خير الأعمال وأبرها عند الله الدعوة إليه سبحانه، وقول الداعية أحسن الأقوال في ميزان الله قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33] وهي طريقة الأنبياء وأتباعهم قال سبحانه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].
وكل عمل يقوم به المهتدي على يديك لك فيه نصيب يقول عليه الصلاة والسلام: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله». رواه مسلم. والدعوة إلى الله من الأسس التي قام عليها هذا الدين، وهي سبيل النجاة، وربنا ذكر أن الإنسان خاسر إلا إذا أدى حقوقاً أربعة هي: الإيمان بالله، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والصبر على ذلك. وقد ذكرها الله في سورة كاملة:{ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[العصر: 1-3]. فادع إلى الله بحكمة وأناة وموعظة حسنة, ولا تتردد في دعوة الآخرين، فإن رأيت تكاسلاً من أحد إلى الصلاة فإرشاده إلى أدائها دعوة، وتذكير العاق لوالديه بوبال العقوق إرشاد، وموعظة قاطع الرحم نصيحة.
* أحب الدعوة ولكني لست بليغاً فماذا أفعل؟
البلاغة والفصاحة والبيان ليست شرطاً في الدعوة إلى الله، فكليم الرحمن موسى ثقل لسانه عن البيان وسأل الله سبحانه بقوله: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} [طه: 27] وعدوه فرعون أبين منه في الكلام لذا أخبر الله عن فرعون أنه قال: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف: 52] أي لا يحسن الكلام والبيان. ومع عدم فصاحة موسى وبيانه إلا أن أمته أصبحت أكثر الأمم أتباعاً بعد أمة محمد (صلى الله عليه و سلم) فبلغ بما أوتيته من علم وفصاحة على قدر الجهد والطاقة ولا يكن حياؤك مانعاً لك عن تبليغ الخير لغيرك.
والدعوة إلى الله ليست مقتصرة على موعظة على منبر أو نصيحة في محفل، بل إن الدعوة إليه متنوعة، فالإنكار على الفرد على خلوة به دعوة، ودعم سبل الخير بالمال فضيلة، وتسهيل طرق الدعوة دعوة، وبهذا يصبح المجتمع على اختلاف فئاته دعاة إلى الله بالمال والقلم واللسان.
النصيحـة
الخلق مجبولون على النقص وظهور المعايب، وأصل الدين مبني على النصح للخلق وإخفاء النقائص، قال عليه الصلاة والسلام: «الدين النصيحة. قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم» رواه مسلم. وهي من قواعد إصلاح المجتمع، واتصف بها رسل الله عليهم السلام في دعوتهم لأقوامهم، قال الله عن نوح: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[الأعراف: 62] وقال الله عن هود:{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [الأعراف: 68] وقال الله عن صالح{فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 79] وكان الصحابة رضوان الله عليهم يبايعون النبي (صلى الله عليه و سلم) عليها، قال جابر بن عبد الله (رضي الله عنه): "بايعت رسول الله (صلى الله عليه و سلم) على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم" (متفق عليه).
والناصح ناصح القلب سليم الصدر حسن السريرة مشفق القلب، وقد علت مرتبة السابقين بها قال أبو بكر بن عياش: "ما فاق أبو بكر (رضي الله عنه) أصحاب رسول الله بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء كان في قلبه، قال: الذي كان في قلبه الحب لله والنصيحة في خلقه".
وما منح العبد حب إصلاح المجتمع بالنصح إلا شرف قال الفضيل بن عياض: "ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام، وإنما أدرك عندنا بسخاء النفس وسلامة الصدور والنصح للأمة".
وهي من أجل الأعمال، سئل ابن المبارك: "أي الأعمال أفضل؟ قال: النصح لله"، وما خفي النصيحة في مجتمع إلا ظهرت الغيبة فيه، ولا ينصح لك إلا من أحبك، ولتكن نصيحة المشفق على خفاء. قال ابن رجب ([1]): "وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سراً حتى قال بعضهم: من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه" اهـ.
وتتعين النصيحة لمن طلب منك النصيحة قال عليه الصلاة والسلام: «حق المسلم على المسلم ست ـ ذكر منها ـ: وإذا استنصحك فانصح له» (رواه مسلم).
ولتكن نصيحتك لأخيك محفوفة بالشفقة والرأفة والمحبة والمودة وكمال النصح بعيدة عن التشفي أو الحسد أو الفضيحة، وكلما كانت محاطة بضوابط الشريعة كانت أبلغ في النفس وأشد في التأثير، وأسرع في التغيير. ولا تتردد عن نصيحة أي شخص ولا تحقره، فقد يغير الله أحواله بكلمات يسيرة ينساها قائلها بعد لحظات، ولكن لصدق قائلها يصبح لها دوي في فؤاد أخيك.
جُزيتَ الخير كلهُ
وفي موازين حسناتك ان شاءالله
|
و اياك أخي الفاضل.
وفقك الله و سددك.
ولكن حينمـآ ننصح الغير تحوز ف انفسنـآ فكرة اننـآ نـُنـآفق ويمتغص القلب م هاته الفكرة ونخـآف وخاصة ان طـٌلبتـ النصيحة ف امر نحن لسنـآ بفاعليه
وهنـآ ابواب الشيطـآن كثيرة فبدل ان نشعر بالسعـآدة تنقلب لضيق
لسنـآ ليقين اننـآ سيئين بل لفكرة غبية نغذيهـآ دومـآ بترديدهـآ /* ان النفس للأمــآآرة بالسوء * فلا نـُصدقهـآ
هل هـآذا ياتـٌرى ضـٌلم بحق انفسنـآ ام اننـآ يجب ان نلومهـآ فلا تطغى وتتجبر
اعتذر استـآذي ولكن ف كل درس تفتح لنـآ المجال لطرح استفساراتـ
فلا احب ان امر ع موعضة دون ان استخلص منها كل العبر الممكنة
واعتذر ان اثقلتـ كاهلكم
سلامي واحترامي
|
أحسن الله اليكم ووفقكم الى ما فيه رضاه.
اما بالنسبة لسؤالي ذآكـ فقد استفسرتـ
هل وجب علينـآ نهر انفسنـآ ع كـُل صغيرة و كبيرة حتى لاتتجبر ام ان ذآلكـ يـٌعتبر ضلم ف حقها والله قد حرم الظلم
ف احيانا تـٌصيب ومع ذآلكـ نبحث ع السلبيـآتـ فيهـآ لمعالجتها دون مدح ايجابياتها وهو الشيء الذي يجعلها كئيبة ف حين وجب علينا الثنـآء عليها للاستمرار بعطائها
نعلم جيدا انها امارة بالسوء ولكن هل يـٌكننـآ الثقة بانفسنـآ تمام الثقة
كان نقول اثق ف نفسي اني لن افعل كذا او كذا او ان يقول آخر لا اثق بنفسي كليها
هل الاول يعتبر مـٌتفائل اما الثاني متشائم ام مادا
حاولت تبسيط الفكرة لكم استاذي واتمنى ان اكون تمكنت م تقرييب الصورة لحضارتكم
سلامي
|