د. لوثر زايفرت
لقد أظهرت دراسة مشتركة طويلة الأمد قام بها عدد من الجامعات الأمريكية والإنكليزية أن 80% فقط من السكان هم بطبيعتهم أناس ليليّون أي إن مزاجهم يتحسن في الليل ويسوء في النهار (ولذلك تجدهم لا يُطاقون في الصباح ينكدون الحياة على أنفسهم وعلى الآخرين)، وأكدت الدراسة أن الغالبية العظمى من الشعب ينتمون إلى النوع المرن الذي يمكنه أن يتكيف مع الظروف. وبعبارة أخرى فإن غالبية من يصنفون أنفسهم في خانة الأناس الليليين ليسوا في الواقع كذلك، بل إنهم ظلوا يقنعون أنفسهم أنهم ليليون حتى اقتنعوا بذلك فعلاً؛ والنتيجة إذاً هي أن كل إنسان تقريباً قادر على التغلب على فترة تعكر المزاج في الصباح إذا ما اتبع الإجراءات المناسبة الكفيلة بتحقيق ذلك.
مشروب ساخن قبل مغادرة الفراش
لقد خسر جسمك أثناء الليل ما يتراوح بين لتر ولترين اثنين من الماء؛ والأفضل أن تعوضه ما خسره بالسرعة الممكنة؛ فلتشرب إذاً قبل تناول طعام الفطور كوبين اثنين من الماء؛ وأما إذا كنت ممن يرغب في شرب المشروبات الساخنة صباحاً، فعليك أن تحضّر في مساء اليوم السابق مشروبك المفضل وتضعه في إبريق حافظ للحراة على منضدة سريرك لتشرب منه في الصباح ما شئت قبل مغادرة فراشك.
توظيف العطور
ضع عطرك المفضل على منضدة السرير، ورش منه عندما يرن المنبه على ظهري يديك واستنشق عبير يومك الجديد إيذاناً بيدئه بنشاط وحيوية؛ ولا يقتصر نجاح هذه الطريقة على النساء، بل إنها تنجح لدى الرجال أيضاً.
وبوسعك أن تجرب هذه الطريقة باستخدام مستخلصات الزيوت العطرية على غرار زيوت البابونج، والخزامى، والنعناع البستاني، وإكليل الجبل، والصنوبر، وزهر الليمون،… إلخ.
املأ مخزون طاقتك بالشكر
اعتاد الكاتب الأميركي هنري دافيد ثورو على أن يطرح على نفسه ثلاثة أسئلة بعد استيقاظه مباشرة: "ما هي الأمور الجيدة في حياتي؟" و"ماهي الأمور التي تبهجني في حياتي؟" و"علام يجب أن أكون شاكراً وممتناً؟"؛ فبإجابتك على هذه التساؤلات تضع نفسك في المزاج الإيجابي الصحيح لتبدأ يومك بسرور وتفاؤل ونشاط، وكأنك مخزون طاقة يومك بتلك الخواطر الإيجابية.
مهد الدرب لإستقبال يومك
يشير الطبيب وعالم النفس الأمريكي ريد ويلسن إلى ملاحظة مهمة؛ فقد يكون السبب في شعورك بالكآبة عند الصباح- بحسب رأيه- أنك تتخذ موقفاً سلبياً تجاه بعض تفاصيل صباحك الروتينية بالإضافة إلى موقفك المتشائم حيال ما قد يخبئه لك يومك القادم؛ فلتنظر إلى يومك بالنقد والتحليل الصارمين ودون رحمة ولتحدد ما يزعجك في الصباح، وفي المقام الأول من يزعجك، وما إن كنت بحاجة للمزيد من الهدوء والروية؛ ولتستيقظ إن اقتضى الأمر أبكر من المعتاد لتضمن لنفسك بعض الوقت فيه مع ذاتك دون إزعاج من أحد وتمهد الدرب لإستقبال بإيجابية وحيوية ونشاط.
لا شك في أن الوقت الكافي هو من أهم عوامل نجاح برنامجك الصباحي؛ فمن يضع نفسه منذ الصباح تحت رحمة عقارب الثواني جسمه ويضني روحه ويفسد يومه كله؛ فلتبدأ إذاً برنامجك الصباحي أبكر من المقرر بنصف ساعة؛ ولتترك لنفسك الوقت الكافي للإستمتاع بحمام منعش وفطور هادئ على الشرفة أو في الحديقة إذا سمح الطقس بذلك وهكذا تحول صباحك إلى خزان تعبئ منه الروية والسعادة والطاقة الإيجابية لتصرفها فيما تبقى من يومك.
التحضير المسبق لإستقبال الصباح
هيئ الظروف المناسبة لإنطلاقة يومك بنجاح: بادر في المساء إلى تجهيز ثياب عملك وأدواته التي تريد أن تأخذها معك في اليوم التالي وإلى تحضير مائدة الفطور، بحيث تقلص مهامك في الصباح إلى أبعد حد.
ولعل الحمام من أهم المحطات إلى انطلاقة ناجحة ليومك، فليكن نظيفاًَ ومرتباً ومزوداً بإضاءة مناسبة ومعطراً؛ ومن المهم أن يحتوي حمامك على غرض واحد على الأقل من الأغراض المحببة إلى قلبك: إما جهاز استقبال إذاعي لإستقبال محطتك المحببة وإما مزهرية جميلة فيها بعض من الأزهار التي تعجبك، وإما مناشف ناعمة الملمس ودافئة،… إلخ.
استحم في الماء البارد
لا ينفع الإستحمام في عملية الإستيقاظ ما لم يتبع الحمام الساخن حمام في الماء البارد (حوالي 15 درجة مئوية)؛ وتكون فائدة الإستحمام في الماء البارد أعظم ما يمكن عندما تتبع نصيحة سيباستيان كنايب الذي يترك الماء البارد يسرح من الصنبور ويقترب من شعاع الماء تدريجياً بحيث يبدأ برجله اليمنى فذراعه اليمنى فرجله اليسرى فذراعه الأيسر ثم الظهر فالصدر حيث القلب؛ ومما يخفف من صدمة البرد أن تملأ فمك بالماء البارد قبل أن تبدأ الإستحمام.
اجعل من مهمة جلب الصحفية اليومية نزهة صباحية منشطة لعلها من أكثر نصائح طريق التبسيط فائدة أن تحول مهمة جلب الصحيفة اليومية من صندوق بريدك إلى نزهة صباحية لمدة ثلاث دقائق بعد أن تلبس اللباس المناسب لذلك؛ فتنفُّس الهواء النقي المنعش قبل تناوم طعام الفطور ينشط الدورة الدموية ويحضر الجسم أفضل تحضير لإستقبال الغذاء والإستفادة منه على أتم وجه ……….
آحترآمي ,,