تخطى إلى المحتوى

طفل يحصل على أذنين…من ضلوعه! 2024.

القعدة

منذ تسع سنوات رُزق دايفيد ولويز سوركين بطفلهما كيرين، ولكن بمجرد ولادته أصيب الوالدين بالصدمة فلم يكن كيرين يمتلك أذنين، ومن ثم فقد كان أصم بشكل كامل! وُلد كيرين بعيب خِلقي يٌدعى “فقد صيوان الأذن Microtia”، وفيه تكون الأذن الخارجية غير مكتملة النمو، وتشير الإحصائيات إلى أن مولود واحد من بين 9,000 مولود يكون لديه هذا العيب. اجتاز كيرين مشكلة الصمم بعد إجراء عملية ذرع قوقعة أذن اصناعية له، ولكنه ما زال لا يستطيع ان يتعدى الحاجز النفسي الذي تتسبب فيه أسئلة الناس وإزعاج الأطفال الآخرين له في المدرسة بسبب غياب الأذنين على جانبي رأسه.

ولحل مشكلة كيرين خطط الأطباء في لندن إجراء عملية لتزويده بأذنين جديدتين، إن تلك العملية تجميلية وليست علاجية أي أن كيرين لن يتمكن من السمع بهما. لكن أين للأطباء بأذنين لزرعهما في رأس كيرين؟

قرر الأطباء صناعة هيكل داخلي للأذن من الغضاريف الموجودة في ضلوع كيرين، والغضاريف هى تلك الأنسجة المرنة الموجودة بين العظام وبعضها. اعتاد الأطباء على إجراء عمليات مماثلة لمن هم يعانون حالة فقد صيوان الأذن ولكن عادة يفتقر المريض إلى أذن واحدة، فكانوا ينسخون تلك الأذن كي تكون الأخرى مثلها تماما. لكن في حالة كيرين الذي يفتقر إلى كلا الأذنين، اضطر الأطباء إلى نسخ أذن والدته كي يصنعوا له مثلها. وبعد أن تم استخراج الغضاريف وبناء هيكلي الأذنين، قام الأطباء بفتح جيبين في جلد كيفين على جانبي رأسه، وأدخلوا هيكلي الأذن بهما.

ولأن الجيب لن يتخذ شكل الهيكل الموضوع بيه مباشرة كان على الأطباء أن يسحبوا الهواء الموجود بين الهيكل والجيب حتى يتخذ الجلد شكل الأذن التقليدي.

القعدة

إذا كان بإمكان كيرين الانتظار لمدة 10 سنوات أخرى، كان من الممكن أن يحصل على أذنين جديدتين تم إنشائها من الخلايا الجذعية وهى الخلايا التي يمكن أن نعتبرها مثل مادة خام بحيث تكون قابلة للتحول إلى أي نوع مرغوب من الخلايا ومنها خلايا الغضاريف، وذلك كبديل عن استخراج خلايا الغضاريف بعملية جراحية من الضلوع. ولكن لا تزال تلك التقنية في مهدها وإن كانت قد أثبتت نجاحا كبيرا في المختبر، فقد خضع عدد لا بأس به من المرضى لعمليات زرع لقصبات هوائية مغطاة بخلايا جذعية، وفي الوقت نفسه تمكنت الكلى المصنوعة من الخلايا الجذعية والمزروعة في الفئران من إنتاج البول بنجاح.

بعد ثلاثة أيام من إجراء العملية حصل كيرين على مرآة كي يشاهد أذنيه الجديدتين، وعند رؤيته لهما للمرة الأولى عبر عن دهشته الشديدة، ولم يكن قادرا على استيعاب أنهما يعودا إليه! إن تلك التقنية وأمثالها من تقنيات هندسة الأنسجة Tissue Engineering، تجلب السعادة والأمل بشكل يومي على المرضى حول العالم.
شاهد تقرير عن العملية التجميلية الخاصة بكيرين:

سبحان الذي علم الانسان ما لم يعلم

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.