(1) اعلم أن الحمل ثقيل فاستعن بالله على تربية أولادك فهو خير معين.
(2) دعاء الوالدين مستجاب فعليك بالدعاء لأولادك بالخير والصلاح, وإياك والدعاء عليهم.
قال رسول الله ﷺ :”لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقون من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب“[مسلم(3009)].
(3) احرص على اختيار أحسن الأسماء لأولادك فكم للاسم من أثر على البنت والابن.
قال ابن عباس رضي الله عنهما:”من رزقه الله ولداً فليحسن اسمه وتأديبه فإذا بلغ فليزوجه” [كتاب العيال لابن أبي الدنيا (283) ].
(4) بادر بتكنية أولادك بالكنى الطيبة قبل أن تلحقه ألقاب السيئة, واحذر أن تكون أنت من يلقبه بتلك الألقاب.قال الشاعر:
أكنيه حين أناديه لأكرمه….ولا ألقبه والسوأة اللقب
(5) احرص على غرس الإيمان والتوحيد في قلوب أولادك فهي الكلمة الطيبة والشجرة الثابتة المثمرة, قال جندب البجلي: “كنا مع رسول الله ﷺ ونحن فتيان حزاورة-الصبي يقارب البلوغ-، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن، فازددنا به إيماناً” رواه ابن ماجة.
(6) لقن أولادك كلمة التوحيد وعرفهم معناها فإنها الأساس الذي يقوم عليه البنيان.
(7) اشعر ولدك مراقبة الله وعلمه أسماء الله وصفاته؛ لأن لها في القلب واللسان والجوارح أثر عظيم في صلاح الأولاد.
قال ابن القيم:” فإذا كان وقت نطقهم فليلقنوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وليكن أول ما يقرع مسامعهم معرفة الله سبحانه وتوحيده وأنه سبحانه فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم وهو معهم أينما كانوا“.[تحفة المودود (389)].
(8) احرص على غرس الإيمان بالرسل في قلب أولادك, وعلمهم سيرهم وما كانوا عليه من خير وصلاح ودعوة وإصلاح.
(9) ازرع في قلب أولادك حب محمد ﷺ وعلمهم سيرته وأمرهم باتباعه وأن بمتابعة سنته كل الخير وبتركها كل الشر.
(10) اغرس في قلب أولادك محبة الصحابة وعلمهم أنهم أفضل الأمة بعد الأنبياء وأوقفهم على سيرهم وما قاموا به من نصرة الدين وما كانوا عليه من عظيم العلم والعمل والأخلاق.
(11) لا تنس أن تغرس في قلب أولادك السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين بالمعروف وحفظ مكانتهم وقدرهم.
(12) ولا تنس أن تحذر أولادك من الطعن في ولاة الأمر وعلماء المسلمين حتى يخسروا الدين والدنيا.
(13) حث أولادك على لزوم الجماعة تحت ظل ولاة أمرهم وقل لهم في الاجتماع الرحمة وفي الفرق العذاب .
قال الثوري:”ينبغي للرجل أن يكره ولده على العلم فإنه مسؤول عنه“.
(14) جنب أولاد مجالس أهل الأهواء والبدع ولا تمكن لهم السماع منهم وعلمهم أن هذا العلم دين فلينظروا عمن يأخذون دينهم. قالم الإمام مالك :”لا تمكن زائغ القلب من أذنك فإنك لا تدري ما يعلقك من ذلك“
(15) الصلاة الصلاة آمراً لهم في السبع وضارباً لهم على العشر وإلا كنت تتحمل تهاونهم وتضيعهم لها. قال رسول الله ﷺ:”مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين“.
(16) حذر أولادك من الجدال والخصومات؛ لأنها تفتح عليهم باب الشر والضيق والتفرق.
(17) اغرس في قلب أولادك شكر النعمة والنظر إلى من هو دونهم حتى لا يحتقروا نعمة الله عليهم.
(18) اعتنِ بتحفيظ أولادك القرآن وفهمهم معانيه وأمرهم بالمعمل بما فيه, وقل لهم هذا كلام الله منه إليك فلا تخالف أمره فتهلك.
فعن عبدالله بن عيسى قال:“لا تزال هذه الأمة بخير ما تعلم ولدانها القرآن“.
(19) ربي أولادك على سلامة القلب وانشراح الصدر فلا حسد ولا سوء ظن ولا حقد ولا بغضاء .
