تخطى إلى المحتوى

تاريخ الأديان في الجزائر 2024.

  • بواسطة
سأحاول من خلال هذه المقالة أن أبين محل الديانات التوحيدية في الجزائر منذ العصور القديمة لنرى علاقة ما هو مقدس و مدنس حسب التعبير السوسيولوجي أو بصفة أبسط علاقة الدين بالسياسة في هذا المجتمع معتمدا على منهج سردي سوسيو تاريخي سياسي أرجو أن أكون قدمت درسا مفيدا و مقبولا تحياتي للجميع أرجو ان يعجبكم الدرس.

تعرضت مع نهاية العصور القديمة ، الأديان الوثنية ذات الأصول الافريقية و الليبية البربرية، أو تلك التي دخلت عن طريق البحر المتوسط من قبل الفينقيين خاصة( منذ نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد) و من قبل الرومان فيما بعد ( بواسطة الشعوب التي سيطرت عليها منذ نهاية حروبهم مع القرطاجيين في 146 ق-م) ، لمنافسة الديانة التوحيدية التي دعت اليها اليهودية و كذلك المسيحية فيما بعد. و قد تم التأكد من وجود هذه الأخيرة بالجزائر منذ الألفية الثانية للميلاد.
و قد برهنت هذه الديانة على حيوية خاصة في تلك الفترة ، حيث قامت الكنيسة الافريقية الشمالية، من خلال شخصيات مثل تورتوليان( القرن الثاني و الثالث) و أوغسطين( القرن الرابع و الخامس). بترك آثار عميقة في تاريخ المسيحية اللاتينية، و يبدو على الرغم من كون هذه الديانة متجدرة اكثر في المدن نجد أنها قد حاولت ان تخترق المناطق الريفية كذلك، كما يشير الى ذلك الالتحام الذي تم في القرنين الرابع و الخامس بين الحركة الاجتماعية التابعة للسيركونيليون و الدوناتية،و قد اعتبرت هذه الحركة في نظر الكاثوليكية بالمهرطقة، و هكذا سيدفع سقوط الامبراطورية الرومانية في القرن الخامس و دخول الاسلام الى شمال ايفريقيا منذ القرن السابع الجماعات المسيحية الى الهامش. و قد تعود الأثار التي تركتها في البلاد( و كذلك بالنسبة للغة اللاتينية) الى القرن الثاني عشر.
أما بالنسبة الى الديانة اليهودية فقد سبق تواجدها بافريقيا الشمالية قبل الديانة المسيحية اذ يعود ذلك الى الألفية الثانية قبل الميلاد. إنتشرت اليهودية في الأوساط البربرية للتل و الصحراء ( في منطقة توات خاصة). و قد تعززت بحكم قوافل الهجرة الآتية من المشرق و من البحر الأبيض المتوسط، و من اسبانيا بالضبط و بخاصة مع نهاية الفترة الفيزيوقوطية. و كذلك بعد سقوط الأندلس و غرناطة سنة 1492 و هروبا من محاكم التفتيش.

و على خلاف المسيحية نجد أن اليهودية في المغرب الأوسط أي الجزائر قد صمدت نسبيا أمام التوسع الاسلامي. و لكن سيكون مصيرها مرتبطا بالاستعمار الفرنسي و بالأخص بعد صدور مرسوم كريميو سنة 1871 الذي منح الجنسية الفرنسية لكل يهود الجزائر و يفسر هذا الحدث بالاضافة الى الاستعمار الصهيوني لفلسطين، الذهاب الجماعي لليهود و للمسيحيين من الجزائر فور حصول هذا البلد على الاستقلال سنة 1962. و قد اعادت المسيحية الظهور بوصفها ظاهرة دخيلة هذه المرة، و لكنها محصورة في السكان الكولنياليين ذوي الأصول الأروبية و قلة من الجزائريين المسيحيين منذ القدم أو ما عرفته حملات التنصير مؤخرا بمناطق مختلفة من الجزائر من اعتناق لهذه الديانة( لكن يبقى عدد المتمسحين في الجزائر عديم الأهمية).
و ستتمكن الديانة الاسلامية منذ دخولها الى الجزائر في القرن السابع من تحقيق نجاح كبير ، الى حد أنه أصبحت تشكل المصدر الأساسي للشرعية السياسية.لمختلف الأنظمة و الامبراطوريات التي ترى النور بالمنطقة، بما فيها الامبراطورية العثمانية التي التحق بها المغرب الأوسط عندما أصبح الضغط الأروبي( الاسبان في البداية) يلوح في الأفق، و لا داعي للعجب اذا كانت الديانة الاسلامية مطلوبة باستمرار بوصفها دعامة ايديولوجية حاسمة في مقاومة الاستعمار الفرنسي.
أي بالتالي ستصير الديانة الاسلامية المرجعية الأولى في أي تنظيم أو عمل سيكون في ايطار هذا المجتمع بعد الاستقلال أو كما كان قبله اذ كانت انطلاقة جبهة التحرير الوطني و ستكون المادة الثانية لدستور الجزائر المستقلة بحكم تجذرها الرسمي في ذهنية أي فرد جزائري بمختلف تجلياتها من اسلام شعبوي أو ما سيدخل على الجزائر من اسلام شرعي الذي سيحاول اعادة فرض أجندته السياسية على المجتمع الجزائري.

شكراااااااااااااااااااااااا
مشكور أخي على الالمعلومات القيمة..
بارك الله فيك
شكرا لمروركم الجميل نحن في خدمتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.