سألني سائل , عن شخص حاول الانتحار ولكن لم يموت و بعد ذا لك تاب و لكن هو الان يسال هل عليه كفارة او هل عليه شيئ يفعله , علما بأن السائل الح علي السؤال اكثر من مرة .
**
تفتي اللجنة الدائمة بأنَّ عليه التوبة، والصبر على ما أصابه مستقبلاً فلا يقدم على هذا الفعل الشنيع .
الانتحار
فتوى رقم (10914):
س: منذ أكثر من عام وأنا في صراع نفسي وفكري رهيب كانت بلورة نهايته أنني قررت الانتحار وللأسباب التي سأذكرها فيما بعد وأنني أملك من القوة والقدرة والشجاعة ما يجعلني أن أقبل على الانتحار ولكني أخشى أن يكون في ذلك ما يغضب الله سبحانه وتعالى فأسيء خاتمتي بيدي.
أما عن الأسباب فهي تجمع أسباب الدنيا مع أسباب الآخرة فمنذ صغري وأنا دائما إنسان منحوس بلغة أهل الدنيا، ولما انتهيت من الدراسة المتوسطة لم تساعدني الظروف المادية الأسرية من تكملة دراستي الجامعية دون أشقائي وشقيقاتي وجميع أصدقائي بدون استثناء حملت حقائبي منذ 6 سنوات وهجرت مصر بلدي عسى أن يعوضني الله خيرا، ولكن مما يدعوك للعجب 6 سنوات في عمل شاق تنقلت خلالها من بلد لآخر لم أدخر ما يجعلني حتى أكمل نصف ديني وهو الزواج فدائما كنت أتحلى بالصبر فإن الله مع الصابرين لكني بدأت أنهار نفسيا وبدأ صبري ينفذ ولم أعد أحتمل إنسان بين أربع حوائط تنتقل معي أينما أذهب وحرب نفسية كل يوم تكون مكانها داخل عقلي وجسدي، وإنني مسكت نفسي عن فعل الخطيئة وعن طريق الشيطان ولكني لم أعد أنا، فأخشى ما أخشاه أن يلعب الشيطان بي فتمتد يدي للمال الحرام، أو أقدم لعمل حرام مثل الزنا والعياذ بالله، وكنت دائما أتمنى أن أموت إنسانا شريفا نظيفا؛ لذا قررت الانتحار وفضلت الموت على أن أعيش وتأتي لحظة أفعل فيها ما يغضب الله – فهل هذا العمل حلال أم يجوز أم حرام والله يعلم أن هذا من أجله سبحانه وتعالى وجزاكم الله خيرا ورعاكم الله
وسدد خطاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته… وأرجو الله أن يكون رد فضيلتكم بعيدا عن العاطفة وأن يكون تبعا لما جاء به الله سبحانه وتعالى ولما جاء في سنة حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم؟
—
ج: لا يجوز لك الإقدام على جريمة الانتحار؛ لأن قتل النفس محرم وكبيرة من كبار الذنوب، قال تعالى: { وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } (1) ، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام » (2) وقال صلى الله عليه وسلم: « من قتل نفسه في شيء عذب به يوم القيامة » (3) متفق عليه.
وما وقع في نفسك من تفضيل أن يأتيك الموت وأنت لم تفعل ما يغضب الله على بقائك في الحياة بأن ذلك من وسوسة الشيطان، فيجب عليك الحذر منه وأن تستعيذ بالله جل وعلا من الشيطان، وأن تكثر من دعائه والابتهال إليه أن يعافيك من وساوسه، واحرص على فعل الطاعات وما يقربك من الله، واجتنب محارم الله وقرناء السوء، واصبر على ما أصابك عسى الله أن يهديك إلى طريق الحق، وأن يجنبك طريق الضلال وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
_________
(1) سورة النساء ، الآية 29
(2) أحمد (3 / 426 ، 49، والبخاري [فتح الباري] برقم (67 ، 105 ، 1741 ، 4406 ، 4662 ، 5550 ، 7078 ، 7447)، ومسلم برقم (1679)، والترمذي برقم (2160)، وابن ماجه برقم (3091).
(3) أحمد (4 / 33)، والبخاري [فتح الباري] برقم (6652)، ومسلم برقم (140)، أبو داود برقم (3257)، والترمذي برقم (263، والنسائي في [المجتبى] (7 / 5 ، 6).
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //