تخطى إلى المحتوى

حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة الفاتح 2024.

حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة الفاتح

يقول السائل في رسالته: ما حكم صلاة الفاتح على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصيغة: اللهم صلِّ على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، الهادي إلى الصراط المستقيم… إلى آخره؟ لأنها كثيراً ما تقال عندنا بعد الفرائض بصوتٍ عالٍ، يرددها الإمام، ويرددها المصلون خلفه. أفيدونا أفادكم الله.


هذه الصلاة مما أحدثها أصحاب الطريقة التيجانية، وهي فيها أشياء ما نرى فيها مانعاً، فإنه الفاتح لما أغلق من جهة النبوة؛ لأن النبوة كانت أولاً قد انتهت بعيسى عليه السلام، ثم فتح الله ذلك على يده صلى الله عليه وسلم، ثم أنزل عليه الرسالة، وأمره أن يبلغ الناس عليه الصلاة والسلام، لكن في هذا إجمال.
وأما الخاتم لما سبق فهو خاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهو ناصر الحق بالحق، والهادي إلى الصراط المستقيم، كل هذا حق، لكن استعمال هذه الصيغة التي أحدثها التيجانيون أمر لا ينبغي، بل الواجب تركها وعدم استعمالها؛ لأنها إحياء لشيء لا أصل له، وفيما بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم من الصيغ ما يشفي ويكفي، فإنه صلى الله عليه وسلم عندما سئل: كيف نصلي عليك؟ قال عليه الصلاة والسلام: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد)).
وهذه صيغة عظيمة شافية كافية، وهناك صيغ أخرى أرشد إليها عليه الصلاة والسلام منها: ((اللهم صلِّ على محمد، وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد))، ومنها الصيغة الأخرى: ((اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد))،وهناك صيغ أخرى، فما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل، وهو الأفضل والأولى من هذه الصيغة التي أحدثها التيجانيون.
والمؤمن يستعمل الصيغة الشرعية التي استعملها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، وأرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم في تعليمه؛ اتباعاً له صلى الله عليه وسلم، وطاعة لأمره، وتأسياً به وبأصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، هذا هو الذي ينبغي للمؤمن، وألا يعتنق صيغة أحدثها من ابتدع في الدين.
ثم أيضاً كونهم يتعاطون ذلك ويجهرون بذلك بعد الصلاة فهذا بدعة أخرى، ولو بالصيغة الثانية، فكونهم يتعاطون هذا بعد الصلاة ويرفعون أصواتهم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا ليس له أصل، سواء بهذه الصيغة أو بغيرها، وإنما يصلي الإنسان بينه وبين نفسه على النبي صلى الله عليه وسلم بعد حمد الله والثناء عليه، أمام الدعاء، كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه حيث قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا دعا أحدكم، فليبدأ بحمد ربه والثناء عليه، ثم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء))،وهذا هو الأمر المشروع عند الدعاء في جميع الأوقات، فكونه يحمد ربه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو ربه في ليله، وفي نهاره، وفي الطريق، هذا هو الأمر المشروع، للحديث المذكور، والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مشروع محبوب إلى الله عز وجل؛ لأن الله سبحانه يقول: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[1].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً)) فالصلاة والسلام عليه أمر مشروع، ولكن على الوجه الذي فعله صلى الله عليه وسلم، وعلى الوجه الذي فعله أصحابه رضي الله عنهم. أما أن يقوم فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم جهرة بعد السلام، فهذا لا أصل له، وهو من البدع، قال صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)).
وهكذا ما يفعله بعض الناس إذا فرغ من الأذان قال: (لا إله إلا الله) ورفع صوته مع الأذان بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، هذه أيضاً بدعة، وإنما يكمل الأذان بلا إله إلا الله، ثم يغلق المكبر، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين نفسه الصلاة العادية التي ليس فيها جهر، بل الكلام العادي، يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يقول: ((اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة..))إلى آخره، أما أن يجعلها مع الأذان جزءاً من الأذان فهذه بدعة.

[1] الأحزاب: 56.

المصدر
من هنا.
الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا الذكر من الأذكار المبتدعة، وقد سبق بيان ما يتعلق بذلك في الفتاوى الرقم: 22508، 188450، 11073.
ومنافاة هذا الصلاة للشرع من وجهين:
الأول: التعبد بها لله على هذه الطريقة مع ترتيب الأجر وتفضيلها على غيرها من الأوراد، بل على قراءة القرآن الكريم، والأصل أنه لا يعبد الله إلا بما شرع، هذا على افتراض سلامة ألفاظها من محذور شرعي.
الثاني: أن في ألفاظها ما هو مجمل يحتمل معان باطلة، كقولهم: الفاتح لما أغلق.
وفي السنة من الأوراد والأذكار الشرعية التي ينبغي أن يشتغل بها المسلم كفاية عن التزامه أورادا مبتدعة.
وأما حكم من يذكرونها ويعتبرونها من السنة، فإن كانوا جاهلين فإنهم معذورون بجهلهم، ويجب تعليمهم ، و بيان الصيغة التي شرعها لهم الرسول صلى الله عليه وسلم وعلمهم إياها، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن كعب بن عجرة رضي الله عنه أن الصحابة رضي الله عنهم سألوا رسول الله فقالوا: يا رسول الله: كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم، قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. رواه البخاري.
والله أعلم.
المصدر:
حكم التعبد لله بصلاة الفاتح – إسلام ويب – مركز الفتوى


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.