يا ظلام الليل يا طـاويَ أحـزان القلـوبِ ليـت آفاقـك تـدري مـا تُغنـي شفتاهـا
أنظرُ الآن فهـذا شبـحٌ بـادي الشُحـوبِ آه يا ليلُ ويـا ليتـك (تـدري)(مـا مُناهـا)
جاء (يسعى) تحت أستارك، كالطيف الغريب جنها الليلُ فأغرتهـا الدياجـي، والسكـونُ
حاملاً فـي كفـه العـود يُغنـي للغيـوبِ وتصباها جمالُ الصمتِ، والصمـتُ فنـونُ
ليس يعنيه سُكونُ الليلِ في الوادي الكئيـبِ فنضت برد نهـارٍ لـف مسـراهُ الحنيـنُ
هو ، يا ليلُ، فتـاة شهـد الـوادي سُراهـا وسرت طيفاً حزيناً فإذا الكـونُ حزيـنُ
أقبـل الليـل عليهـا فأفاقـت مقلتـاهـا فمـن العـودِ نشيـجٌ ومـن الليـلِ أنيـنُ
ومضت تستقبـلُ الـوادي بألحـان أساهـا
البناء الفكري ( 08ن )
1- من تخاطب الشاعرة في النص ؟ ومن تقصد بلفظة الفتاة فيه . (2ن)
2-عرضت الشاعرة قصيدتها في شكل لوحات شعرية ، اشرح مضمون اللوحة الأولى. (2ن)
3-في النص بعض مظاهر التجديد. حدد مظهرين في المضمون ومظهرين في الشكل . (2ن) 4-يسيطرعلى القصيدة شعور واحد، حدده معللا إجابتك بقرائن لغوية. (2ن)
– البناء اللغوي ( 08ن )
1- عين النمط الرئيسي للنص . (0.5ن)
2- اشرح كيف ساهمت الصورة الشعرية في بناء الموقف الشعري عند الشاعرة في المقطع الثاني. (2ن)/ 3-أعرب ما تحته في النص و بين الوظيفة النحوية لما بين قوسين .(3.5ن)
4- اكتب السطر الأول والثاني كتابة عروضية وحدد تفعيلاتهما و سم بحرهما . (2ن)
– التقويم النقدي ( 04ن )
يقول ألفريد دي موسيه : ( لا شيء يجعلنا كبارا كالألم ) على ضوء هذه العبارة وسع ما فهمت منها وبين كيف عبر شعراء العصر الحديث عن هذه الظاهرة مبينا أسبابها وآثارها بالتمثيل مما درسته.
الإجابة النموذجية لامتحان الفترة 2 آداب وفلسفة ( قصيدة نازك الملائكة )
البناء الفكري
تخاطب الشاعرة في النص ظلام الليل البهيم
أما الفتاة فهي نفسها الشاعرة نازك الملائكة التي كانت تعشق الليل وتتغنى في ظلامه .
عرضت الشاعرة قصيدتها في شكل لوحات فنية أداتها الرسم بالكلمات .
ففي اللوحة الأولى تخاطب الشاعرة في الأبيات الخمس الأولى الليل كأنه إنسان يسمع يحس ويفهم على عادة الرومانسيين تحدثه عن نفسها وتبثه أشجانها .
النص حافل بمظاهر التجديد منها :
من حيث المضمون : الوحدة العضوية التي جعلت من القصيدة كائنا حيا كل جزء فيها يؤدي مهمة عضو من أعضائه .استعمال الرمز الذي شاع بين شعراء قصيدة التفعيلة والاعتماد على الصور الكلية التي تنقل القارئ من مشهد لآخر .
من حيث الشكل : تقسيم القصيدة إلى خماسيات كل مجموعة تنتهي بروي واحد مناسب للجو النفسي للشاعرة
وتغيير القافية أيضا بنفس الشكل .
