لما أصيب بعض النساء في هذا الزمان بصرع الشهوات وأصبحن طَريحاتٍ لهذا الصرع جنى عليهن أنواعاً من الجنايات ؛ ولهذا يُرى في كثيرٍ من بلدان المسلمين في أنحاء كثيرة تكشفٌ و تبرجٌ وسفور لا يُعرف إطلاقاً في تاريخ حياة المرأة المسلمة في الزمن الأول بدءً من الصحابيات الكريمات ومن اتبعهن بإحسان من نساء الإيمان وأهل الصدق والعفة والحياء ، فأصبح هؤلاء النساء الصريعات لا يبالين بكشف المحاسن وإبراز المفاتن ؛ فتلك تكشف صدرها ، وأخرى تبدي نحرها ، وثالثةٌ تحل عن شعرها ، وأخرى تبدي ساقها وفخِذها ، إلى أنواع من التكشف والسفور والتبرج من غير وازعِ إيمان ، ومن غير حياءٍ ولا خشيةٍ للرحمن ؛ أتذكَّر هؤلاء النساء البعث والوقوف بين يدي الله ؟! أتذكَّر هؤلاء النساء أنَّ تلك الأجسام الجميلة والمحاسن والمفاتن سيأتي عليها يوم ويهال عليها التراب وتأكلها الديدان ثم تبعث وتعاقب على كل منكرٍ اقترفته وكل فعلٍ شنيع ارتكبته ؟! ما الذي خدعها في إيمانها؟ وما الذي غرَّها في حيائها ؟! وما الذي جعلها تنحط إلى هذا السفول وتهوي في هذا الدرْك من الانحطاط ؟!
نقلا عن موقع الشيخ عبد الرزاق البدر.
ستر المرأة وحشمتها وحياؤها عائد إلى قوة إيمانها ودينها، وينظر في هذا على سبيل المثال إلى حال أم سلمة رضي الله عنها لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ المرأة ترخي شبرًا قالت: إذن ينكشف عنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذن ذراعًا لا تزيد عليه، أمَّا مَن رقَّ دينها وضعف إيمانها فإنَّ همتها متجهة إلى الكشف شبرًا أو ذراعًا أو أزيد بحسب رقة الدين.
ﻭﺃ ﺝ ــﺰﻝ ﻟﻚ ﺍﻟـ ﻉ ــﻄﺂﺀ
ﻭﺃﺳﺒﻎ ﻉ ــﻠﻴﻚ ﺭﺿﻮﺁﻧﺂ ﻳﺒﻠـ ﻍ ــﻚ ﺃ ﻉ ــﺂﻟﻲ
ﺍﻟـ ﺝ ــﻨﺂﻥ
ﻭﺃﺑـ ﻉ ــﺪﻙ ﻉ ــﻦ ﺝ ــﻬﻨﻢ ﻭ ﺍﻟﻨﻴﺮﺁﻥ
ﻟﻚ ﻭـﺂﻓﺮ ﺍﻟﺸﻜﺮ