السلام عليكمْ
كان عابدْ فى بنى اسرائيلْ من اعبد اهل زمانه وكان فى زمانه ثلاثة اخوة لهم اخت وكانت بكراً ليس لهم غيرها فخرج الثلآثة للجهادْ فى سبيل الله فلمْ يدروا عندَ منْ يتركون أختهمْ ولآ منْ يأمنونَ عليها ؛ فأجمعوا امرهم ان يخلفونها عند ذلك العابدْ لكنه رفض وتعوذ بالله منهم ومن اختهم فلم يزالوا يلحون عليه حتى اطاعهمْ فأنزلوها عنده وتركوها؛
فمكثت عنده زماناً ينزل اليها الطعامْ منْ صومعته ثم يأمرها فتخرج من بيتها وتأخذ ماوضع لها ؛
فتلطف له الشيطان ولم يزل به حتى مشى اليها بطعامها ووضعه على باب بيتها ولم يكلمها ؛
فجاءه ابليس فرغبه فى الخير ْ أكثر لو كنت تكلمها وتحدثها فتأنس بحديثكْ ؛ ولم يزل به حتى حدثها ويطلع اليها من فوْق صومعتـه ؛
فجاءه ابليس وقال لو كنت تقعد على باب بيتها فتحدثك كان احسن لها فلم يزلْ به حتى انزله واجلسه على باب
صومعته فتخرج الفتاة ايضاً وتحدثه من باب بيتها
فجاءه ابليس لو دخلت بيتها ولم تتركها تبرز وجهها لأحد كان احسن بك وبها ؛ ولم يزل يزينها له حتى وقع عليها فأحبلها فولدت له غلاماً
فجاءه ابليس وقال ارأيت ان جاء اخوة الجارية وقد ولدت منك اذهب الى ابنها فاذبحهما فانها لآ تكتم اخوتها ماصنعت ففعل ودفنها حتى جاء اخوتها
فسألوه عن اختهم فنعاها لهم وترحم عليها وبكاها وقال كانت خير امرأة وهذا قبرها فبكوها واقاموا على قبرها اياماً ثم انصرفوا؛
فلما جن الليلْ جاءهم الشيطان ليخبرهم عما فعله ذلك العابدْ ففى اختهم
فانطلقوا جميعاً حتى اتوا البيت الذى كانت فيه اختهم
ففتحوا موضع دفنها فوجدوها مذبوحة هى وابنها فرفعوا امره الى ملكهم فأنزلوه من صومعته وفدم ليصلبْ
فلما اوثقوه على الخشبة ليقتل
اتاه الشيطان وقال انا صاحبكْ الذى فتنتك بالمرأة التى
احبلتها وذبحتها هى وابنها فان انتَ اطعتنى اليوم وكفرت بالذى خلقكْ وصورك سأخلصك مما انت فيه
فكفر العابدْ ؛ فلما كفر تخلى عنه الشيطان وتبرأ منه
كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إنى برئ منك إنى اخاف الله رب العالمين )
من كتاب مـائة قصة وقصـة …
آية الله محمد
بارك الله فيك اخيتي على الاختيار الجميل