س : ما الذي يدور عليه الولاء والبراء ؟
ج:أقول : الولاء مداره على الحب ، والبراء مداره على البغض .
فأما الحب فلابد أن يتوفر في الولاء ، بل هو عموده الأساسي الذي ينبني عليه بعد ذلك لوازم هذا الولاء وتوابع هذا الحب ، وهذا الحب مكانه ومقره القلب الذي هو مكان العاطفة ، إلا أنه لابد أن تظهر آثاره على الجوارح ، وإلا لكان كذبًا وزورًا وادعاءً ؛ وذلك لأن المتقرر عند الجميع أن كل إناءٍ بما فيه ينضح وأن الجوارح لابد أن تتأثر بما يكون في القلب ، فالذي يدعي الولاء والمحبة للمؤمنين فلابد أن يأتي بمصداق هذه الدعوى حتى لا تكون دعوى مجردة عن البرهان ، وبرهانها الذي يصدقها هو ما يظهر على الجوارح من الأعمال ، ونعني بها مقتضيات الولاء ، فليس الولاء كلمة تقال أو عاطفة باطنية فقط ، بل يختلف صدق الدعوى باختلاف ظهور الآثار ، فمن كانت الآثار فيه أكثر فهو الأصدق ، وتقوى هذه الآثار كلما قويت المحبة التي في القلب التي هي مدار الولاء ، وبناءً عليه فمن يدعي الولاء للمؤمنين وهو يبغضهم فهو كاذب في دعواه ، ومن يدعي الولاء لهم وهو يخادعهم ويغشهم فهو كاذب في دعواه ، ومن يدعي الولاء لهم وهو يخذلهم ويسلمهم ويعين عليهم عدوهم فهو كاذب في دعواه، ومن يدعي ولاءهم وهو لا يهتم بأمورهم فلا يحزن لحزنهم ولا يفرح لفرحهم فهو كاذب ، ومن يدعي الولاء لهم وهو يؤذي أولياء الله تعالى من العلماء والعباد والدعاة والصالحين بالسجن والتعهدات والمنع من نشر علمهم ومن الدعوة إلى الله تعالى فهو كاذب في دعواه ، ومن يدعي الولاء للمؤمنين وهو يحكم فيهم قوانين الشرق والغرب فهو كاذب في دعواه ، ومن يدعي الولاء لهم وهو عبد ذليل لفراعين الغرب والكفرة يستجيب لكل ما يأمرون به أو ينهون عنه في عباد الله تعالى ولا هَمَّ له إلا إرضاء هؤلاء الطواغيت ، فإذا قالوا : اقتل فلانًا قتله ، وإذا قالوا : اسجن فلانًا سجنه ، وإذا قالوا : امنع فلانًا منعه ، وإذا قالوا : ارفض هذا التشريع رفضه، وهو مع ذلك يدعي أنه ولي للمؤمنين فهو كاذب في هذه الدعوى فاجر فيها .
فالولاء مداره على المحبة والمحبة عمل القلب ، ولها آثار كثيرة فلابد للعبد من الصدق في عمل الباطن حتى يتصحح له عمل الظاهر ، فأسال الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يصلح بواطننا وظواهرنا إنه خير مسئول ، فهذا بالنسبة لما يدور عليه الولاء وهو المحبة .
