ينسب الى الشيخ ابي اهر بن جرين بن ساعد بن ثابت بن عطية بن شبانة بن الحيمر بن هلال بن سعيد بن احمد بن داود بن عباد بن عزوز بن خالد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن عمر بن ادريس الاصغر بن ادريس الاكبر بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي كرم الله وجهه بن فاطمة بنت الرسولعليه السلام .
مولده وتعلمه
ولد استاذنا عام 1908م الموافق ل 1326ه بقرية ليانة بلدية زريبة الواد ولاية بسكرة من اب هو محمد الاخضر بن محمد الصغير بن احمد بن الاخضر بن محمد بن ناجي الزاهري وام هي السيدة وردة جابر صنهاجية الاصل .
التحق بمسجد القرية (التي كانت تعد منارة العلم والعلماء ومهد الادباء والمناضلين )وهو ابن الاربع سنوات وبعد ست سنوات حفظ القران وتعلم مبادئ الدين الاسلامي واوليات اللغة العربية بالاضافة الى اللغة الفرنسية حيث يعتبر اول جزائري تعلمها على حصير .
تعاقب على تعليمه عدة مشايخ المنطقة امثال الشيخ المدني الزاهري والشيخ ابراهيم قنيدي والشيخ بلقاسم ميموني الغسيري الذي درسه بمدينة بسكرة يوم انتقل اليها وذلك سنة 1927م
تعرف اثناءها على الشاعر محمد العيد ال خليفة وتصادق معه .
رحلته الى تونس والعودة منها
عام 1929م سافر الى تونس كغيره من طلبة جيله حيث كانت تعد تونس مهد الدراسةاذ بها مسجد الزيتونة الا ان مقامه بها لم يطل نظرا لمناخها الرطب الذي اثر على صحته الشيء الذي جعله يعود ادراجه الى الجزائر وبالتحديد الى مدينة العلم والعلماء قسنطينة وهناك التحق برائد النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس سنة 1930م وقد لبث في حضرته سنتين ملازما دروسه العلمية في الفقه والتفسير والادب وفي ذلك يقول شيخنا (وبقيت في قسنطينة ادرس على يد الشيخ بن باديس وعليه تخرجت جقيقة ثم من افكاره الوطنية والاصلاحية تشبعت ).
العودة الى تونس
بعد سنتين خصبتين وهامتين في تكوين شخصية شبخنا اراد تحقيق امنيته التي طالما تطلع اليه الا وهي التحاقه بجامع الزيتونة والذي شد اليه الرحال وانتسب اليه من جديد رغم ظروفه الصحية وقد درس على يد العلامة الشهير الشيخ البشير النيفر والشيخ معاوبة التميمي .
خلال هذه الفترة وكامتداد لنشاطه الطلابي شغل منصب كاتب لجنة الطلبة بالزيتونة وبعد ذلك فر من تونس متجها الى الجزائر بعد مشاركته في اضرابات حدثت بعد مظاهرات خاصة بمقبرة المتجنسين التونسيين حيث فيها رفض التونسييون دفن المتجنسيين منهم في مقابرهم .
زواجه وابناءه
تزوج شيخنا وهو ابن الاربع وعشرين ربيعا من السيدة بوزاهر زبيدة ابنة السيد بوزاهر المكي وهذا بتاريخ 21 نوفمبر 1932م وقد ولدت له من الابناء مايلي
حسين كاتب ومهندس في البترول صديق الراحل بوضياف مجاهد شارك في اتفاقيات ابفيان له عدة مؤلفات بالفرنسية ك(قصة الملح والجرح و قصة تغذية الذاكرة )
عفيفة اول من رفعت العلم في مظاهرات 11 ديسمبر 1960بعنابة حيث اقتحمت الساحة الكبرى للمدينة فتبعها المتظاهرون
رشيد مجاهد ومهندس متقاعد حاليا
انيسة درست بعنابة والجزائر صيدلية
سليم .اطار بالملاحة الجوية بعنابة ورياضي شهير بفريق المطار
عبد الكريم مفتش بيطري بولاية غرداية .
اما الاموات منهم منير و الصادق ووردة وياسمينة وفوزي وفوزية وهما توام رحمة الله عليهم .
