بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
﴿وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا﴾
تعجز كلماتي وأسطري عن وصف ما رأيته في دار العجزة، فلا الكلمات ولا الأسطر تعبر عما في داخلي من ألم مما رأيته ،وحسرة و آهااااات لم أكن أتوقع أو أتخيل مجرد تخيل معنى الحقيقي ل( دار المسنين)..نراها كلمه عابرة وكلمة يسمعها الجميع، ولكن ما خلف هذه الكلمة شئ أكبر وأعظم، هذه الكلمة التي تحمل كل أنواع الدموع والأسى والآهات. ولكن لا أحد يبالي أو يصغي أو يهتم… فلا حياة لمن تنادي ……
تعجبت لمن يتخلى أو -بالمعنى الأصح- يرمي أمه من أجل إرضاء زوجته ..أو أي سبب من الأسباب الدنياوية الفانية..أي جنة سيدخل.. أو أي أرض سيسكن.. أو أي قبر يضمه.. أو أي سماء تضله.. قد رأيت أما تنادي وتعاود النداء وليس من مجيب.. تذرف الدم والدموع الحارة ،لأنه لم يستجب لندائها أحد.. لا ترى ولا تسمع.. وربما لو جاء أحد أولادها لأبصرت النور من وجهه.. ولكن الكل مشغول بدنياه وبأولاده وأعماله ومشاريعه.. ولا يعلمون أن الدنيا دواره يوم لك ويوم عليك..وكما تدين تدان.
مسنون فتحوا أعينهم ليروا فلذات أكبادهم، بعد أن ربوهم وكبروهم ليكون جزاؤهم الرمي في هذه الدار، التي تعتبر جدارها للمسن من النار؛ هذا كان جزاؤهم وهذه نتيجة إحسانهم لهم، لم يجدوا هؤلاء الأولاد جزاء وجائزة أفضل من الرمي في هذا المكان الذي لن يخرجوا منه ألا محملين على الأعناق ….
لماذا يحرمونهم من حقوقهم؟ لماذا سلبوهم فرحتهم وحريتهم ؟؟لماذا سلبوهم ابتسامتهم؟؟
أهكذاااااا..أعامل أمي وأبي اللذين بسببهما جئت إلى هذه الدنيا… أهذا هو الحل في نظرك أخي المسلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ليس هذا الحل مهما كانت الظروف والأوقات.. لا تتخلى على من تمسك بك ..ولا تتبع من يفرق بينك وبين امك وابيك حتى لو كانت زوجتك او بنيك.. فلا تكن مجرما مع والديك ولا تقسو عليهما.. ولا تجحد عليهما..و لا تكن عاقا ومنكرا للجميل.. أخي المسلم تذكر أن عقاب الله لا يتأخر كثيرا في هذه الأحوال.. فكما تدين تدان .. والعقاب في الدنيا قبل الأخرة ان شاء
الله..فسوف يأتي اليوم ويفعل بك أولادك كما فعلت مع أمك وأبيك
كما تدين تدان عاجلا أم آجلا سوف تنام في المكان الذي رميت فيه أمك أو أبيك
وتتحطم من شدة الندم حيث لا ينفع الندم …….