رساله الى من يفتي الناس بغير علم:
أصبح من المعتاد أن نرى في الفضائيات و البرامج الدينية التي يكثر فيها فقرة الفتاوى إما عن طريق الهاتف أو الإيميل، ونجد الداعية الذي يستضيفه المذيع
يبدأ في الإجابة على كل الأسئلة، وقد يستحي: أن يقول لا أعلم!
فيما أشكل عليه ولم يعلم أحلال هو أم حرام، ونحن ننبه هؤلاء الدعاة الفضلاء أنهم بهذا يوقعون عن الله تعالى فهو الآن يبين للناس حكم الله تعالى في المسألة
فليكن شديد الحذر والحرص فلقد كانت المسألة تمر على العدد الكبير من الصحابة فيدله على غيره تورعا منه وخشية أن يخطيء في الحكم وها هو رجل سافر شهرا للإمام مالك وهو من الآئمة الأربعة أصحاب المذاهب المشهورة، لكي يستفتيه في مسألة فقال له الإمام: الله أعلم!
فقال له الرجل: أتيتك من مسيرة شهر لتقول لي الله اعلم؟ فبماذا أخبر قومي إذا رجعت إليهم؟ قال: قل لهم مالك لا يدري!
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول
جرى بعض التعديل، و الكلام يوجه أيضا الى كل مجترئ على الفتي بغير علم سواء في الفضائيات أو في المنتديات أو حتى في المقاهي و المنتزهات، فالمرء مسؤول عما يقول، و لئن يضل هو لنفسه بمعتقده أو بفقهه السقيم، خير له أن يُضل أقوام يكون عليه وزرهم ووزر من اتباعهم الى يوم الدين.
نسأل الله العفو والعافية، و المغفرة و المسامحة والهداية و التوفيق الى الخير و السلامة من الشر.