها إلى يوم القيامة.
ومن أراد صلاح المجتمع الإسلامي، أو صلاح المجتمعات الأخرى في هذه الدنيا بغير الطريق والوسائل والعوامل التي صلح بها الأولون فقد غلط، وقال غير الحق، فليس إلى غير هذا من سبيل، إنما السبيل إلى إصلاح الناس وإقامتهم على الطريق السوي، هو السبيل الذي درج عليه نبينا عليه الصلاة والسلام، ودرج عليه صحابته الكرام ثم اتباعهم بإحسان إلى يومنا هذا، وهو العناية بالقرآن العظيم، والعناية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعوة الناس إليهما والتفقه فيهما، ونشرهما بين الناس عن علم وبصيرة وإيضاح ما دل عليه هذان الأصلان من الأحكام في العقيدة الأساسية الصحيحة.1

‏فلسنا_في_حيرة‬ مهما نزلت النوازل واستجدت المستجدات لسنا في حيرة لا يكون اهل السنه يوما في حيرة كيف وهم علي البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك اغنانا الله بكتابه وبسنة نبيه صلي الله عليه وسلم وبفهم اصحاب نبينا ومن تبعهم باحسان لكتابه وسنه نبيه عن كل فكر وعن كل نظر وعن الفلسفة والكلام وعن شقشقة البيان اذ الحق واضح لائح لا يشتبه وعليه نور ويهدي الله اليه من يشاء نسأل الله ان يهدينا والمسلمين اجمعين الي الحق الحقي بالاتباع والصراط المستقيم انه تعالي علي كل شئ قدير . 2

مازل أهل السنة سلف عن خلف يدمغون المبتدعة من أهل الكلام بكتاب الله و سنة نبيه عليه الصلاة و سلم بفهم اصحاب نبينا , فأهل السنة لا يتلونون , و أهل البدع تجد الواحد منهم في مسئلة وحدة يعطيك عدة اراء و كلامهم متناقض لماذ ا لأنهم اعتمدوا على فهمهم و تركوا فهم سلف فضلوا و اضلوا و الله المستعان .

1كلام مقتطع من عوامل إصلاح المجتمع شيخ ابن باز رحمه الله
2 كلمة لشيخ رسلان حفظه الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.