لا تحتج بالقدر
يجب على كل مسلم الاعتقاد بأن الخير والشر بتقدير الله وعلمه وإرادته، ولكن فعل الخير والشر من العبد باختياره، ومراعاة الأمر والنهي واجبة على العبد، فلا يجوز له أن يعصي الله ويقول " هكذا قدر الله ذلك " ! الله أرسل الرسل وأنزل عليهم الكتب ليبينوا طريق السعادة والشقاء، وتكرم على الإنسان بالعقل والتفكير، وعرّفه الضلال والرشاد، قال الله تعالى: { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } ([1])
" سورة الإنسان " آية 3.
فإذا ترك الإنسان الصلاة أو شَربَ الخمر استحق العقوبة لمخالفة أمر الله ونهيه، وعندها يحتَاج إلى التوبة والندم، ولا يحتج بالقدر. وإنما يحتج بالقدر عند نزول المصيبة، فيعلم أنها من عند الله فيرضى. قال الله تعالى: { " مَآ أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَآ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } ([2]) (نبرأها: نخلقها) " سورة الحديد " آية 22.
([1]) سورة الإنسان آية : 3.
([2]) سورة الحديد آية : 22.