والبدء بالتنزيه هنا يتفق مع نسبة المعجزة كلها إلي الله, فهي عجب يثير الدهشة, لكنها طلاقة المشيئة الإلهية حين تشاء.. لاعجب إذن ولا دهشة.
وبهذا البيان لاتمتنع العقول عن أن تفكر وتبحث, ولكن البحث سوف ينتهي بالتحير والدهشة, وتجيء كلمة سبحان لتطمئن القلوب باليقين, وقد تمثلت معجزة الإسراء في رحيل النبي من مكة, حيث يوجد المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي, أما معجزة المعراج فقد تمثلت في صعود النبي صلي الله عليه وسلم في فضاء الكون حتي تجاوز السماوات سماء سماء, تجاوزها مكانا ماديا, وتجاوزها مكانة روحية, وظل يرتفع حتي وصل إلي سدرة المنتهي, ووقع هذا كله في لحظة واحدة قبل أن يبرد فراشه.
وحين تحدث الرسول صلي الله عليه وسلم عن معجزة الاسراء والمعراج رفض الكثيرون تصديق ما حدث.
كان العرب يقطعون المسافة بين القدس ومكة في أسابيع مستخدمين الإبل والخيل.
كان العرب يقيسون ماحدث طبقا لامكانات البشر, بينما ماحدث كان تابعا لمشيئة الله.
وكلمة سبحان تفسر لنا.
وقد حدثتنا السنة المطهرة ان جبريل عليه السلام كان رفيقا للرسول في رحلته, وان البراق كان هو الوسيلة المستخدمة في قطع المسافة, والبراق دابة تضع طرفها عند نهاية نظرها, وهذا وصف يعبرعن سرعتها الهائلة.
بارك الله فيك يارا
وفي موازين حسناتك