سلام على إخواني وأخواتي في الله .. الذين أسأل الله تعالى الحي القيوم أن يرزقني وإياهم جنة الفردوس وأن يحشرنا مع حبيبنا سيدنا محمد ابن عبد الله النبي الأمي .. الذي أدى الرسالة وبلغ الأمانة ..
سلام عليكم إخواني وأخواتي بعد غياب طويل .. نعم غياب طويل .. غياب طال في عزبة الشيطان اللعين .. أخذني في رحلة طويلة ومن فضل ربي ورحمته أنقذني عز وجل من مثل هذه الرحلات .. التي ما هي إلا لعب ولهو ومضيعة للوقت وفي النهاية ما استفدنا منها شيئا بل أغضبنا رب العرش العظيم
..صدق رب العرش العظيم عندما قال عز من قال …
" ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) (الزخرف:36) "
ومن هنا أبدأ لكم قصتي التي أتمنى من إخواني وأخواتي في الله أن يتعظوا منها .. فهل يضمن أحدنا أن يعيش يوما أخر أو ساعة أخرى ؟؟
تذكروا أحبتي في الله أن الله تعالى قال لنا في كتابه العظيم ..
" ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (قّ:16)"
إخواني / أخواتي في الله
من أين أبدأ لكم قصتي .. أبدأها من حيث بدأت أعرف للشيطان سبيلا .. من حيث بدأت أتعلم من صديقات السوء سماع الأغاني .. والخروج ليلا لأماكن اللهو والخروج لغير حاجة فقط لنضيع وقتا نراه نحن فاضين ..
كل ما أطلبه مجاب .. أريد سيارة .. حاضر .. أريد أموال .. حاضر .. أريد وأريد وأريد .. كله مجاب ..
للأسف استخدمت ثقة أهلي بي بالطريقة الخطأ …
دائما كنت أقول أن أهلي لا يريدون لي الخير .. ويريدون أن يزيدوا علي الخناق في البيت .. فقط اجلسي في البيت ولا داعي لهذه اليومية .. ولكن الشيطان اللعين لن تغفل عنه هذه الأمور .. فمن تسمع الأغاني .. وتخرج ليل نهار مع صديقاتها .. وتضع المكياج .. لا صلاة .. ولا عبادة ولا تقرب لله تعالى أبدا .. هل سيصعب عليها الكذب
إي والله كذبت .. نعم كذبت على أحن أم علي في هذه الدنيا .. كذبت على أبي الذي لا يأكل حتى يتأكد أننا جميعا شبعنا .. ودعكم من كل هذا ..
فلقد كذبت على الحي القيوم.؟! رأيتم مصيبتي .. نعم فعلتها .. كنت أرتكب الأخطاء التي تغضب ربي مني .. مكالمات حتى وجه الصباح ويؤذن الفجر .. وهل من مجيب ؟!
ساعات طويلة على النت أمام الماسينجر و مواقع الدردشة التي لا تأتي إلا بالخراب والدمار علينا .. أضع المكياج وألبس أحسن الملابس وأتعطر بأفخم أنواع العطور وأخرج في سيارتي وفي بالي سؤال واحد من سيعجب بي اليوم ؟؟ ماذا سيقول الناس عني عندما يرون جمالي ..؟؟
أي جمال هذا .. وأي نفس تلك ؟؟
وفي ليلة من الليالي ..سبحانك ربي " ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص:56)" صدقت رب العرش العظيم ..
رأيت أخواتي كلما ارتكبت إحداهن خطأ علمت أمي بأمره وأبي .. جلست أفكر .. لي 5 سنوات أرتكب أخطأ كثييييييييييييييييييييييييرة ولم يكتشفن أحد ؟؟ لماذا ؟؟ لماذا لا يحصل لي هذا ؟؟ أمر حيرني كثيرا وجعلني أفكر أكثر .. وبعد التفكير سبحانك ربي بدأت أحب العزلة .. ماذا حصل .. أصحابي لا يريدون على سؤالي ؟؟ وسبحانه يجعل لكل شيئا سببا ..
نعم أيضا عن طريق النت تعرفت على شابا ولكن هذه المرة كان غير .. هذا الشاب رأيته يكلمني بأسلوب غريب بالطبع سيكون غريب لإنسان بعيدة كل البعد عن ربها .. أحسست أني سأجد عنده جواب لسؤالي ..سألته .. حصل معي كذا وكذا ولكن أموري لم تفتضح ؟؟ لماذا . أتدرون لماذا .. لأن الله تعالى يعلم ما في أنفسنا ولا نعلم ما في نفسه ..بدأت أفكر بما أنني لم يحصل لي ما حصل لأخواتي معناه أن هناك انتظار ؟؟ نعم انتظر للتوبة
علي أحس في يوم من الأيام بالخطأ الذي أفعل وأتوب " فإن الله يمهل ولا يهمل "
سبحانك يا رب .. التوبة نعم التوبة .. قررت أن أتوب .. جلست في حجرتي أسيرة دمعتي وسجادتي التي فارقتها منذ زمن .. ماذا أفعل .. كيف أقف بين يدي الحي القيوم وأنا كلي ذنوب .. كيف أطلب من ربي أن يتوب علي وأنا كذبت عليه وعلى أمي وأبي .. كيف وكيف وكيف …1000 كيف باتت تجول في خاطري.. ودمع غزير فوق الخد ينهمر .. أتراني يقبل مني توبة نصوح أم أني سأهلك لا محال مع الذين هلكوا ..