وأما البغض الذي هو مدار البراء ، فكذلك نقول فيه أن محله ومقره القلب ، إلا أنه لابد أن يكون له أثر ظاهر على سلوك العبد وتصرفاته ، ويظهر هذا البغض في معاملاته مع أعداء الله ظهورًا واضحًا جليًّا ؛ لأن هذه المعاملات هي التي يظهر فيها حقيقة الموالاة والمعاداة ، فاحذر من مخالفة القول للعمل ، واحذر من تناقض الظاهر مع الباطن ، فلابد من المفاصلة والمصارمة والتباعد باطنًا وظاهرًا ، وعلى هذا مدار الشريعة ، فإن الشريعة إنما نزلت لتفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، فالذي يريد تمييع هذه الفروق وإزالتها أو يهوِّن في تطبيقها فهو منافق زنديق مصادم للمقصود الشرعي الأعظم ، وبناءً عليه فمن يدعي البراء من الكفرة وهو قد ارتمى في أحضانهم يربونه كيف شاءوا فهو كاذب في دعواه هذه ، ومن يدعي البراء منهم وهو معظم لحضارتهم ومقدم لهديهم على هدي الكتاب والسنة فهو كاذب في دعواه ، ومن يدعي البراء منهم وهو يحكم قوانينهم فهو كاذب في دعواه ، ومن يدعي البراء منهم متشبه لهم في ملبسهم وطريقة أكلهم وعاداتهم وتقاليدهم المخالفة للشريعة فهو كاذب في دعواه ، ومن يدعي البراء منهم وهو يريد من أمة الإسلام أن تتمثل بهم في أمورهم الخاصة والعامة فهو كاذب في دعواه ، وغير ذلك .
ونفهم من هذا أن البراء ليس كلمة تقال ولا هو عاطفة باطنية فقط ، بل لابد أن يصدق الظاهرُ الباطنَ ، فمن ظهرت على جوارحه آثار البراء فهو صادق في دعواه ، ومن خالف فعلهُ قولَه فالله له بالمرصاد، فإن السر عنده علانية ولا يخفى عليه خافية في الأرض ولا السماء فيالعالية .
والخلاصة :أن مدار الولاء على المحبة ، ومدار البراء على البغض ، وأرجو منك أن تعيد قراءة هذا الجواب وتتفكر فيه ، فإنه ثلاثة أرباع هذا الباب ، والله الموفق والهادي إلى الصواب ، والله أعلى وأعلم .
ج:أقول : الولاء مداره على الحب ، والبراء مداره على البغض .
فأما الحب فلابد أن يتوفر في الولاء ، بل هو عموده الأساسي الذي ينبني عليه بعد ذلك لوازم هذا الولاء وتوابع هذا الحب ، وهذا الحب مكانه ومقره القلب الذي هو مكان العاطفة ، إلا أنه لابد أن تظهر آثاره على الجوارح ، وإلا لكان كذبًا وزورًا وادعاءً ؛ وذلك لأن المتقرر عند الجميع أن كل إناءٍ بما فيه ينضح وأن الجوارح لابد أن تتأثر بما يكون في القلب ، فالذي يدعي الولاء والمحبة للمؤمنين فلابد أن يأتي بمصداق هذه الدعوى حتى لا تكون دعوى مجردة عن البرهان ، وبرهانها الذي يصدقها هو ما يظهر على الجوارح من الأعمال ، ونعني بها مقتضيات الولاء ، فليس الولاء كلمة تقال أو عاطفة باطنية فقط ، بل يختلف صدق الدعوى باختلاف ظهور الآثار ، فمن كانت الآثار فيه أكثر فهو الأصدق ، وتقوى هذه الآثار كلما قويت المحبة التي في القلب التي هي مدار الولاء ، وبناءً عليه فمن يدعي الولاء للمؤمنين وهو يبغضهم فهو كاذب في دعواه ، ومن يدعي الولاء لهم وهو يخادعهم ويغشهم فهو كاذب في دعواه ، ومن يدعي الولاء لهم وهو يخذلهم ويسلمهم ويعين عليهم عدوهم فهو كاذب في دعواه، ومن يدعي ولاءهم وهو لا يهتم بأمورهم فلا يحزن لحزنهم ولا يفرح لفرحهم فهو كاذب ، ومن يدعي الولاء لهم وهو يؤذي أولياء الله تعالى من العلماء والعباد والدعاة والصالحين بالسجن والتعهدات والمنع من نشر علمهم ومن الدعوة إلى الله تعالى فهو كاذب في دعواه ، ومن يدعي الولاء للمؤمنين وهو يحكم فيهم قوانين الشرق والغرب فهو كاذب في دعواه ، ومن يدعي الولاء لهم وهو عبد ذليل لفراعين الغرب والكفرة يستجيب لكل ما يأمرون به أو ينهون عنه في عباد الله تعالى ولا هَمَّ له إلا إرضاء هؤلاء الطواغيت ، فإذا قالوا : اقتل فلانًا قتله ، وإذا قالوا : اسجن فلانًا سجنه ، وإذا قالوا : امنع فلانًا منعه ، وإذا قالوا : ارفض هذا التشريع رفضه، وهو مع ذلك يدعي أنه ولي للمؤمنين فهو كاذب في هذه الدعوى فاجر فيها .
