التوبة الصادقة تمحو الخطايا والسيئات مهما عظمت ، حتى الكفر والشرك ، فإن الله تبارك وتعالى لا يتعاظمه ذنب أن يغفره
قال سبحانه: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين } ( الأنفال 38)
ويهدي القرآن أصحابه كيف يتوبون وكيف يستغفرون {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين} (آل عمران : 135-136).
وقد دعا الله عباده للتوبة ، وفتح لهم أبواب المغفرةفقال سبحانه :{أفلا يتوبون إلى اللهويستغفرونه والله غفور رحيم } (المائدة 74) ، وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل 🙁 يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً ، فاستغفروني أغفر لكم ) رواه مسلم ، وفي حديث آخر :(يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواه الترمذي .
رغم أنف رجل
ورمضان من أعظم مواسم التوبة والمغفرة وتكفير السيئات ، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) والانسان يجد في رمضان من العون ما لا يجده في غيره ، ففرص الطاعة متوفرة ، والقلوب مقبلة على الله، وأبواب الجنة مفتحة، وأبواب النار مغلقة ، ودواعي الشر مضيقة ، والشياطين مصفدة ، وكل ذلك مما يعين على التوبة والرجوع إلى الله .
وصح عنه -صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم .
وإذا كان نبينا – صلى الله عليه وسلم – الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقول 🙁 يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة ) رواه مسلم
وللتوبة شروط ستة لابد من توفرها لكي تكون صحيحة مقبولة :
ثانيها : أن تكون في زمن الإمكان ، أي قبل أن تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها لم تنفع معها التوبة ، قال تعالى :{ يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً } ( الأنعام 158) ، وقبل أن تبلغ الروح الحلقوم ، فإن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر ، كما أخبر بذلك الرسول – صلى الله عليه وسلم .
رابعها : الندم على ما كان منه ، والندم ركن التوبة الأعظم ، فقد صح عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ( الندم توبة ) أخرجه ابن ماجه .
خامسها : العزم على عدم العودة إلى الذنب في المستقبل .
سادسها : رد الحقوق إلى أصحابها والتحلل منهم ، إن كان الذنب مما يتعلق بحقوق المخلوقين.
ومن دواعي التوبة في شهر رمضان كثرة تلاوة القرآن، فقارئ القرآن بتدبر وتمعن لابد أن ينتهي إلى التوبة، ولابد أن يعود إلى ربه ويستغفره من ذنوبه لعدة دواع منها أنه يقرأ ما أعده الله من ثواب لعباده الصالحين و ما توعد به للعصاة من عباده، كما يقرأ أخبار وقصص التائبين وفي مقدمتهم آدم عليه السلام و يستشعر كيف تقرب التوبة الصادقة من الله و كيف تفتح الباب الى محبته عز وجل. اذا فاليكن من أهدافنا في رمضان هذا مع حرصنا على قراءة القران أن نتأمل الأيات ونعتبر ونجعلها سبيلنا للعودة الى طريق الله، ولنعن غيرنا على التوبة في رمضان حتى يعم الخير و يعظم الأجر
" اللهم إن يكن الندم توبةً إليك فأنا أندم النادمين وإن يكن الترك لمعصيتك إنابةً فأنا أول المنيبين وإن يكن الاستغفار حطةً للذنوب فإني لك من المستغفرين " اللهم آمين