• صناعة الرجال صناعة انفردت بها الأمة الإسلامية قرونا طويلة-
• اصل ميزان تقييم المرء مكارم الأخلاق و الشيم.
• الدليل : ما رواه النسائي و الترمذي و احمد و غيرهم من حديث
عاصم بن أبى النجود عن بر بن حبيب قال: أتيت صفوان بن عتال و هو احد أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ،
فقال : ما جاء بك يا بر ، قلت : ابتغاء العلم ، فقال : إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب ، فقال له بر :
انه قد حاك في صدري شيئا في المسح على الخفين و كنت امرئ من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فهل
عندك منه شيء ، قال : نعم ، امرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين ألا ننزع خفافنا ثلاث أيام و لياليهن إلا من جنابة لكن من
غائط أو بول أو نوم . فقلت له : هل سمعته يذكر في الهوى شيئا ، قال : نعم ، بينما كنا في سفر إذ نادى اعرابى
بصوت جهوري : يا محمد يا محمد ، فقلت له : مه – يعنى اسكت – أو لم تنه عن ذلك ، اغضض من صوتك ، فقال
والله لا اغضض ، فناداه النبي صلى الله عليه و سلم بنحو من صوته : هاؤم – أي لبيك – فقال الرجل للنبي صلى الله عليه و سلم
المرء يحب القوم و لما يلحق بهم ، فقال عليه الصلاة و السلام المرء مع من أحب فلا يزال يحدثنا
حتى اخبرنا أن الله عز و جل فتح بابا ً للتوبة من قبل المغرب مسيرة عرضه سبعون عاما لا يغلق حتى تخرج الشمس من مغربها
من فوائد الحديث :
– تسلية للغرباء الذين يجدون أنفسهم على هامش الحياة جهلا بماضيهم المشرف من عزة أمتهم ومكانتها , فيرون انه لا نهوض لهم
– احد التابعين الثقات عندما حاك في صدره شيء عرف من يسأل فلجأ لأحد أصحاب النبي
– من اقل ما يحصله مصاحب العالم أن تقل قبائحه فضلا عما يجنيه من فوائد .
– اللجوء لأعلم أهل الأرض حتى و لو كانت مسألة جزئية .
– إجابة صفوان توضح الفرق بين إجابة العالم الحق و بين من تشبه بهؤلاء .
فقد افتتح المقال بتذكير السائل بالأجر حتى يحفزه أن يجعل كل حياته خاضعة لكلام أهل العلم , فقد وضح له إن
الملائكة تضع أجنحتها و هو دليل الحب و الرضا ، كأن الملائكة راضية عن هذا العبد بإذن ربها سبحانه و تعالى ، فأي عز أكثر من ذلك ؟
– رفع الرسول صوته مثل الأعرابى حتى يستأنس الأعرابى و هذا من حسن الخلق .
– من هديه صلى الله عليه و سلم ألا يعاتب .
– العتاب يأخذ من حكمة الرجل خصوصا لو كان في مقام المعلم و كذلك يصيب بالملل .
– اقلل من عتاب الناس تكن راشدا و يجعل الله لك من الحشمة في قلوب الناس مالا تقدر على تحصيله بالمال.
و قد تعرض الشيخ لبعض المسائل الأخرى :
– الإمام العلم الكبير سفيان بن عيينة سأله رجل عن أحب القولين إليه : ( لأن أعافى فاشكر أحب إلى من ابتلى فاصبر )
أو ( اللهم أنى رضيت لنفسي ما رضيته لي ) فأجاب سفيان انه يحب المقولة الأولى أكثر ، فلما سأله الرجل
فقال سفيان : أنى قرأت القران و تدبرته فرأيت صفة نبي الله سليمان عليه السلام مع العافية و
الملك ( نعم العبد انه أواب ) , و رأيت صفة نبي الله أيوب مع البلاء ( نعم العبد انه أواب ) ، فلما استوت الصفتان و قام
الشكر مقام الصبر , كان الشكر مع العافية أحب إلى من البلاء مع الصبر .
– يبحث الرجال عن أربع صفات في المرأة للنكاح ( الجمال – المال – الحسب – الدين ) فلو تزوج رجل من
امرأة لشوكة أهلها أذلوه ، فلا تخلو حياة من مشاكل و قد يستغل أهلها شوكتهم لتأديبه ، فأي كرامة بقيت لهذا الزوج.
– كذلك لو تزوج امرأة لمالها اختطفت منه نصف القوامة ، هذا إذا كانت ذات مال و لم تكن صالحة
– و ينصح الشيخ حفظه الله أي مقبل على الزواج ألا يبحث عن الجمال فقط ، لان الجمال ينتهي بعد ما يقضى الرجل وطره من المرأة و يبقى الدين و الأخلاق
ماذا بقى إذا ؟؟ بقى الدين ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) أي تعلقت يداك بالبركة
حماكم المولى
|
شكرا على المرور اختي بارك الله فيك