تخطى إلى المحتوى

فائدتان يُرجى من طلبة العلم التنبيه عليهما 2024.

  • بواسطة
يقول الشيخ الفقيه العثيمين- رحمه الله – في شرح رياض الصالحين /ج3/ص: 397 وما بعدها:
…وأحب أن أنبّه هنا على كلمة يطلقها بعض الناس قد يريدون بها خيرا، وقد يطلقها بعض الناس يريدون بها شرا، وهي قولهم: إن الدين الإسلامي دين المساواة، فهذا كذب على الدين الإسلامي، لأن الدين الإسلامي ليس دين مساواة، الدين الإسلامي دين عدل، وهو إعطاء كل شخص ما يستحق، فإذا استوى شخصان في الأحقية فحينئذ يتساويان فيما يترتب على هذه الأحقية،أما مع الاختلاف فلا، ولا يمكن أن يطلق على الدين الإسلامي أنه دين مساواة أبدا، بل إنه دين العدل ، لقول الله تعالى: ((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُبِالعَدلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِى القُرْبَى)) [النحل:90]،
هذه الكلمة : الدين الإسلامي دين المساواة قد يطلقها بعض الناس ويريد بها شرا ، فمثلا يقول: لا فرق بين الذكر والأنثى، الدين دين مساواة أعطوها من الحقوق مثل ما تعطون الرجل، لماذا؟لأن الدين الإسلامي دين مساواة،
الاشتراكيون يقولون: الدين((دين مساواة)) ، لا يمكن هذا، هذا غني جدا وهذا فقير جدا لابد أن نأخذ من مال الغني ونعطي الفقير، لأن الدين دين مساواة، فيريدون بهذه الكلمة شرا ،
ولما كانت هذه الكلمة قد يراد بها الخير وقد يراد بها الشر ، لم يوصف الدين الإسلامي بها ، بل إنه دين العدل الذي أمر الله به، ((إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان)) ما قال بالمساواة ولا يمكن أن يتساوى اثنان أحدهما أعمى والثاني بصير أحدهما عالم والثاني جاهل ، أحدهما نافع للخلق والثاني شرير، لا يمكن أن يستوون.
العدل الصحيح: ((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُبِالعَدلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِى القُرْبَى)) لهذا أحببت التنبيه عليها، لأن كثيرا من الكتاب العصريين أو غيرهم يطلق هذه الكلمة ولكنه لا يتفطن لمعناها ، ولا يتفطن أن الدين الإسلامي لا يمكن أن يأتي بالمساواة من كل وجه ، مع الاختلاف أبدا، لو أنه حكم بالمساواة مع وجود الفارق ، لكان دينا غير مستقيم. فعلى المسلم ألا يسوي بين اثنين بينهما تضاد أبدا، لكن إذا استويا من كل وجه صار العدل أن يعطي كل واحد منهما ما يعطي الآخر.
وعلى كل حال فهذه الكلمة ينبغي لطالب العلم أن يتفطن لها وأن يتفطن لغيرها أيضا من الكلمات التي يطلقها بعض الناس وهو لا يعلم معناها ولا يعلم مغزاها ومن ذلك أيضا قول بعضهم:
اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه، هذه كلمة عظيمة لا تجوز ، لا أسألك رد القضاء؟!وقد قال النبي:”لا يرد القضاء إلا الدعاء"، الدعاء لا يرد القضاء ولكن من أثر الدعاء إذا دعوت الله بكشف ضرّ فهذا قد كتب في الأزل في اللوح المحفوظ ،أن الله تعالى يرفع هذا الضر عنك بدعائك ، فكله مكتوب وأنت إذا قلت: لاأسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه
كأنك تقول: ما يهمني، ترفع أو لا ترفع ، لكن الإنسان يطلب رفع كل ما نزل به، فلا تقل: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه، قل: اللهم إني أسألك العفو والعافيةا (1)،
اللهم اشفني من مرضي اللهم أغنني من فقري ، اللهم اقض عني الدين ، اللهم علمني ما جهلت ، وما أشبه ذلك ، أما ”لا أسألك رد القضاء” فالله تعالى يفعل ما يشاء ولا أحد يرده لكن أنت مفتقر إلى الله، فهذا الكلام لا أصل له ولا يجوز، بل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت)) وهي أهون من""اللهم لا أسألك رد القضاء"".
(( لا يقل أحدكم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت،وليعزم المسألة فإن الله تعالى لا مكره له)) (2) وفي لفظ: ((فإن الله لا يتعاظمه شيء)) (3).

وأرجو منكم حين جرى التنبيه على هاتين الكلمتين ((الدين الإسلامي دين مساواة)) و ((اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)) إذا سمعتم أحدا يقول ذلك أن تنبهوه،وتتعاونوا على البر و التقوى،وأكثر ما في القرآن العزيز هو نفي الاستواء ،لم يأت ذكر الاستواء إلا في مواطن قليلة
مثل قوله تعالى((ضَرَبَ لَكُم مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَّكُم مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ))[الروم:28] فالمراد نفي المساواة،

(( هَلْ لَّكُم))هذا الاستفهام بمعنى النفي((هَلْ لَّكُم مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ)) والجواب:لا،إذا فالمراد نفي المساواة،
وعلى كل حال فإني أنصح،وأريد منكم إذا سمعتم أحدا يقول هذا فقل له:لا،ليس دين المساواة،بل هو الدين العدل،فهو إعطاء كل واحد ما يستحق.
والقول الآخر: ((لا أسألك رد القضاء …)) هذا كلام لغو،من يرد القضاء؟ّ!لكن من قضاء الله أن يرفع عنك المرض،أو يرفع عنك الجهل، نسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في ديننا ولا يجعلنا إمَّعة نقول مايقول الناس، ولا ندري ما نقول، والله الموفق.اهـ.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1) وقد أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك كما في "سنن الترمذي" (355من حديث رفاعة بن رافع رضي الله عنه: أنه -صلى الله عليه وسلم- قال :" اسألوا الله العفو والعافية، فإن أحدا لم يعط_بعد اليقين_ خيرا من العافية" ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع الدعاء بالعفو والعافية كما ثبت في "سنن أبي داود"(5074)، وسنن ابن ماجه (3871) ، ومسند أحمد (25/2) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(2) حسن: أخرجه الترمذي(2139)، وانظر صحيح الترمذي.
(3) صحيح: أخرجه البخاري (6339)، ومسلم(2679).

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا بريق الاسلام
قد قرأت كلاما طيبا جميلا مفيدا
للشيخ ابراهيم الحمد في كتابه القضاء و القدر و قد بحث في الكلام الثاني عن الدعاء ما شاء الله
بارك الله فيك وجزاك ألف خير..
بارك الله فيك ورزقك الجنة..
أحسنت اختيار الموضوع أختي..فهو اختيار جيد..
وموضوع قيم..لا سيما وأنك نبهتينا على خطأين عظيمين…كثيرا ما نسمعهما من أفواه المتعلمين..
فرحمنا الله وإياك أختي..
ووفقك لحسن اختيار المواضيع ..ما يعظم به أجرك بإذن الله.وأصلح نيتك ومقصدك.وجعل عملك خالصا لوجهه.
ورحم الله الشيخ ابن عثيمين وسائر العلماء المسلمين
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك أختنا الفاضلة …. كثيرة هي العبارات التي تنسب للإسلام وهو بريئ منها … فعلى الجميع الحدر والتقصي كما قلتي *رب كلمة تهوي بك سبغين خريفا **…نسأل الله العفو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.