يمكن الوصول إلى مياه منبع حمام سيدي بوعبد الله التي تصلح حسب دراسة علمية لعلاج داء المفاصل الحاد، وأمراض الحوض التناسلية والأمراض الهضمية والجلدية، لكونها مشبعة بكلور الصديوم والبكاربونات المنبعثة من جبل بوعساس المجاور· الوصول إليه يكون عن طريق قروي طوله 6 كلم بعد الانحراف عن الطريق الولائي الرابط بين سيدي حطاب بولاية غليزان وعين تادلس بولاية مستغا********·
يعود سر توافد الزوار من مختلف فئات الأعمار وخصوصا النساء على هذا الحمام، لهدوء المكان وخلوه من عوامل التلوث، لتميزه بطبيعة عذراء وجميلة ودرجة حرارة معتدلة صيفا لا تتعدى 25 درجة· كما أن الرطوبة تكاد تنعدم تماما· ولذلك فإن لسحر المكان دورا لتداول معتقدات حول صلاحية مياه حمام سيدي بوعبد الله وعين الجنية التي لا تبعد عنه سوى 200 متر، حيث يقصده آلاف المواطنين للعلاج· فالدراسات والتحاليل المنجزة تشير أن مياه هذا الحمام تصلح فعلا لعلاج داء المفاصل، بما فيه النوع الحاد، وأيضا أمراض الحوض لدى النساء، وهو ما يفسر سر تهافت العنصر النسوي عليه للعلاج·
وكانت زيارتنا للمكان لتبديد الكثير من التساؤلات حول سر هذا الحمام ومياهه واستغلالها الذي يبقى بحاجة لدراسة؛ فالزوار الذين صادفناهم والقادمون من وهران، الشلف، بوقادير وسيدي بلعباس، عبروا لنا عن ارتياحهم لقضاء يوم ببيوت تقليدية بسيطة مصنوعة من أغصان شجيرات المنطقة على شكل بيوت القش، مما أضفى على المكان منظرا خلابا شكّل في تزاوج مع اخضرار الأشجار والنباتات المحيطة بمجرى وادي الشلف لوحة فنية رائعة، مع عذرية المكان· بي********ا يجد الزائر كل ما يبحث عنه من مأكولات، هدايا وخضروات وفواكه المنطقة، إلى جانب قارب صيد للنزهة· في حين اتخذ الأطفال مجرى وادي الشلف المشبع بتدفق مياه العيون المعدنية، مكانا مفضلا للسباحة، وسط العديد من السلاحف التي ألفت الزوار ولا تأبه أو تحرجها حركة الأطفال وصخبهم ·· ويخيل للمرء أنها ألفت العيش والتعايش مع بني البشر حول مياه وادي الشلف القادمة من أعماق الونشريس ومن روافد رهيو ومينا· أغلب الزوار عندما حلَلنا بالمكان قبل منتصف النهار كانوا منهمكين داخل منبع الحمام الذي يتعاقبون عليه وبانتظام وبالتداول بين النساء والرجال، يصارعون الوقت للاستفادة قصد الإمكان من حرارة المياه ومنافعها الصحية· وهو ارتباط يرمز على مما يبدو إلى حرص الزوار على أن يكون هذا التزاوج مفيدا قبل الرجوع إلى البيت التقليدي للراحة وتناول الغداء والخلود للقيلولة بالمكان، رغم حرارة فصل الصيف، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 25 و 30 درجة، وهو ما لمسناه بعد خروج أحد الزوار من الحوض، حيث كان يشع بالنشاط وصرح لنا ”إني أحس براحة كبرى”·· مضيفا أنه سيعيد الكرة بعد أخذ قسط من الراحة· في حين فضلت زوجته القادمة من وهران، أخذ كمية من مياه المنبع للبركة كما قالت دون أن تنسى القول المأثور القائل ”أن من شرب من ماء الحمام سوف يعود إليه”·
وغير بعيد عن هذه العائلة، لم يبخل عجوز طاعن في السن كان جالسا في الظل، في سرد سيرة الوالي الصالح الذي يحرس المكان ببركته كما قال· معيدا على مسامع الشبان عدة ذكريات لأيام جملية قضاها في هذا الحمام·· وعلى عدة أمتار، شد فضولنا انبعاث زغاريد النسوة من وسط عائلات قدمت للتو للمكان، إنها نشوة الفرح، مع التحاقهن بنساء أخريات كن داخل الحوض·· ولأن الحمام هو في متناول الجميع، أوضحت عائلة من مدينة بوقادير، أنه لا بد للإنسان أن يتحرك للاكتشاف، والفضول قد يكون محفزا·· ومن أجل العلاج يهون كل شيء··
وهو نفس الشعور الذي لمسناه من أم جاءت من مدينة مستغا******** رفقة بناتها وتعرّفت، كما قالت، وربطت صداقات مع عائلات من مغنية والبليدة التقتهم بالحمام· ولم تتردد عن كشف غبطتها بعد تمكنها من العودة لحمام سيدي بوعبد الله في هذا الصيف· في حين كانت السعادة والفرحة تغمر البنات اللاتي أشرن أن قضاء لحظات بهذا المكان في الراحة وسط هذا الجو الهادئ، لا تعادلها عشرات الأيام على شواطئ البحر المكتظة والملوثة· وحتى الأطفال هنا يسبحون ويمرحون لعدة ساعات دون عناء·· فهذا مكان جميل فضلت إحدى المغتربات بفرنسا ومن منطقة الشلف، أن تدعو الجميع للمحافظة على رونقه وخصوصا الحزام الأخضر الذي يعانق مكان تواجد المياه·
اخوك صمتي
شكرا اخي صمتي على مرورك
تقبلوا تحياتي
اخوكم العباسي22017
لا شكر على واجب نحن في الخدمة
تقبلوا تحياتي
اخوكم العباسي22017
موضوع جميل مثل هدا يحتاج للصور