وما زال المسلمون منذ أسسوا التوقيت بالتاريخ ما زالوا على التوقيت الذي جعله الله تعالى ميقاتًا للخلق إلى أن استولى النصارى على بعض البلاد الإسلامية فنقلوهم لجبروتهم وسيطرتهم نقلوهم من التاريخ الإسلامي الهجري العربي العالمي الأممي إلى توقيتهم الذي ليس عليه دليلٌ من آثار الشرع لا الشرع القديم ولا الشرع الحديث ، وبقي بعض المسلمين على هذا التوقيت .
وذكرنا أن ذلك محرم لأن الإمام أحمد – رحمه الله – نص على كراهته ، وإذا قال الإمام أحمد في شيءٍ أكره كذا فإن أصحابه قالوا : إن هذا التعبير يدل على التحريم .
وإذا علمنا أن مثل هذا يرفع من رؤوس الكفار حيث كان المسلمون يتبعونهم في مثل هذا الأمر العظيم عرفنا أنه محرم ، ولقد سألني بعض الناس الذين إذا سمعوا انتفعوا ، فقال : هل يجوز أن أُأَرخ بالتاريخ الهجري الإسلامي العربي الأممي ؟ وأقول الموافق لكذا وكذا من الشهور الإفرنجية ، أو هذا لا يجوز أيضًا ؟
والجواب على ذلك : أن هذا لا بأس به إذا دعت الحاجة إليه ، وإذا لم تدعو الحاجة إليه فلا ينبغي ولكن إذا دعت الحاجة إليه فلا بأس به وإنما المحرم أن يتناسى تاريخ الأمة الإسلامية الذي كان عليه سلفها ثم يؤرخ بالتوقيت الإفرنجي الذي ليس عليه أثارةٌ من علمٍ بالشرائع التي شرعها الله عز وجل .
– غفر الله له ولموتى المسلمين –
مفرغ من خطبة جمعة له بعنوان : " التحليل والتحريم ، وخطر الإفتاء بغير علم