فالولاء مداره على المحبة والمحبة عمل القلب ، ولها آثار كثيرة فلابد للعبد من الصدق في عمل الباطن حتى يتصحح له عمل الظاهر ، فأسال الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يصلح بواطننا وظواهرنا إنه خير مسئول ، فهذا بالنسبة لما يدور عليه الولاء وهو المحبة .
وأما البغض الذي هو مدار البراء ، فكذلك نقول فيه أن محله ومقره القلب ، إلا أنه لابد أن يكون له أثر ظاهر على سلوك العبد وتصرفاته ، ويظهر هذا البغض في معاملاته مع أعداء الله ظهورًا واضحًا جليًّا ؛ لأن هذه المعاملات هي التي يظهر فيها حقيقة الموالاة والمعاداة ، فاحذر من مخالفة القول للعمل ، واحذر من تناقض الظاهر مع الباطن ، فلابد من المفاصلة والمصارمة والتباعد باطنًا وظاهرًا ، وعلى هذا مدار الشريعة ، فإن الشريعة إنما نزلت لتفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، فالذي يريد تمييع هذه الفروق وإزالتها أو يهوِّن في تطبيقها فهو منافق زنديق مصادم للمقصود الشرعي الأعظم ، وبناءً عليه فمن يدعي البراء من الكفرة وهو قد ارتمى في أحضانهم يربونه كيف شاءوا فهو كاذب في دعواه هذه ، ومن يدعي البراء منهم وهو معظم لحضارتهم ومقدم لهديهم على هدي الكتاب والسنة فهو كاذب في دعواه ، ومن يدعي البراء منهم وهو يحكم قوانينهم فهو كاذب في دعواه ، ومن يدعي البراء منهم متشبه لهم في ملبسهم وطريقة أكلهم وعاداتهم وتقاليدهم المخالفة للشريعة فهو كاذب في دعواه ، ومن يدعي البراء منهم وهو يريد من أمة الإسلام أن تتمثل بهم في أمورهم الخاصة والعامة فهو كاذب في دعواه ، وغير ذلك .
ونفهم من هذا أن البراء ليس كلمة تقال ولا هو عاطفة باطنية فقط ، بل لابد أن يصدق الظاهرُ الباطنَ ، فمن ظهرت على جوارحه آثار البراء فهو صادق في دعواه ، ومن خالف فعلهُ قولَه فالله له بالمرصاد، فإن السر عنده علانية ولا يخفى عليه خافية في الأرض ولا السماء فيالعالية .
والخلاصة :أن مدار الولاء على المحبة ، ومدار البراء على البغض ، وأرجو منك أن تعيد قراءة هذا الجواب وتتفكر فيه ، فإنه ثلاثة أرباع هذا الباب ، والله الموفق والهادي إلى الصواب ، والله أعلى وأعلم .
بارك الله فيك اخى
فإن الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروط الإيمان
فإن الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروط الإيمان
بارك الله فيك اخى
فإن الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروط الإيمان
شكرا اخي على المرور وجعلنا انا وانت في زمرت المجاهدين امين