سندويشات قلبية **** كل يوم فكرة هنية
الحلقة الأولى:
القرآن
عند اقتراب شهر رمضان الكريم تشتعل الحماسة بين المسلمين لختم القرآن عدة مرات خلال الشهر، من منطلق بركة الشهر وتضاعف الأجر فيه من الله تعالى…
كل هذا جميل ومحفز ، لكن تعالوا نجب على سؤال جوهري ، ما أثر هذا في حياتنا الدنيا والآخرة؟ وهل نحن مطالبون بالإكثار من الختمات؟ أم أن الأولى والأوجب أن نقرأ بتدبر وتمعن ونعمل بما قرأنا؟
هذه ليست دعوة لعدم ختم القرآن، ولكنها دعوة للحياة بالقرآن تلاوة وتدبرا وعملا واستمتاعا بكلام الله حقا وليس التسارع للختم لمجرد الختم
وجهة نظر ولكم واسع النظر
بقلم: نزهة الفلاح
ربي يجعلها في ميزان حسناتك
اللهم آمين يارب العالمين وإياك
|
فعلا فحلاوة التدبر أبلغ من حلاوة القراءة بكثير، لا مجال للمقارنة
بورك فيك
بآركـ الله فيكـ على كلمآتكـ آلمميزة
دُمتي مميزة
آلف شكـْر لكـ
ودي لك….
|
يسعدك الباري ويكرمك
الحلقة الثانية:
تدبر القرآن: مفاتيح وتوفيق
تحدثنا البارحة عن تدبر القرآن وضرورته في حياتنا، وحين نسمع التدبر فإنا نتساءل: كيف يكون التدبر؟ وكيف نصل إليه؟
لا شك أن التدبر له حلاوة خاصة لا يدركها إلا من جربها، لكن الفتح والتوفيق اللذان ينتجان نور البصيرة التي يقتحم الآية فتخرج كنوزها هو من الله وحده، إنما التدبر سبب والنتيجة من مسبب السبب سبحانه
مجرد التفكير في التدبر ثم المحاولة عند التلاوة، يفتح الله به القلب لاستقبال الجمال والإبداع
والاستغفار أيضا من أهم مفاتيح أقفال القلب لتتحرر من قيود الجهل والنمطية فتنظر إلى الآية فتجدها متجددة في ذهنك، نشيطة في قلبك، تحمسك للعمل بها وتفرش لك طريق العلم وعمق الفكر اللذان يؤديان بالضرورة إلى السعادة والهناء بمعرفة رب السماء
رزقنا الله وإياكم نور البصيرة وحلاوة الإيمان والثبات على الصراط حتى الممات إنه سميع مجيب
بقلم: نزهة الفلاح
الحلقة الثالثة:
خشوعي قبل صلاتي
كثيرا ما نسمع عن الخشوع في الصلاة، وكثير منا يسعى إليه ويحاول الوصول إليه، لكن تعالوا معا نتعلم الخشوع ببساطة وعمق…
ما الذي يدعونا إلى الخشوع؟ أليس الإدراك الحسي والمعرفي لله؟ فكيف نستشعر عظمته سبحانه في الصلاة ونحن لم نطهر قلوبنا قبل الصلاة؟
حين نكون مصابين بتبلد الفطرة، يقسو القلب فتظهر لنا كل الأحداث حولنا عادية جدا ولا مميز فيها، رغم أنها قمة في الإبداع…
لا نتنبه إلا حينما نفقد إحداها ولو لساعات، مثلا شروق الشمس إبداع لكننا نعتبره عادي جدا لتكراره كمثل رجل اشترى بيتا مميزا ففرح به ثم بعد أيام فقد نشوة السعادة بالتواجد داخله والتأمل في كل ركن فيه..
هكذا نحن بني الإنسان، ننسى بسرعة ونتأقلم بسرعة ونترك ما بأيدينا ونلهث وراء المفقود…
كيف نخشع؟ ولم نخشع؟
في حلقة الغد بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح
الحلقة الرابعة:
صلاتي بخشوعي أحلى
كيف نخشع؟ ولم نخشع؟
هكذا انتهت الحلقة السابقة، بإشكالية لطالما زارت فكر الكثيرين منا …
لم نخشع؟ أو بمعنى آخر، ما الداعي للخشوع؟
أرى أن الخشوع هو الناتج الطبيعي للتدبر، والتدبر الدائم في القرآن وفي الكون يجدد القلب ويطرد النمطية والتبلد…
يجعل الكون متجدد في فكرك، كل يوم تراه بشكل آخر، تحس بنفحات الإبداع الرباني، وبتدبر القرآن يتحرك القلب ويعقل ما حوله، فتتشكل العقيدة في سلسلة أفكار، تتجمع لتفرز مفاهيم، وهذه المفاهيم تتخمر بدورها لتشكل قناعات…
فتتحرك الجوارح لتنفيذ هذه القناعات…
وأمانة الاستخلاف في الأرض ليست بالسهلة ولا اليسيرة، تحتاج منا قوة قلب ونور بصيرة وثبات على صراط الله المستقيم، وهذا الأخير لن نثبت عليه إلا إذا كانت قناعاتنا مؤسسة على أساس متين، وتتغذى يوميا من منبع لا ينفذ…
ولننظر لقول الله عز وجل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في سورة المزمل:
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَإِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8)
فالقول الثقيل ‘ الوحي’ يتطلب من الرسول قوة وثباتا، يستمدها من الله عن طريق قيام الليل وترتيل القرآن، وشتان بين الترتيل والتلاوة، فالترتيل تنظيم وتنسيق وفهم واستيعاب..
لذلك نحتاج حقا أن نخشع في صلاتنا، لنستمد القوة من الله لحمل الأمانة، فالذي يتغذى جيدا ويعتني بصحته ليس كمن يأكل أي شيء ويهمل صحته، وصحة القلب في تيقظ الفطرة وتناغم الجوارح في أداء دورها إرضاء لله وعبودية له ….
ومن ثم نتساءل: كيف نخشع؟
في الحلقة القادمة بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح