لا خلاف بين العلماء في وجوب احترام القرآن وصيانته .
قال النووي – رحمه الله – :
أجمع العلماء على وجوب صيانة المصحف واحترامه .
" المجموع " ( 2 / 85 ) .
ولا ينبغي للمسلم أن يقع في المبالغة في هذا الاحترام
حتى يصل به الأمر إلى الغلو ، فقد بالغ أقوام في هذاا
الباب وسلكوا طرقاً هي غاية في التكلف ، كما روي عن بعضهم
أنه قال : " ما دخلتُ بيتا منذ ثلاثين سنة وفيه مصحف إلا
وأنا على وضوء " ! وكان بعضهم إذا كان في بيت فيه المصحف
لم ينم تلك الليلة ، مخافة أن يخرج منه ريح في بيت فيه مصحف !
وفي هذه الأفعال مخالفة واضحة لما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام
وأصحابه رضي الله عنهم ، وقد كانوا يقيمون في غرف صغيرة ضيقة ،
ولم يكن يمنعهم هذا من النوم في بيوتهم ، وجماع أهلهم ، وبقائهم
من غير وضوء لفترة ، مع وجود صحفٍ من المصحف في بيوتهم
، وعندما جُمع القرآن كان في بيوت كثيرين منهم .
ولم يكن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولا مساجد الصحابة فيها رفوف توضع عليها أوراق المصاحف
، وأوراق العلم ، لذا فإن العبرة بالفعل هل يعدُّ امتهاناً أم لا ،
ووضعه على أرضٍ طاهرة لمن احتاج لذلك – كمن يريد سجود التلاوة –
لا حرج فيها إن شاء الله .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – :
ومن النصيحة لكتاب الله عز وجل : أن لا تضعه في موضع يمتهن فيه
، ويكون وضعه فيه امتهاناً له ، كمحل القاذورات ، وما أشبه ذلك ،
ولهذا يجب الحذر مما يصنعه بعض الصبيان إذا انتهوا من الدروس
في مدارسهم ، ألقوا مقرراتهم والتي من بينها الأجزاء من المصحف
في الطرقات أو في ال أو ما أشبه ذلك ، والعياذ بالله .
وأما وضع المصحف على الأرض الطاهرة الطيبة : فإن هذا لا بأس به ،
ولا حرج فيه ؛ لأن هذا ليس فيه امتهان للقرآن ، ولا إهانة له ،
وهو يقع كثيراً من الناس إذا كان يصلي ويقرأ من المصحف وأراد
السجود يضعه بين يديه : فهذا لا يعدُّ امتهانا ، ولا إهانة
للمصحف ، فلا بأس به .
" شرح رياض الصالحين " ( 1 / 423 ) دار ابن الهيثم ، شرح حديث رقم ( 181 ) .
وسئل الشيخ عبد الله بن جبرين – رحمه الله – :
ما حكم وضع المصحف على الأرض الطاهرة أو السجادة ؟ .
فأجاب :
الأوْلى أن يوضع على مكان مرتفع حتى يتحقق رفعه حسّاً ومعنى ،
قال الله تعالى : ( مرفوعة مطهرة ) فإذا احتجتَ إلى وضعه :
فضعْه على مكان مرتفع ولو قليلاً ، فإذا لم يتيسر : جاز وضعه
على الأرض على فراشٍ طاهرٍ ، ونحوه ، وينزَّه المصحف بأن يوضع على
مكان منخفض أو على مكان متنجس أو على التراب ؛ لما فيه من الاحتقار له
، وإذا احتيج إلى وضعه على فراش طاهر : فلا بأس بذلك ، مع الحرص
على رفعه حسّاً ومعنى .
" فتاوى إسلامية " ( 4 / 15 ) .
وعليه : فإذا كانت السجادة طاهرة ، وبعيدة عن أن يُعبث بالمصحف
من الأطفال وغيرهم : فلا حرج في وضع المصحف عليه ،
ووضعه في مكان مرتفعٍ أولى .
م/ن
وقد سمعنا الكثير من الغلو في هذا الباب . أحسن الله إليكم على التوضيح ونقل أقوال أهل العلم
.
جزاك الله خيرا ونفع بك
كثيرا ماكنت أسأل هل يجوز أن أصلي بالمصحف وأضعه على السجادة عند الركوع
وأخيرا ودت الفتوى المطلوبة
بارك الله فيكي وجعله في ميزان حسناتكي عزيزتي
تحياتي +++ تقييم