قبل أن نعرف السبب الحقيقي وراء تلك الظاهرة دعونا في البداية نعود خطوة إلى الخلف كي نرى النظريات المختلفة التي حاولت تفسير تلك الظاهرة. تراوحت النظريات بين قوى مغناطيسية مجهولة تؤثر على الصخور أو مجال طاقة غامض يحركها وأكثر النظريات شيوعا في تفسير أي ظاهرة ما ورائية…”الكائنات الفضائية”! لكن دعنا من الخرافات التي لا تستند إلى أي دليل، ولنتحدث بشكل علمي. في بداية الأمر في عام 1948، قام العالمان الجيولوجيان جيم مكاليستر وألين أجنيو باقتراح إمكانية أن تكون “شياطين الغبار Dust Devils” هى السبب في حدوث تلك الظاهرة! على عكس ما قد يجول بخاطرك، شياطين الغبار ليست كائنات أسطورية خرافية إنما هى رياح دوامية شبيهة بالأعاصير. وبإجراء تجربة للتحقق من صحة الفرضية؛ باستخدام مروحة طائرة لمحاولة خلق رياح قوية، لم تكن النتائج قاطعة. وهو ليس من المستغرب، بالنظر إلى أن وزن كل حجر قد يصل إلى 320 كيلوجراما، واضعين في الاعتبار أن قاع البحيرة شديد الجفاف، أي أنها كي تتحرك لمئات الأمتار بهذا الشكل فإنها تحتاج إلى قوة كبيرة كي تجرها على الأرض جرا!
على مدار لم يتمكن أحد من رؤية الأحجار تتحرك على الإطلاق، وفي محاولة يائسة قام ريتشارد نوريس من معهد سكريبس لعلوم المحيطات بتثبيت أجهزة لتتبع المواقع GPS على سطح الأحجار في عام 2024، وجلس الباحثون منتظرين على أمل أن تتحرك الأحجار لكن…لا شئ! كانت التجربة الأكثر مللا بحسب تعليقهم! لكن في ديسمبر 2024 ذهب نوريس إلى وادي الموت ليكتشف أنه مغطي ببركة من المياه يبلغ ارتفاعها 7 سنتيمتر، وبعدها بقليل بدأت الأحجار بالانزلاق! وأخيرا اكتشف نوريس وزملاؤه سر انزلاق الأحجار الغامضة في وادي الموت.
شاهد فيديو مسجل لحركة الأحجار فعلياً:
كان معروف سلفا أن الثلوج تتكون في الوادي من حين لآخر، وقد كان ذلك الوقت هو الأنسب كي تتجمع قطع الأحجية معا لتكون الصورة النهائية. يكمن السر في الآتي: كي تنزلق الأحجار.. تكون في حاجة إلى عاملين أساسيين وهما أولا أن يمتلئ قاع البحيرة بالمياه، التي تتجمد في ليالى الشتاء الباردة لتكوّن صفائح من الجليد. وفي الصباح المشمس تبدأ طبقات الجليد بالانصهار وتنفصل إلى صفائح أصغر. أما العامل الثاني هو هبوب الرياح الخفيفة، هنا تبدأ الصفائح بالانزلاق دافعة أمامها الأحجار التي تترك أثرا على الوحل الطري أسفلها أثناء حركتها! وهكذا أُسدل الستار على ظاهرة الصخور المتحركة في وادي الموت بتفسير علمي مسجل، قاطعا بذلك الرجاء لدى أنصار نظرية الكائنات الفضائية!
المصادر: 12
منكم نستفيد
معلومآت قيمة ..
|
وفيك بركة
شرفت الموضوع