نشاطه التعليمي والاصلاحي والوطني
عاد الشيخ من تونس سنة 1933م الى مدينة قالمة حيث شرع في التدريس بمدرسة العندليب ثم انتقل الى عنابة بتوجيه من مبارك الميلي فدرس بمدرسة الجمعية الموسيقية التمثيلية فتخرج على يده العديد من مثقفين من ابناء وبنات عنابة متشبعين بالثقافة الاسلامية نابعة من افكار جمعية العلماء .
بعد تاسيس حزب الشعب الجزائري انتسب اليه الشيخ الزاهري وكان همزة وصل بين ابناء عنابة وبين بقية المناضلين في انحاء الوطن الا ان المستعمر قام بحل هذا الحزب لكن بعد الحرب العلمية الثانية ومجازر 8 ماي 1945 م فتحت الادارة الفرنسية المجال امام السياسيين الجزائريين لتكوين احزاب فبرزت حركة انتصار الحريات الديمقراطية برئاسة السيد مصالي الحاج وكان لها نفس اهداف حزب لشعب فانتسب اليها شيخنا .
في نفس الوقت الذي كان مناضلا سياسيا كان ايضا مصلحا دينيا حيث انتسب الى جمعية العلماء المسلمين كبف لا وهو من تتلمذ على يد مؤسسها ابن باديس وكان انتسابه كعضو اصلاحي وادبي حيث نشر العديد من القصائد والمقالات بمجلة الشهاب والبصائر .
وفي حدود 1942 عين الشيخ اماما وخطيبا بمدينة القل ولاية سكيكدة حيث لبث فيها ثماني سنوات يعظ فيها الناس ويعلم ابناء المدينة .
بعد عزل الشيخ عن الامامة نفي الى عنابة في 10 افريل 1956 الا ان شعلة النضال بقيت تتقد في صدره فكان يترجمها عمليا في شكل دروس وخطب نارية ضد المستعمر الشيء الذي ادى بالدارة الفرنسية الى ترجمة خطبه وهذا ما جعله يسجن سنة 1959م بولاية الطارف فمكث شهر ثم اخلي سبيله وفي عام 1960 انضم الى المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني وظل يناضل الى غاية استرجاع السيادة الوطني.
الشيخ ولقب عميد الملتقيات الوطنية .
نتيجة لحضور الشيخ المكثف والدائم للمهرجانات الشعرية والادبية والملتقيات التاريخية ومشاركته الفعالة في اثراءها من خلال محاضراته ومداخلاته وقصائده التي كانت تجود بها قريحته.
فقد اطلق عليه زميله المفكر الجزائري ملود قاسم نايت بلقاسم لقب عميد الملتقيات الوطنية( هذا اللقب الذي لازمه طيلة حياته وقد استحقه عن جدارة واستحقاق)
وفاته
بعد ان نالت الجزائر استقلالها عاد الشيخ الى الامامة بمساجد عنابة بداية من 1 جانفي سنة 1963 الا انه ترك الامامة بعد سنتين ليلتحق بسلك التعليم فاشتغل استاذ ادب عربي بثانوية القديس اوغسطين ثم ثانوية مبارك الميلي الى ان تقاعد سنة 1974م.وبعد التقاعد عاد الى منابر المساجد الا ان المرض العضال الذي الم به لم يترك له مجالا لذلك فرحل عنا يوم 26 رجب 1420ه الموافق ل 5 نوفمبر 1999م بعنابة ليدفن في مسقط راسه قرية ليانة حسب وصيته رحمه الله .
بعض اثاره
-قصيدة تحية الشتاء (8 ابيات ) نشرت بمجلة الشهاب سنة 1931 الجزء الثاني
-اني امثل امة ( 8 ابيات ) مجلة الشهاب الجزء الخامس
_ الثورة الزراعية (19) بيتا يومية النصر العدد 384 سنة.
1972.
-في رثاء محمد العيد ال خليفة (13 ) بيتا مخطوطة
وهذه بعض عناوين محاضراته ومقالاته
مثقفون من ليانة
-من تاريخ ورقلة
-مقاصد الشريعة الاسلامية
-الثورات والصراعات بالجزائر عبر العصور
-علاقة العربية بالبربرية
-الترقيم في القران الكريم
-مكونات الشيخ عبد الحميد بن باديس ……….الخ
خاتمة
رحم الله شيخنا واديبنا وعميدنا واستاذنا رحمة واسعة وجعله من واردي الكوثر امين
دمت متميزة
وبارك الله فيك ..
ودامت سلامتك ..
رحم الله شيخنا زهير الزاهري وطيب ثراه.