تخطى إلى المحتوى

بمناسبة الاستسقاء: كمية المطر في كل عام واحدة، لكن تصريفه يختلف. 2024.

  • بواسطة

قال ابن عاشور رحمه الله في التحرير والتنوير عند تفسيره لقوله تعالى :{ولقد صرفناه بينهم ليذكروا}الفرقان :50 :

ويؤخذ من الآية أن الماء المنزّل من السماء لا يختلف مقداره وإنما تختلف مقادير توزيعه على مواقع القَطر ، فعن ابن عباس : ما عامٌ أقل مطراً من عام ولكن الله قسم ذلك بين عباده على ما شاء . وتلا هذه الآية . وذكر القرطبي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « ما من سنة بأمطرَ من أخرى ولكن إذا عمل قوم المعاصي صَرف الله ذلك إلى غيرهم فإذا عصوا جميعاً صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار » (1) اه . فحصل من هذا أن المقدار الذي تفضل الله به من المطر على هذه الأرض لا تختلف كميته وإنما يختلف توزيعه . وهذه حقيقة قررها علماء حوادث الجو في القرن الحاضر ، فهو من معجزات القرآن العلمية الراجعة إلى الجهة الثالثة من المقدمة العاشرة لهذا التفسير.

………………………… ………………………… ……..

(1) أخرج الألباني في الضعيفة عن عبدالله بن مسعود مرفوعا : ما عامٌ بأمطَرَ من عامٍ ، ولا هبَّت جَنوبٌ إلَّا سالَ وادِ.4460
قال الألباني معلقا :
قلت: وهذا اسناد رجاله ثقات ،غير ابراهيم بن مكثوم وهو بصري، ذكره ابن أبي حاتم-1/1/139- من رواية موسى بن اسحاق الأنصاري فقط عنه ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وأعله البيهقي بالوقف فقال: كذا روي مرفوعا بهذا الاسناد والصحيح موقوف.

ثم ساقه من طريق أخرى عن الركين عن أبيه عنه قال :
ما عام بأكثر مطرا من عام، ولكن الله يحوله كيف يشاء.
وعن ابن عباس نحوه ا ه.

نقلا مع التصرف عن منتديات التصفية و التربية(حدف التحقيق الحديثي).

التحقيق الحديثي لمن أراده.

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :

قال العلامة المدقق المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة –ج5/ص592-:

كمية المطر في كل عام واحدة، لكن تصريفه يختلف

2461-" ما من عام بأكثر مطرا من عام ولكن الله يصرفه حيث يشاء"
ثم قرأ: {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا}الفرقان :50.
أخرجه ابن جرير في التفسير"-19/15-، والحاكم -2/403- من طريق سليمان التيمي: سمعت الحسن بن مسلم يحدث طاوسا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فذكره، والسياق له، وكذا الزيادة الثانية في رواية، والزيادة الأولى للحاكم، وقال :
"صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وله شاهد يرويه يزيد بن أبي زياد أنه سمع أبا جحيفة يقول: سمعت عبدالله بن مسعود يقول : فذكره.
أخرجه ابن جرير.
قلت: و رجاله رجال الشيخين،غير يزيد هذا-و هو الهاشمي مولاهم- وهو سيئ الحفظ، فلا بأس به في الشواهد، وعزاه في " الدر المنثور"-5/73-للخرائطي في "مكارم الأخلاق".
وقال البغوي في "معالم التنزيل"-6/184 كنار- عقب حديث ابن عباس :
وهذا كما روي مرفوعا : ما من ساعة من ليل ولا نهار، إلا والسماء تمطر فيها، يصرفه الله حيث يشاء . وذكر ابن اسحاق وابن جريج ومقاتل ؛ وبلغوا به ابن مسعود يرفعه قال : ليس من سنة بأمر – أي أسوأ – من أخرى ولكن الله قسم هذه الأرزاق فجعلها في السماء الدنيا ؛ في هذا القطر ينزل منه في كل سنة بكيل معلوم ووزن معلوم وإذا عمل قوم بالمعاصي حول الله ذلك إلى غيرهم فإذا عصوا جميعا صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار.
قلت: فيظهر مما تقدم أن الحديث مرفوع و إن كان موقوفا، فهو في حكم المرفوع، لأنه لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد، ولأنه روي مرفوعا. والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.