ووقعت حرب بين البلدين سنة 1812م ، إلا أن الولايات المتحدة كانت منشغلة بحروبها مع انجلترا ، وبمجرد التصديق على معاهدة " غانت Ghant " ، قرر الكونغرس الأمريكي الذي لم يعد يطيق وإعلان الحرب على الإيالة الجزائرية .
وإثر ذلك جهز فرقتان من الأسطول عهد بقيادتهما إلى الأميرال " وليام بيبريج " و الثانية بقيادة الأميرال " ستيفان ديكاتور" ، وغادر الأسطول الولايات المتحدة في اتجاه البحر الأبيض المتوسط 20 ماي 1815م ، وقبل أن يقلع الأسطول أصدر وزير الخارجية تعليمات إلى القائدين البحريين و السيد شالر بعقد الصلح مع الجزائر في وقت ممكن ، وإطلاق سراح الأسرى الأمريكيين في الجزائر وذلك بدون تعهد بدفع أي نوع من الضريبة ، ولكنها تعهد بتقديم هدايا للداي مرة كل سنتين ، وكانت التعليمات التي يحملها " ديكاتور " تقضي بأن يسعى لدى وصوله إلى جبل طارق لمعرفة المنطقة التي يعمل فيها الأسطول الجزائري ، وفي حالة ما إذا كانت بعض قطعه تعمل في المحيط الأطلسي أن يقوم بأسر تلك القطع أو تدميرها ، كما كلف " ديكاتور " بأن يدخل في المفاوضات مع الداي مباشرة بعد وصوله إلى الجزائر كما يجب أن تكون شروط الصلح مشرفة بالولايات المتحدة الأمريكية .
وصل أسطول " ديكاتور " إلى جبل طارق في 15 جويلية ، ومن هناك أبحر صوب مدينة الجزائر والتقى في طريقه إليها بباخرة جزائرية فضيقوا عليها ، فاستسلمت لهم بعد مقاومة أبداها هم طاقم الباخرة ، استشهد فيها الريس حميدو وثلاثون بحارة من رجاله ، حملوا بقية المسلمين أسرى إلى مراكبهم وبعد يومين من المعركة أسر الأمريكيين سفينة حربية ذات ساريتين " استديو " وسفينة " مشهودة " ، ثم أرسلت كلتا السفينتين إلى قرطاجة .
وفي 29 جويلية 1815م وصل الأسطول الأمريكي ميناء الجزائر وأرادوا إجراء مفاوضات مع السلطات الجزائرية ، فصعد أمير البحر الجزائري البارجة الأمريكية وهناك أبلغه القائد الأمريكي خبر أسر السفينتين الجزائريتين ومقتل الرايس حميدو ، فتأثر أمير البحر الجزائري لهذه الفاجعة وتساءل عن شروط الصلح التي يريد الأمريكيون عرضها ، فجاء الرد رسالة وجهها الرئيس الأمريكي إلى الداي عمر ( 1817 – 1818 م) ، فقدمها ديكاتور إلى الداي و في جويلية 1815 توصل الطرفان إلى توقيع معاهدة صلح نصت على إلغاء الضريبة السنوية وإطلاق صراح الأسرى الأمريكيين في الجزائر ، ودفع تعويضة مقدارها عشرة آلاف دولار للاستيلاء على السفينة الأمريكية "إدوين" وغيرها من ممتلكات الأمريكيين في الجزائر ، كما نصت على طريقة معاملة الأسرى في حالة استئناف الحرب واعتبارهم أسرى حرب و ليسوا عبيدا ، وسعى الداي إلى استعادة السفينتين الأسيرتين ، وبعد أن ورد استجاب الأمريكيين لهذا الطلب وتم التوقيع على المعاهدة ، وتم تعيين شالر قنصلا للولايات المتحدة بالجزائر .
هذه الدنيا سماؤنا أنتم فيها القمر
:clap::clap::clap::clap::clap: :clap:
:clap::clap::clap::clap:
:clap:
مشكور أخي الفاضل على الموضوع
تحياتي
سلاااااااااااااااااااااااااااا اااااااااام