وأخبرني الأخ الفاضل وذكرني برحمة الله تعالى وقال لي.. " ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)(آل عمران:135) وأنا أبكي .. وهو يكمل ويقول ..
" ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53) وأنا أبكي وهو يقول ..
"( فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:39) ويقول ..
"َإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام:54)
وأنا أدعي يا رب .. يا رب .. أنا تعبت من الحرام ..وتعبت من حياة الضياع .. تعبت من العبث .. تعبت من الحياة التي ليس لها معنى .. يا رب .. اهدني يا رب .. تب علي يا رب .. سامحني يا رب .. لا تقبض روحي إلا وأنت راض عني يا رب ..
توضأت وصليت ركعتين ، وتبت إلى الله عز وجل.. نعم تبت وتخلصت من كل أوكار الشيطان .. نعم كسرت كل الأشرطة والأغاني.. نعم ارتديت الحجاب.. نعم بدأت أرى وجهي من دون الألوان عدما قرت أن أنسى الوجه الذي رزقني إياه رب العالمين …
أتعلمون كان كل هذا صعب علي جدا جدا .. لا أنكر ولكن الحمد لله أعانني الله تعالى على الهداية .. استبدلت شرائط الأغاني بالأناشيد الإسلامية .. وبدأت أسمع المحاضرات .. قسما بربي أني بدأت أتعلم أمور ما خطر على بالي أني في يوم سأتعلمها .. ولكن صدقوني
أنني لم أجد أروع ولا أحلى من حلاوة الإيمان .. وكأنني كنت في جهنم وخرجت منها وأدخلت الجنة .. جنة الإيمان بالله .. جنة طاعة الوالدين .. جنة الحق .. نعم هذا هو الحق عز جل
يا جماعة الخير
لقد سخر الله تعالى لنا الكي ن الطرق التي تساعدنا على التمسك بديننا الحنيف .. سخر لنا العلماء الذي بإمكاننا مكالمته والاستفادة من معلوماتهم .. سخر لنا هذا القرآن لعظيم الذي هو الآن ملك كل البشرية والذي فيه شفاء وهدى وراح لقلوب الخائفة ..
أحببت إخواني أن أرو عليكم قصة توبي التي أتمنى من الله تعالى أن يتقبلها مني ومنكم جميعا وان لا نكون ممن قال الله تعالى فيهم ..
" (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً) (الفرقان:23) صدق رب العرش العظيم
أقروا الآية التي قلبت مجرى حياتي هذه وفكروا .. وسارعوا إلى توبة إلى الله تعالى قبل أن يغلق باب التوبة وتشرق الشمس من مغربها .. وتخرج نار من قعر اليمن تأخذنا إلى محشرنا ..
" ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) (الرعد:11)
أدعو الله الحي القيوم أن يهدينا إلى الصراط المستقيم ويقبل توبتنا ويحشرنا مع زمر الصديقين والشهداء
قولوا جميعا ..
آمين
أشهد أن لا إله إلا الله حده لا شريك له أستغفره وأتوب إيه .. وأشهد أن محمد عبده ورسوله
الحمد لله على نعمته
صدقيني اخت امونة
اثرت في هذه القصة
رغم اني قرات الكثير من هذا النوع
وبالامس قرات قرات واحدة مشابهة
والله اني رايتها بالمنام
سبحان مغير الاحوال
اللهم اهدنا وانصرنا على انفسنا
تحياتي
نورت صفحتي وان شاء الله نكونوا من المتقين امين يارب العالمين
والله القصة متميزة ورائعة بكل المقاييس.
فعلا قمة المشاعر
ان الله يمهل ولايهمل
كيف لانرجع الى الطريق الصواب
كيف نرى ذنوبنا جهرا وعلانية ،ونعرف اننا مخطئين،ونزيد فيها
ولكن لاحياة لمن تنادي
والله كل منا يعرف انه على خطأ.
ولكن السؤال الى متى هذا التخاذل ؟
الى متى هذا النسيان؟
والله اختي الفاضلة يسعدني ويشرفني أن أكون أول واحد قرأ هذه القصة الرائعة
من أخت عودتنا على تميزها وتألقها بمواضيعها الهادفة
الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنتهتدي لولا أن هدانا الله.
بارك الله فيك اختي الفاضلة وأكثر الله من امثالك.
لاتنسونا من صالح دعائكم.
جعل الله لكم ولنا مقاما في الفردوس
واصلي ابداعاتك