(20) علم أولادك مكارم الأخلاق وحسن الجوار والابتسامة في وجه الفقراء والمساكين وحذرهم من العبوس والتكبر.
قال ابن عمر :”يا هذا أحسن أدب ابنك فإنك مسؤول عنه وهو مسؤول عن برك“.
قال ابن القيم:” ومما يحتاج إليه الطفل غاية الاحتياج الاعتناء بأمر خلقه فإنه ينشأ على ما عوده المربي في صغره من حَرْد وغضب ولجاج وعجلة وخفة مع هواه وطيش وحدة وجشع فيصعب عليه في كبره تلافي ذلك وتصير هذه الأخلاق صفات وهيئات راسخة له فلو تحرز منها غاية التحرز فضحته ولا بد يوما ما ولهذا تجد أكثر الناس منحرفة أخلاقهم وذلك من قبل التربية التي نشأ عليها“.[تحفة المودود(400)].
(21) قل لولدك لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى فلا تحتقر من هو أضعف منك مكانة وأقل منك مالاً.
(22) جنب أولادك مجالس اللغو والغناء واللغط فكم لها من آثار ومرض على القلب لا تحمد عقباه.
يقول ابن القيم:” كذلك يجب أن يتجنب الصبي إذا عقل مجالس اللهو والباطل والغناء وسماع الفحش والبدع ومنطق السوء فإنه إذا علق بسمعه عسر عليه مفارقته في الكبر وعز على وليه استنقاذه منه فتغيير العوائد من أصعب الأمور يحتاج صاحبه إلى استجداد طبيعة ثانية والخروج عن حكم الطبيعة عسر جدا“.[تحفة المودود(400)].
(23) إياك وترك أولادك أما التلفاز فكم جمع من الفتن والشرور لا سيما فيما يسمى بالرسوم المتحركة.
(24) علم أبناءك الرجولة وجنبهم مخالطة الإناث حتى لا ينشؤوا على الميوعة والأنوثة.
(25) علم بناتك الأنوثة والأمومة وجنبهم مخالطة الذكور حتى لا تخرج لك مسترجلة.
(26) جنب أولادك مشابهة الكفار في ملبسهم وأعيادهم وأخلاقهم فالنبي ﷺ يقول “فمن تشبه بقوم فهو منهم“[أبوداود(4033)].
واحذر … فالمحاكاة الظاهرة تورث المحبة الباطنة والنبي ﷺ يقول:”المرء مع من أحب “.[متفق عليه]
(27) كن لهم مراقباً ولا تترك الحبل على الغارب فإن الطفل إذا شعر بالثقة العمياء قادته الأهواء واستغبى العقلاء.
(28) لا تغلّب سوء الظن فتتهمهم بما لم يفعلوا وتحاسبهم بما لم يقترفوا.
(29) لا تختر لهم الصديق ! ولكن علمهم كيف يختارون الصديق من خلال دينه وعقله ووفائه.
قال إبراهيم الحربي:”جنبوا أولادكم قرناء السوء قبل أن تصبغوهم في البلاء كما يصبغ الثوب“.
(30) جالس بهم الرجال والأدباء والعقلاء والعلماء وأهلهم للجلوس في مجالسهم فإن العقول تتلاقح,
ولما دفع عبد الملك ولده إلى الشعبي يؤدبهم قال:”علمهم الشعر يمجدوا وينجدوا وحسن شعورهم تشتد رقابهم وجالس بهم علية الرجال يناقضونهم الكلام” العيال(323)
(31) كن لهم قدوة ولا تسوغ لهم الهفوة بوقوعك في الزلة فإن العيون إليك ناظرة والأفعال عليك معقودة.
(32) رتب لهم وقتهم ونظم لهم يومهم ولا تجعل أمرهم فرطاً فينشؤوا على هذا فيعتادوا على الإهمال والضياع إذا كبروا.
(33) كن لهم صديقاً عندما يحتاجون للصداقة وكن لهم أباً عندما يحتاجون للأبوة وكن له كالطبيب لا يعجل بالدواء حتى يعلم موضع الداء.
(34) اختلِ بهم ساعة ليخرجوا ما في صدورهم من هموم وضيق حتى لا تخرج عند من لا يحسن التوجيه.
(35) خذهم في نزهة أسبوعية تتألفهم وتتقرب إليهم وتعلمهم فيها العوائد الطيبة والآداب الشرعية.
