أطفالنا فلذات أكبادنا وعماد المستقبل وعلى عاتقنا تقع واجبات ومسؤوليات نحوهم ومن اهمها رعايتهم الصحية لنعد أجيالا قوية، سليمة وخالية من الامراض.
سوف يكون تركيزي في هذا الموضوع على صحة الفم والاسنان لدى الاطفال، كيفية الوقاية والعلاج لهذا الموضوع من اهمية كبرى.
يبدأ تكوين براعم الاسنان في الجنين داخل الرحم مع بداية الحمل ومن هنا يجب ان تبدأ رعايتنا لتلك البراعم والتي سوف تكون الاسنان ويكون ذلك بتناول الأم الحامل لغذاء جيد ومتكامل ويجب ان يحتوي على كميات كافية من الكالسيوم والفسفور المطلوب لبناء ونمو تلك البراعم.
وكذلك العناية بصحة الأم الحامل وعلاجها من الامراض التي قد تصيبها وتؤثر على صحتها وبالتالي على صحة الجنين.
التسنين:
هو بزوع الأسنان اللبنية داخل فم الطفل.
ففي داخل عظام الفك تنمو براعم الأسنان نمواً طبيعياً حتى نهاية الشهر الخامس بعد الولادة، حيث تبدأ الأسنان داخل الفكين بالضغط على طبقة عظام الفك التي توجد فوقها فيتم تآكل هذه العظام تدريجياً حتى يصبح السن مغطى بطبقة اللثة ومن ثم يبدأ السن باختراق اللثة إلى أن يخترقها وبالتالي يظهر السن داخل فم الطفل ويتوالى ظهور الأسنان اللبنية مع نهاية الشهر السادس من العمر وحتى نهاية عامين ونصف من العمر حتى تكتمل الأسنان اللبنية العشرون (عشرة أسنان في كل فك) وتبدأ عنايتنا بأسنان أطفالنا منذ بزوغ أول سنه بالتجويف الفموي، وذلك بأن تقوم أم الطفل بتنظيف أسنان طفلها بعد الرضاعة بقطعة شاش مبللة بالماء.
ويبدأ تدريجياً مع نمو إدراك الطفل تعويده على استخدام الفرشاة والمعجون ويتم اختيار الفرشة والمعجون المناسبة والخاصة بالأطفال ويجب أن يكون الوالدان قدوة حسنة لأطفالهم فالطفل كما نعلم جميعاً يقلد والديه.
ولفترة التسنين عند الأطفال أهمية كبرى، حيث إن هناك مشاكل كثيرة تصاحب التسنين ومنها عدم قدرة بعض الأطفال على تناول الطعام وعدم قابليتهم له وهناك أعراض أخرى تظهر على بعض الأطفال أثناء التسنين منها الإسهال والحمى والتهاب اللوزتين والزيادة في افراز اللعاب واعراض أخرى قد تقلق الأم والأب ويجب على الوالدين مراجعة طبيب الأسنان للحد من هذه الأعراض.
الأمراض التي تصيب فم الطفل وأسنانه
1- التسوس: من أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال هو تسوس الأسنان في فترة الطفولة المبكرة ويرجع السبب في ذلك إلى عدة عوامل منها:
أ- اعتماد بعض الأمهات على إرضاع أطفالهم صناعياً بدلاً من الرضاعة الطبيعية ولهذا أثر كبير على صحة أسنان الطفل وصحته العامة، حيث ينتج عن ذلك احياناً اسنان ضعيفة لا تتحمل العوامل الخارجية المحيطة (اهمية الكالسيوم الموجود في الرضاعة الطبيعية)، وكذلك ترك (الرضاعة) في فم الطفل لمدة طويلة والنوم والرضاعة في فمه يؤدي الى الزيادة في نسبة التسوس لدى الاطفال.
