تخطى إلى المحتوى

بدع القبور والأضرحة 2024.

: د. محمد العوضي.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

نحن نؤمن بأن زيارة القبور حكم شرعي وثانيا أنها حاجة نفسية طبيعية وفطرة إنسانية ونعلم أن زيارة القبور مشروعة للاعتبار وللدعاء للموتى وللأحكام التي نعرفها.
وأخطر ما في الدين أن يتوسع في بعض هذه الأمور ثم يفرع على هذا التوسع إلى أن تنتهي المسائل إلى أن يكون ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام شيئا والأمر الذي توصل إليه المسلمون اليوم بعد عهود شيء آخر.
سأضرب لكم مثلا ذهبت إلى الإسكندرية وفي آخر يوم في الصباح أردت أن أستكشف معالم الإسكندرية فذهبنا إلى مسجد المرسي أبو العباس.
ورسالتي الماجستير كانت في التصوف الفلسفي والفكر الغنوصي ودور الاستشراق في دراسة هذا الفكر ونظرية وحدة الوجود.
فأردت أن أتعرف على هذا التراث ولما ذهبت إلى مسجد المرسي أبي العباس وجدت ضريحا هناك داخل المسجد ووجدت بعض الجالسين ومنهم بعض النساء وراء قاطع خشبي يعزلهن عن الرجال وبيدهن مسابح وكلها أجواء معينة.
ورأيت بعض الظواهر التي لم تعجبني والتي تدخل في دائرة البدع ولما خرجت من باب المسجد وجدت الملاحظ وهو رجل فاضل وقلت له يا سيدي هل يجوز ونحن أمة تقرأ القرآن وتقرأ" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني" هل يجوز التوجه إلى القبر مباشرة والطلب منه مباشرة…..؟
فقال يا بني لا يوجد أحد يطلب من الضريح لأن صاحب الضريح محتاج إليك لكي تدعو له وليس العكس.
فقلت له والناس الذين يفعلون هذا الشيء….؟
فقال يا بني العوام لا حكم لهم.
وبينما نحن نتكلم عن هذه الأمور دخلت امرأة عجوز تربط المنديل على رأسها وكأنها تعمل في مطعم وبيدها إبريق فلما وصلت إلى داخل المسجد نادت بكل صوتها مدد يا مرسي.
فقلت له ما رأيك يا فضيلة الشيخ….؟
فقال ماذا نصنع بالعوام وبدأ يأتي لي ببعض الآثار التي توضح فضل زيارة القبور.
هذا المشهد لا زلت أذكره وكنت أتمنى أن أزور مشاهد أكثر وأن أقترب وأمسك الدفتر وأرصد رصدا علميا لكي أدرس هذه الظاهرة ظاهرة التوسل بالأموات والتكالب على الأضرحة والتمسح بها وأكل تراب الأضرحة في بعض البلدان كما هو مصور.
أدرس البعد النفسي فيها والبعد التربوي والجانب السياسي والاقتصادي وقبل كل شيء الجانب الشرعي والعقدي والإيماني وكل هذه الظاهر تدخل في دائرة التراجع الحضاري التي تلحظه الأمة.
فالغرب يأخذ الأسباب والغرب يخطط والغرب يبذل الجهود للانتصار.
وهذا اليأس العام بعد أن يأسنا من أنظمتنا والعالم أجمع بدأنا نلجأ إلى ما لا يصلح أن نلجأ إليه ألا وهو الاستغاثة بالأموات وطلب الحاجات وقضائها من الذين واروا الثرى.
إذا أردت أن أنقل كلام المفكرين والعلماء في هذا الموضوع المنتشر بين الناس مثل زيارة القبور مشروعة وأخذ العبرة منها مشروع والدعاء للأموات مشروع.
لكن ما يحدث اليوم هو الذي يجعل الإنسان يندم.
إننا ننظر إلى هؤلاء بمنظار الشفقة والخوف على ما وصل إليه الناس من البدع والتخريفات إلى هذه الدرجة.
لدرجة أنني ذهبت إلى جبل أحد في المدينة المنورة وعندما زرت قبور الشهداء رأيت اللجنة التي تبصر الناس بالحكم الشرعي والتي تجمع ما يقذف من رسائل وما يوضع على قبور الشهداء.
فأعطوني رسالة يطلب فيها صاحبها من أحد الشهداء أن يساعده في الحصول على درجة الامتياز في رسالة الدكتوراه التي سيقدمها.
أحياؤنا لا يرزقون بدرهم وبألف ألف يرزق الأموات

من لي بحظ النائمين بحفرة قامت على أحجارها الصلوات

يسعى الأنام لها ويجري حولها بحر النذور وتقرأ الآيات

بارك الله فيك على الموضوع

جزاك الله على النقل الطيب
لا حول ولاقوة إلا بالله .
بارك الله فيك أخي يونس على ما خطته يمناك وجزاك الله كل خيرا ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.