كل يدرك أن وضع صغار السن في بيئات اجتماعية معينة لفترات طويلة كفيل بتأثر هؤلاء الصغار بوضع هذه البيئات وأحوالها وأخلاقها وعاداتها ، بل وبدينها وعقيدتها ، وهذا الأمر ما سيحدث للطلاب والطالبات من صغار السن من السعوديين الذين ابتعثوا من البلاد السعودية لإلى البلاد الإباحية التي لا تدين بدين الإسلام ولا تحكم شرعه وقيمه وأخلاقه ، ابتعثوا من هذه البلاد حيث التمسك بالإسلام وإقامة شعائر الله التي يتربى عليها الأولاد والبنات منذ حداثة أسنانهم ، ثم وفجأة يجد هؤلاء الأولاد والبنات من حدثاء السن أنفسهم في بيئات غير مسلمة وإباحية ولا تقيم للدين اعتبارا ولا للأخلاق والفضيلة والاستقامة كيانا : المخدرات على قارعة الطريق و الزنا مباح – حيث هو الفاحشة العظمى وطريق الإيدز وتضييع الدين وهلاك الدنيا – والخمر مباحة وعلب الليل في كل مكان والعري هو سيد الموقف وكذا الاختلاط في الدراسة والعمل ووسيلة النقل وفي الملهى بل وحتى في البيت الذي سيسكن فيه الطالب السعودي والطالبة السعودية مع عائلة غير مسلمة لتقوية لغة البلاد التي يدرس فيها كما يزعمون ، وكذلك الكتب التي تزين الإلحاد والضياع والتيه ، والمدرسون الذين ينكرون وجود الله تعالى ، ناهيك بكونهم كفارا غير مسلمين ، وهذه وحدها طامة الطوام وعظيمة العظائم خاصة والطلاب من صغار السن الذين لم يحصنوا ضد الفلسفات والشبهات التي تلقى عليهم وهم في هذه السنة المبكرة من قبل رجال ونساء تمرسوا على العلمانية وأساليبها الخبيثة الخطيرة ،وتمرسوا على دحض كل صور الإيمان بالله تعالى ،وهؤلاء الصغار من أبناء بلاد الحرمين لم يحصنوا ضد الأفكار الإباحية والأخلاق الرذيلة والمبادئ الضالة وهذا ما لا يمكن تحقيقه في هذه السن ، بل بالكاد يمكن تحقيقه مع قلة قليلة من خريجي الجامعات ، وقد رأينا من عاد وهو خريج جامعة – وابتعث بعدها – من بعثات عاد وهو يحمل أفكار الغرب وأخلاقهم فكيف بهؤلاء الصغار من حدثاء الأسنان ؟ وأما البنات – وهن سيجدن كل هذا – ولكنهن سيجدن أنفسهن مع شباب تلك البلاد كتفا لكتف في قاعدة الدرس والمطعم والمكتبة ، فهل نأمن على أعراضهن بعد ذلك ؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله .
إن ابتعاث الطلاب من صغار السن ، أي خريجو الثانوية والذين تجاوزت أعدادهم العشرين ألفا وأكثر من خمسة آلاف بنت سعودية محجبة طاهرة : إن ابتعاث هؤلاء جريمة والله بكل معنى الكلمة ، وهي ليست جريمة بحق فرد أو أفراد بل بحق دولة وشعب وأمة ، وبحق هؤلاء المساكين الأغرار الأغمار الذين هم أمانة لدى الجميع ، والله سائل كلا عن الأمانة والمسؤولية : الأب والأم والمسؤول والراعي والرعية ، وهؤلاء لم يبتعثوا هكذا دون دراسة أو هدف ، بل لقد ابتعثوا ليعودوا إلى بلادهم السعودية وقد تشربوا حياة الغرب وأفكاره وعقائده ، ليرجعوا بعد ذلك إلى هذه البلاد ليقوموا بدورهم المدروس والمعلوم سلفا وهو نقل عادات الغرب وأخلاقه وعقائده إلى هذه البلاد ، وغرس ذلك كله في عقول ونفوس أبناء هذه البلاد ، وهو الأمر الذي يراد من وراء هذه البعثات الواضح خطرها على هؤلاء المساكين من الصغار ومن البنات ، والذين ضحي بهم لهدف أكبر وهو التضحية بالبلاد والشعب بأسره والسير به إلى حتفه في دينه ودنياه ، فهل نعيد هؤلاء المساكين المغرر بهم إلى بلادهم ونقيم لهم دورات مكثفة لتنظيف نفوسهم وسلوكهم مما علق في نفوسهم وعقولهم وتعمق فيها من شرور المجتمعات الإباحية التي رموا فيها وذلك قبل فوات الأوان ؟ وهل نغلق هذا الباب بعد أن أغلق في أواسط التسعينات الهجرية الماضية بعد أدركت الدولة خطر الابتعاث في سن مبكرة على الطلاب أنفسهم ثم على على الدولة و البلاد والمجتمع على كل صعيد ؟.
نسأل الله تعالى أن يصلح مسؤولي هذه البلاد الذين هم مسؤولون أمام الله ثم التاريخ عن هذه البعثات التي لا يختلف اثنان على أنها تضحية بهؤلاء الصغار وبهؤلاء الفتيات ولا يختلف ، اثنان على أنها ستلحق أفدح الأضرار بهذه البلاد ، وهي والله في سعة من أمرها لو أنفقت نصف ما تنفقه على هذه البعثات لتوسيع الجامعات وبناء جامعات جديدة ، فليس المهم فخامة المباني وضخامتها ولكن المهم هم المضمون والرسالة ، والله المستعان .
سألتها عن هذا الصليب ولماذا تضعه فقالت ويا هول ما قلت ؟! ، قالت لقد ساعدتني الكنيسة مساعدة لا أنساها في حياتي فيوقت تخلى عني أبناء وطني وتركوني أواجه مصاعب الحياة في أمريكا وفي ولاية من أكثر الولايات غلاء في المعيشة ؟ فرأيت من الواجب أن أحترم دينهم وأرفع شعارهم ؟! . وجرى بيني وبينها محادثة طويلة قدمت لها النصيحة والحمد لله تقبلت مني وأزالت الشعار وأنا هنا أضع بين أيديكم لب المحاثة رغبة مني في أن تصل الرسالة إلى المسؤولين ليتقوا الله في بناتنا قبل أن تحل الكارثة :
—————————————————————————————————
وهذا أيضا من نتائج التغريب——– وهو منقول