سؤال جال في خاطري مرارا وتوقفت عنده طويلا
كلنا نبكي وكلنا نحزن , ولكن على ماذا نبكي ؟
اننا نبكي على مصائبنا وآلامنا
هذا يبكي على اب او ام , وآخر يبكي على صاحب او صديق
وذاك يبكي عل خسارة مادية او مشكلة اجتماعية
بل الادهى والاطم هناك من يبكي على احداث في مسلسلات في شاشات وقنوات ,
وآخر يبكي على خسارة مباراة
فيا خسارة هؤلاء
فشتان والله بين دموع الصحابة والصالحين وبين دموعنا !!!
بكت ام ايمن رضي الله عنها لما جاءها ابو بكر وعمر رضي الله عنهما يزورانها بعد وفاة رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالا لها : يا ام ايمن ما يبكيك ؟ اما تعلمين ان ماعند الله خير لرسوله ؟
قالت : بلى اعلم ان ما عند الله خير لرسوله ولكني ابكي لانقطاع الوحي من السماء
فماذا عسانا نقول عنهم وعن اخبارهم !!!
فمنهم من بل الارض بدموعه ومنهم من اذا ذكرت النار خر على وجهه مغشياً
عليه , بل منهم من اذا سمع الاذان ارتعدت فرائصه
قال الله جل في علاه : { اذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجَداً وبكيا }
وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم )
اسمع وافتح القلب قبل الآذنين
زارت امرأة زوجة الاوزاعي فدخلت الى مصلاه في البيت فاذا هو مبلول فجاءت
تقول لزوجته : ثكلتك امك ! غفلت عن الصبيان فبالوا في مصلى الاوزاعي
فقالت زوجة الاوزاعي : ويحك هذه دموع الاوزاعي في مصلاه ..
ما اغلى تلك الدموع وما اغلى ثمنها !!!
ولكن لا يليق البكاء عند سماع صهيل الخيل ومقارعة السيوف فهذا فعل الجبناء
فهذا البكاء هو من ضعف الشخصية والبكاء الذي نعنيه هو البكاء خشية ورهبة
وخشوعاً وذلاً لرب العالمين
انه بكاء الذًل والمسكنة لذي الجلال والعزة والجبروت
هذا عبدالله بن الشخير رضي الله عنه يقول عن سيد الخلق , اتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء
يبكي وهو سيد الشجعان واشجع الفرسان
ولما امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يأمروا ابا بكر للصلاة في الناس في
مرضه صلى الله عليه وسلم قالت عائشه رضي الله عنها : ان ابا بكر رجل اسيف
ان يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة وفي رواية اخرى " ان ابا بكر اذا قام
مقامك لا يسمع الناس من بكائه
اما الفاروق عمر رضي الله عنه فمعروف انه شديد القوة شديد البأس ومع هذا
كان حاضر الدمعة رقيق القلب
روى البخاري عن عبدالله بن شداد قال : سمعت نشيج عمر وانا في آخر الصفوف
وهوو يقرأ { إنما أشكو بثًي وحزني الى الله }
أما تبكيك آيات القرآن وهي تخبرك
عن الجنة واوصافها وعن النار واخبارها ؟
والله انما اشكو بثي وحزني الى الله والله على ما اقول شهيد