(36) علمهم ما يحتاجون من سنن وأذكار يومية حتى يكونوا برهم مرتبطين وبسنة نبيهم متمسكين.
(37) علمهم قبول النصيحة والتراجع عن الخطأ فكم في قبول النصيحة من الخير وكم في التراجع من فضيلة.
(38) امسح على رأس طفلك وقبله وضمه إلى صدرك وحصنه بالأذكار الشرعية فكم لذلك من أثر عليه وحفظ له, وقد جاء الحسين رضي الله عنه إلى النبي ﷺ فقبله وقال له :” اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من حبه“.[البخاري(2122)].
(39) كن رفيقاً معهم رحيماً بهم فالرفق ما دخل في شيء إلا زانه, قال أنس رضي الله عنه:ما رأيت أحداً أرحم بالعيال من رسول الله ﷺ.[مسلم(2361)] وقد قال رسول الله ﷺ:” ليس منا من لم يرحم صغيرنا“.[البخاري في الأدب المفرد(356)]
(40) لا دلال ولا غلظة وإنما كن معهم بين الحب والهيبة, ولا يمنعك حبه من إيصال الخير له وتأديبه وكن كما كان شريح مع ابنه .
فلقد كان لشريح القاضي ابن يدع الكتّاب ويذهب يلعب مع الصبيان والكلاب يهارش بها فدعا شريح بدواة وصحيفة فكتب إلى مؤدبه:
فإذا أتاك فعظنّه بملامة … وعظْه موعظة الأديب الأكيس
وإذا هممت بضربه فبدرة … وإذا ضربت بها ثلاثاً فاحبس
واعلم بأنك ما أتيت فنفسه … مع ما يجرعني أعز الأنفس.[العيال (279)].
(41) إذا ضربت فاضرب لسبب ضرباً يناسب السبب وقتاً ومكاناً, وإياك وضرب الوجه أو ضرب الانتقام أو الضرب المؤذي واضرب ضرب مؤدب محب مشفق.
قال رسول الله ﷺ :” إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، ولا تقل: قبح الله وجهك“.
(42) تابع أبناءك في المدارس والدراسة من حيث المستوى التعليمي والأخلاقي فإن المقصر يزداد بالمتابعة والمحسن يثبت على إحسانه إذا رأى من يتابعه, ولا تتشاغل عنه فإنه من أهم الواجبات عليك.
(43) حث أبناءك على الجد والنشاط وجنبهم الراحلة والكسل والبطالة فما أبعد الخير على أهل الكسل .
(44) وقت الفراغ يضيع الشباب فلا تجعل وقته فارغاً بل املأ وقته فيما فيه خير لدينه ودنياه حتى لا ينشغل فيما لا تحمد عقباه.
(45) جنب أولادك بذاءة اللسان وعودهم على أحسن الألفاظ وجميل العبارات.
(46) صاحب أولادك وانزل إلى مستواهم لترفعهم إلى مستويات العقلاء.
(47) لا تمنع الطفل من اللعب المباح فإنها غريزة فيه, ولا تهمل التوجيه بحجة أنه طفل لعوب لا يعقل التوجيه.
عن الحسن أنه دخل منزله وصبيان يلعبون فوق البيت فنهاهم رجل معه , فقال الحسن:” دعهم فإن اللعب ربيعهم“.
(48) تعاون أنت وزوجك على تربيتهم فوحدا طريق التربية ووضحا الهدف وتشاورا في اتخاذ القرار.
(49) إياك أن تختلف أنت وزوجك أمام الأولاد فتقل الهيبة ويضعف التوجيه فيضيع الأولاد بينكما فتسقطا من أعينهم.
أسأل الله بمنه وفضله أن يحفظ أولاد المسلمين
أحمد بن مبارك المزروعي حفظه الله
12/ربيع الثاني/1435هـ
الموافق لـ12/فبراير/2015
المصدر ..شبكة الورقات السلفية
بارك الله فيك
ﺑﺂﺭَﻛـَ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻜـِ ﻉَ ﺁﻟﻤَﻮﺿﻮﻉْ
ﺁﺳْﺂﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺁﻥْ ﻳﻌَﻄﺮْ ﺁﻳﺂﻣﻜـِ ﺑﺂﻟﺮﻳﺂﺣﻴﻦْ
ﺩﻣْﺖ ﺑـِ ﻃﺂﻋَﺔ ﺍﻟﻠﻪ {..