ب – أكل الحلويات والاكثار منها وخاصة التي تلتصق بجدار السن وترك الغذاء الذي يحتوي على ألياف طبيعية مثل الخضروات والفواكه الطازجة.
ج – الاهمال في نظافة الاسنان وعدم الانتظام في تفريش الاسنان بعد كل وجبة مما يؤدي الى تراكم الاطعمة في الفم وبين الاسنان.
وهنا اود ان اشير الى أمر هام وهو ان بعض الآباء والامهات لا يميزون الاسنان الدائمة عن الاسنان اللبنية وعادة ما يصاب الضرس الطاحن الاول الدائم بالتسوس لدى الاطفال ويأتي الوالدان طالبين خلع السن معتقدين انه ضرس لبني.
فيجب زيادة الحرص من الوالدين بعدم الخلط بين الاسنان اللبنية والدائمة ويجب الحرص الشديد على الاسنان الدائمة لتبقى سليمة طوال العمر واستشارة طبيب الاسنان عند ظهور أي تلون في الاسنان او تجويف بالاسنان وقبل ظهور الالم فطبيب الاسنان لديه العلاج اللازم للمحافظة على الاسنان اللبنية والدائمة لتبقى الاسنان اللبنية اطول مدة ممكنة حتى يحين تغييرها طبيعياً في وقتها وتبقى الاسنان الدائمة طوال العمر.
والاسنان اللبنية لها اهمية لا تقل عن الدائمة فتسوس بعضها وتآكلها او خلعها مبكراً قد يؤدي الى مشاكل كبيرة وتشوهات للاسنان الدائمة.
كذلك الآلام والمعانات التي يعاني منها الطفل وقد تؤدي الى إعراض الطفل عن الطعام مما يؤدي به الى الهزال والضعف الشديد هذا عدا عن العامل النفسي وما قد يتعرض له الطفل من ضغوط في محيط أسرته أو المدرسة او الاقران بسبب تسوس اسنانه او تشوهها مما قد يفقد الطفل الكثير من ثقته بنفسه.
وكذلك خلع الأسنان اللبنية الامامية مبكراً قد يؤثر على نطق الطفل لبعض الحروف بطريقة خاطئة تستمر معه طول العمر.
2- التهابات الفم والبؤر الصديدية:
في مرحلة الطفولة المبكرة تكون انسجة الفم رقيقة وحساسة جداً ويسهل للميكروبات اختراقها والتسلل اليها. حيث تقل نسبة (الكيراتين) المغطي لانسجة الفم والذي يعتبر خط الدفاع الاول لهذه الانسجة. والاهمال في نظافة الفم والأسنان ينتج عنه احياناً التهابات بالفم او جيوب صديدية بين الاسنان ويتطور الامر الى خراج باللثة وعند التأخر في علاج مثل هذه الحالات ومع زيادة عدد الميكروبات قد تنتقل الى الدم ويصاب الطفل بما يسمى (تسمم الدم Bacteremia).
وهناك بعض الالتهابات التي تظهر بالفم عند بعض الاطفال اثناء التسنين ويكون ذلك بالتهاب الجزء من اللثة المغطي للاسنان قبل بزوغها واثناء البزوغ.
ووضع الاطفال اشياء غريبة وملوثة داخل الفم قد يؤدي الى خدش انسجة الفم وقد يؤدي الى التهابات بأنسجة الفم.
كذلك اهمال الاسنان المتسوسة وتركها دون علاجها مبكراً يؤدي الى وصول التسوس الى انسجة السن الداخلية وعصب السن وقد يؤدي ذلك الى آلام شديدة والتهابات وخراج تحت السن المصاب، وبالتالي دخول الاطفال مرحلة آلام الاسنان وما يصاحبها من مشاكل.
3- الاصابات والحوادث:
قد يتعرض الطفل في مراحل عمره الى أي حادث مثل الوقوع او الارتطام بأجسام صلبة او الوقوع من دراجته او حتى من جراء حوادث السيارات وقد يؤدي ذلك الى سقوط بعض الاسنان او دخولها الى الداخل في عظم الفك او قد يؤدي الى كسر في سن او اكثر وفي بعض الحالات قد يتطور الامر الى تمزق بأنسجة الفم واللسان والشفاه.
في مثل هذه الحالات اول اجراء يتم اتخاذه هو مراجعة طبيب الاسنان بأسرع وقت ممكن واذا كان هناك سن او اكثر قد سقطت فيجب غسلها ووضعها في ماء بارد واحضارها لطبيب الاسنان لاعادتها وتثبيتها.
في مثل هذه الحالات سرعة المراجعة لعيادة الاسنان تجنب الطفل الكثير من المخاطر والتشوهات.
4- العيوب الخلقية بفم الطفل:
قد تظهر بعض العيوب الخلقية بفم الطفل بعد ولادته مباشرة مثل الشفاه المشقوقة (الارنبية) وخاصة الشفة العليا وقد يكون على جانب واحد او جانبين وقد يكون ممتداً الى سقف الحلق او مقترناً بشق الشفاه او بدونها.
وهذا العيب الخلقي يجب علاجه واصلاحه مبكراً ما امكن.
وهناك عيوب خلقية اخرى مثل صغر او كبر حجم الفم او اللسان وكذلك التصاق الاسنان او ميلها وتغيير مواضعها او عدم ظهور بعضهما كذلك حالات اللسان المعقود ويكون اللسان في هذه الحالات ملتصقا بأسفل الفم مما يحد من حركته وقد لا يكتشف هذا العيب الا عندما يبدأ الطفل في الكلام او أثناء الرضاعة او مصادفة عند الكشف عليه. وعلاج مثل هذه الحالات سهل في اول الامر وقبل ان يبدأ الطفل بالكلام. واذا ما ترك فسوف يكون سبباً في عدم قدرة الطفل على الكلام او الاكل بسهولة.
طرق الوقاية والعناية بالاسنان:
أ- الغذاء السليم والمتكامل:
يجب الاقلال قدر الامكان من تناول الاطعمة المحتوية على السكر (الشكولاتة، الحلويات، السكاكر، والمشروبات الغازية… الخ) وخاصة بين الوجبات وتناول طعام صحي يحتوي على جميع العناصر الغذائية المهمة (الألبان ومشتقاتها – الزبادي، الجبنة، اللبنة، القشطة، وكذلك البيض، الفواكه، الخضروات، الأسماك).
ب – المحافظة على استخدام الفرشاة والمعجون بانتظام:
إن تنظيف الفم والأسنان مهم جداً لطهارة الفم، ولإزالة طبقة البلاك المسببة للتسوس وللمحافظة على أسناننا سليمة فعلينا أن ننظف أسناننا بعد وجبات الطعام (فطور، غداء، وقبل النوم) باستخدام فرشاة ومعجون الأسنان المناسب وبالطريقة الصحيحة.
ج – زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري ومنتظم:
يفضل زيارة الأطفال كل ثلاثة أشهر لفحص الفم والأسنان والاطمئنان على سلامتها فهو يستطيع أن يوقف تسوس الأسنان وأن يعالج أي خلل بالفم والأسنان قبل أن يستفحل. والنصح والإرشاد لنا ومساعدتنا على حماية فمنا وأسناننا من الأمراض.
في الختام أود أن اؤكد على أهمية العناية بأسنان أطفالنا فهي مسئوليتنا جميعاً الأم والأب في المنزل والمعلم والمعلمة في الروضة والمدرسة علينا جميعاً توعيتهم بأهمية المحافظة على أسنانهم وسلامتها وطرق العناية بها ووقايتها من الأمراض لنعد جيلاً سليماً وقوياً وخالياً من الأمراض بإذن الله.
بارك الله فيييك فطووووم1
شكرا على الطرح القيم اختاه