وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم ، وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنـأ بهـذا العيـد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب . بل ذلك أعظم إثماً عند اللـه ، وأشـد مـقتًا مـن التهنئـة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت اللـه وسخطه ؛ وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات ، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء ، تجنبــا لمقت اللـه وسقوطهم من عينه ، وإن بلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعا لشر يتوقعه منهم فمشى إليهم ولم يقـــل إلا خيراً ، ودعا لهم بالتوفيق والتسديد ، فلا بأس بذلك وباللـه التوفيق . اهـ أحكام أهل الذمة .