رائحة الفم الكريهة.. أسباب وحلول
المصدر: برلين ــ دوسلدورف ــ د.ب.أ التاريخ: 13 يناير 2024
تنظيف الأسنان بشكل يومي يحمي من رائحة الفم الكريهة. د.ب.أ
تمثل رائحة الفم الكريهة مشكلة مؤرقة للأشخاص الذين يعانونها، إذ تُعرضهم للعديد من المواقف المحرجة في إطار حياتهم اليومية، وتُعيق مسار حياتهم الاجتماعية بشكل كبير. وغالباً ما تكون هذه الرائحة أمراً طبيعياً، وقلما تكون مرضية، وببعض الوسائل البسيطة يمكن التخلص من رائحة الفم الكريهة بسهولة.
وأفادت طبيبة الأسنان بالعاصمة الألمانية برلين، أفيفا غرينفيلد، بأن انبعاث رائحة كريهة من الفم في الصباح يعد أمراً طبيعياً تماماً يرجع إلى قلة معدل إفراز اللعاب بالفم أثناء النوم، ما يجعل الفم أكثر جفافاً، ومن ثمّ تنبعث منه هذه الرائحة.
مضغ العلكة والنعناع
أكدت الطبيبة الألمانية، أفيفا غرينفيلد، أن مضغ العلكة أو بونبون النعناع للحدّ من رائحة الفم الكريهة يمثل حلاً مؤقتاً فحسب، موضحةً «صحيح أن مضغ العلكة يعمل على تحفيز إفراز اللعاب بالفم، ما يتمتع بأهمية كبيرة في التغلب على جفاف الفم المسبب للرائحة الكريهة، إلا أنه لا يقضي على البكتيريا بشكل تام». وأضافت أن «مضغ العلكة بصورة مستمرة يتسبب في زيادة مشكلة رائحة الفم الكريهة سوءاً، لأنه يُزيد من محتوى الإس الهيدروجيني بالفم بدرجة كبيرة تعمل على تحفيز تكوّن المركبات الكبريتية المسببة للرائحة الكريهة».
أما رائحة الفم الكريهة المرضية فتعدو كونها مجرد انبعاث رائحة كريهة من الفم.
من جهته، قال عضو الجمعية الألمانية لعلاج الأسنان والفم والفك بمدينة دوسلدورف، سباستيان ميشائليس، إنه «يُمكن التفرقة بين الإصابة المرضية برائحة الفم الكريهة ومجرد انبعاث رائحة كريهة من الفم، من خلال الأسباب المؤدية لكل منهما، إذ لا ترتبط الإصابة المرضية برائحة الفم الكريهة، التي تستمر لفترات طويلة، بتناول نوعيات معينة من الطعام كالبصل أو الثوم مثلاً».
بينما أوضح عضو الجمعية الألمانية لعلم أمراض اللثة بمدينة ريغينسبورغ، الطبيب الألماني كاي فورش، أن «سبب الإصابة بـ90% من الحالات المرضية لرائحة الفم الكريهة يرجع إلى منطقة الفم، لاسيما نتيجة لتجمع البكتيريا ــ التي لا تحتاج إلى الأوكسجين كي تعيش ــ على السطح العلوي الخشن للسان بما يحتويه من أعداد كبيرة من التجاويف».
وأضاف فورش: «تقوم هذه البكتيريا خلال عملية التمثيل الغذائي الخاصة بها بإفراز بعض مركبات الكبريت المتطايرة، التي تُسبب تلك الرائحة الكريهة بالفم، مع العلم بأن هذه البكتيريا تجد بيئة خصبة لها أيضاً في الفراغات الموجودة بين الأسنان وتحت التيجان المُركبة بشكل غير سليم».
وأشار إلى أن أعداداً قليلة للغاية من حالات الإصابة برائحة الفم المرضية الكريهة تُعزى إلى الإصابة بأمراض في منطقة الأنف والأذن والحنجرة كالإصابة مثلاً بالتهاب اللوزتين أو التهاب الجيوب الأنفية، أو إلى الإصابة بأمراض الأيض كالسكري مثلاً، أو إلى حدوث تسريب لبعض الإفرازات من المعدة نتيجة عدم إغلاق العضلة العاصرة بشكل محكم.
وللتغلب على هذه المشكلات ينصح الطبيب الألماني ميشائليس بضرورة استخدام مُنظف اللسان المخصص لهذا الغرض، إذ يُمكن بذلك إزالة الطبقات البيضاء أو الصفراء أو البنية التي تُغطي اللسان والناتجة عن الإصابة بالبكتيريا، ومن ثمّ يمكن استعادة اللون الوردي أو المائل للاحمرار للسان من جديد، مشدداً على ضرورة القيام بذلك بشكل يومي. وتابع: «من المهم توخي الحذر عند تنظيف اللسان كي لا يتم جرحه،وإلا فقد تصل البكتيريا إلى الدم»، محذراً من تنظيف الأجزاء الصغيرة الحساسة الموجودة في الثلث الخلفي من اللسان والمعروفة باسم (حُليمات اللسان) أثناء عملية التنظيف. ولتنظيف اللسان بشكل سليم تنصح طبيبة الأسنان الألمانية غرينفيلد باتباع التقنية التالية: «يتم وضع جل الزنك المخصص للقضاء على رائحة الفم الكريهة على منظف اللسان، ثم يتم توزيعه ببطء على اللسان بدءًا من أعلى نقطة يمكن رؤيتها به وحتى مقدمته، على أن يتم بعد ذلك إزالة هذا الجل باستخدام الجانب الآخر من منظف اللسان».
ونظراً لأن فرشاة الأسنان عادةً ما تثير الشعور بالاختناق، إذا ما تم استخدامها على اللسان، لذا تنصح غرينفيلد بالاقتصار على استخدام منظف اللسان المخصص لهذا الغرض، الذي يحتوي على شعيرات مسطحة. ويرى الطبيب الألماني ميشائليس، أن هناك نوعيات معينة من غسول الفم تُستخدم أيضاً للتغلب على انبعاث رائحة كريهة من الفم بشكل مرضي، إلا أنه شددّ في الوقت ذاته على ضرورة أن يتم الاقتصار على استخدامها لأسبوعين فقط على أقصى تقدير وبعد استشارة الطبيب. وأوضح أنه «يمكن أن تتسبب نوعيات غسول الفم المحتوية مثلاً على الكلورهيكسيدين في الإصابة بحساسية أو تدهور فلورا الفم أو حدوث تغيرات لونية مؤقتة بالأسنان عند استخدامها بشكل مستمر ووفقاً لمدى تركيز هذه المادة بها».
كل الشكر لكي
بارك الله فيكم ملاك و زهور بالتوفيق