الــــبَرُّ: (البَرُّ ، الوهّاب، الكريم)(1)
قال رحمه الله تعالى: "من أسمائه تعالى: البَرُّ الوهّاب الكريم الذي شمل الكائنات بأسرها ببرّه، وهباته، وكرمه، فهو مولى الجميل، ودائم الإحسان، وواسع المواهب، وصفه البرّ وآثار هذا الوصف جميع النّعم الظّاهرة، والباطنة، فلا يستغني مخلوق عن إحسانه وبرّه طرفة عين، وتدل ّهذه الأسماء على سعة رحمته، ومواهبه التي عمّ بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته.
وإحسانه عام وخاص:
فالعام المذكور في قوله: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً}(2) و{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء}(3) {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}(4).
وهذا يشترك فيه البرّ ، والفاجر، وأهل السّماء، وأهل الأرض، والمكلّفون، وغيرهم.
والخاص: رحمته ونعمه على المتّقين حيث قال: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} الآية(5).
وقال: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}(6).
وفي دعاء سليمان: {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}(7).
وهذه الرّحمة الخاصّة الّتي يطلبها الأنبياء وأتباعهم، تقتضي التّوفيق للإيمان والعلم والعمل وصلاح الأحوال كلّها، والسّعادة الأبدية، والفلاح، والنّجاح، وهي المقصود الأعظم لخواص الخلق(8)
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(1) ودليل هذا الاسم قال الله تعالى: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}(الطور: 28).
وقال تعالى: {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} (النمل: 40).
وقال تعالى: { وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (آل عمران: 8).
(2) غافر (7).
(3) الأعراف (156).
(4) النحل (53).
(5) الأعراف (156).
(6) الأعراف (56).
(7) النمل (19).
(8)الحق الواضح المبين (ص82 و 83) والتفسير (5/621).
الصفحات: 171 إلى بداية صفحة 174 .
جزاك الله خيرا
دمت منارة للعلم
أسأل الله أن يجعلني و اياكم و جميع زوارنا الكرام هداة مهتدين، يسمعون القول و بالحق يعملون.
في انتظار المزيد ان شاء الله
وفقكم الله للخير