بسم الله الرحمن الرحيم
عفوا..أنت لست وسيمة
ربما تلك هي الحقيقة..فمن المستحيل أن يكون كل النساء كجمال آسيا أو مريم أو عائشه … خلقة _وخلقا_
وأيضا ليست كل النساء كوجه القمر
لكن حديثي اليوم إليك أنت
نعم أختي الصغيره وبنيّة
هل تنظري إلى المرآة وتفكري…وتتفحصي خريطة وجهك
تمسكي بأنفك الكبير…تشدي فمك..وتضغطين على أسنانك…وربما في النهاية تمسحي على شعرك المجعد وتتحسري!
أو ربما ملءة التجاعيد وجهك…وهاجرت الشحوم إلى متفرقات من جسدك…أو إحتل الشيب رأسك فصرتي في نظركي أنت((قبيحة))الملامح
ربما أنت تري نفسك هكذا
وربما تكون مأساتك التي تعيشينها كلما واجهتي مسرح الحياة وربما تحزني كثيرا رغم أنك في نعمة
ولكن
ما هي الوسامة؟
قد نختلف في وصفها…لكننا لا نختلف على شيء واحد
أن الوسامة لا تكفي وحدها..
ميزان المرأة يختلف…فقد تكون الوسيمة تافهتا…وقد تكون القبيحة عاقلة
قد تكون الوسيمة و الجميله عاصيتا…وقد تكون القبيحة طائعة
قد تكون الوسيمة جاهلة…وقد تكون القبيحة مثقفة
لماذا لا تنظري إلى نفسك بمرآة أخرى تختلف..مرآة تظهر عيوبا في مواقفك مع الناس…عيوبا في إحترامك لأبيك…ومراعاتك لأمك … زوجك
عيوبا في إلتزامك بعائلتك و أسرتك
عيوبا في تقصيرك في حق نفسك
عيوبا خطيرة في علاقتك بربك
فكم من وجه جميل قبحته المعصية
قد تتفنني في إختيار ملابسك…وتقضي وقتا كثيرا أمام المرآة…وتهتمي كثيرا بترتيب خصلات شعرك…وتنسي أن تتذكري من وهبك العديد من أدوات البيان
والله إنني لأتعجب عندما نقف عاجزين أمام إنسان له جسد سليم…ولسان سليم…وربما وسيم ..لكنه لا يستطيع أن يعبر عن نفسه بجملة واحدة
لا يقدر على نطق كلمة…بإختصار لأنه سلب نعمة البيان…فهو فضل عني وعنك لأنه معاق
فلماذا سيدتي نسيتي وسامة عقلك ولسانك….
وأتعجب أيضا عندما أرى شابات يبتسمن و ويضحكن معتقدات انهن لا بعدهن من الجمال
وقد يكتبن أيضا بحبر شيطاني…
وقد يتشاجرنه أيضا بمنطق إبليسي…
وقد تغمس نفسها في النار…بوسامتهن القبيحة…نعم…إنها قبيحه
هل شعرتي يوما ما
أو لحظة ما
أنك
نعم أنت
حديث الملائكة!!
يتناقلون لقبكي واسمك بينهم لأنك
تتذكري الله ليلا ونهارا وفي كل لحظة وبعد كل لقمة وقبل كل رشفة
لأنك من الحامدين
لأن قلبكي يهتز عند سماعك للقرآن
لأنك تخشي الآخرة وترجي رحمة ربك
لأن قلبك يخبت عند الذكر
لأنك تشتاق إلى رؤية وجه الله
لأنك تحبي أن تحشري في صحبة الصادق الأمين
لأن وجهك ينير بنور الله الرباني لأنكي تعفي عن النظر إلى ما يغضب ربنا
هل أنت حديث الملائكة
إن كنت حديثهم فأنت وسيمة
لن نستطيع تغيير ملامحنا
لكن لابد أن نكون على ثقة أن هناك شخص ما في هذه الدنيا يحب تلك الملامح
تعجبه…ويراها جميله
لن أقول الأم…وتعلم كل الأمهات معنى كلامي…فكل من يرى قرة عينه قمرا يضيء في السماء..ولكن أنظر كيف تتأملك وكيف تشتاق إليك وكيف تشجعك…لا لشيء فعلته ولكن لأنك قطعة منها…إذن للوسامة وجه آخر
ولن أقول صديقة فربما هي تقبل ورضا منها بك…كما ترتضي أنت النظر إلى وجهها…ولكن أنظري كيف أحبك لإحسانك إليها وحسن خلقك..رغم أنك ترينا نفسك قبيحة…إذن للوسامة وجه آخر
وبالتأكيد تريدين أن أخبرك أن نصفك الآخر الذي سيطرق بابك يوما…وربما يطرقه وهو الآن زوجك سيحب وسامتك لأنك أعطيتها شيئا يتمناه كل زوج…وهو أن يرى نفسه في عين زوجته ملاكا طائرا يرفرف بجناحيه ويظلل على قلب لا يشاركها فيه أحد…إذن للوسامة وجه جميل لا تحتاج لأن ترايها في عيون كل الرجال
والمهم أن تري الوسامة الحقيقة
أن ينظر الله إليك
أتسمعي
ينظر إليك
بكيفية هو يعلمها…سبحانه وتعالى
وأنت تقفي عند حد من حدوده…تفري من معصية تغضبه
أن ينظر إليك وأنت تخفي حسنة…أو وأنت تقفي بعد أن توضأت وقطرات الماء تتساقط من وجهك….وتخفضي بصرك بعد أن وجل قلبكي…وتستشعري معيته…وترفعي يديك وأنت ترتجفين…وتقولينها بصوت أقرب للهمس لكنه خرج عاليا لأنه يحمل أعلى كلمة((الله أكبر))
أخالني أراكي وأنت تتوقفين قليلا…هربت الكلمات منك…لا تدري بأي سورة تبدئين…إنها الفاتحة…وأخالني أراكي الآن وأنت تبحثين في ذاكراتك عن آية تقدمينها بيني يدي من تخاطبينه…
لحظة
أتعلمين مع من تتحدثين
إنه الله…بأي آية ستبدئين حوارك وصلاتك
إنه ينظر إليك…إنه يراك…إنه يعلم ما بداخلك
هل تشعرين بحرارة الدمعة الآن
الآن فقط
هل ستظل حرارتها على وجهك…وهل ستظل تلك الرجفة في ملامحك…وتلك الإنكسارة المهيبة في نظراتك….أتمنى ذلك
ولن تستمر حرارتها إلا عندما………
ينظر الله إليك…وعندها فلتقليها بنفسك…لأنها الحقيقة
((أنت وسيمة جدا….حقا إن وجهك الخاشع وسيم))
وإن كنتي وجها قبحته المعصية
فسامحيني إن قلتها لك رغم وسامتك
عفوا أيها الفتاة..فأنت لست وسيمة
:thumbdown:
القمة هي مرورك أختي
دمت بود
دمت بود
سلااااااااااام
صدقت مشكور اخي
بارك الله فيك
موضوع راائع جد مميز
تحياتي
ألف شكر أخي على الموضوع القيم
عله يكون عبرة لمن تعتبر
سلمت يمناك وبوركت على مجهودك الطيب
حفظك الرحمان
عله يكون عبرة لمن تعتبر
سلمت يمناك وبوركت على مجهودك الطيب
حفظك الرحمان
موضوع في القمة