يسيطر على القصيدة شعور واحد هو الشعور بالحزن والضياع والتوهان ومن هنا فإن المعجم الدلالي عندها يمتلئ بكثير من العبارات والأساليب التي تكشف عن هذا الحزن العميق. منها : ( أحزان القلوب ’ شبح بادي الشحوب ’ الكئيب ’ أساها ’ طيفا حزينا ’ أنين )
البناء اللغوي
النمط الغالب على القصيدة هو النمط السردي الذي خدمه كل من الوصف والإيعاز
حيث أكثرت من الأفعال الماضية والمضارعة استعمال الظروف الروابط .
في المقطع الثاني استطاعت الشاعرة أن ترسم لنا موقفها من الوجود الكون والحياة فجعلتنا نقترب من عالمها الخاص فهي تعزف وتغني وتتخذ من الليل أنيسا ومسامرا فهي مثل الرومانسيين تناجي الليل وتبثه أشجان نفسها .
الوظيفة النحوية للجملة الواردة بعد الفعل جاء ( يسعى ) جملة فعلية في محل نصب حال .
كتابة السطر الأول والثاني كتابة عروضية وتحديد بحره .
يا ظلام الليل يا طاوي أحزان القلوب
يا ظلام لليل يا طاوي أحزان لقلوبي
/0//0/0/0/ /0/0///0/0/0//0/0
فاعلاتن فاعلاتن فعلاتن فاعلاتن
انظر الآن فهذا شبح بادي الشحوب
انظرلاان فهاذا شبحن باديششحوبي
/0//0/0///0/0///0/0/0/0/ 0
فاعلاتن فعلاتن فعلاتن فاعلاتن
اعتمدت على تفعيلة فاعلاتن كررتها أربع مرات في كل سطر شعري وهي تفعيلة بحر الرمل
وقد جاءت القافية مناسبة تماما للحالة النفسية للشاعرة وقد غيرتها مع كل مقطع شعري
الباء المكسورة في المقطع الأول وفي المقطع الثاني جاءت القافية بالألف التي تقتضي فتح الفم وخروج الهاء وناسب ذلك الحديث عن يقظة الفتاة وانفتاح عينيها . المقطع الثالث انتهى بحرف النون المضمومة وحرف ثقيل زادت الضمة في ثقله وهو مناسب للحديث عن الأسى والحزن .
التقويم النقدي
يقول الفريد دي موسيه : لا شيء يجعلنا كبارا كالألم
يولد الفن العظيم في أحضان الألم العظيم، وأنَّات الفنانين والأدباء هي وهجهم المتألق ولحنهم الخالد عبر الزمن. وعبر تاريخ الفنون تختلف حكايات الألم وتتنوع مصادر المعاناة ولكنها تتجسد في ذات الإنسان وعياً بالحقيقة ونضوجاً في الفكر وبحثاً عن سعادة لا تحققها أحلام الحياة القصيرة الآفلة قد تتغير الأسباب وتختلف الغايات والمقاصد ، ولكن تبقى معاناة الألم نبعاً فياضاً للفن العبقري الخالد. ولقد اعتزّ كثير من الفنانين بآلامهم وأحزانهم واعتبروها تميزاً لهم وتفرداً فوقياً عن سائر مَنْ حولهم وخاصةً الشعراء.
يقول صلاح عبد الصبور في كتابه "حياتي في الشعر": "لست شاعراً حزيناً، ولكنني شاعر متألم. وذلك لأن الكون لا يعجبني، ولأني أحمل بين جوانحي كما قال "شيلي" شهوة لإصلاح العالم… الشعراء يعرفون أن سبيلهم هو سبيل الانفعال والوجدان وأن خطابهم يتجه إلى القلوب.
من أسباب الحزن الواقع العربي هنالك عجز مر وسيف منكسر ويأس تطاول حتى تولد الإحساس بالإحباط وبالهزيمة. وهذا أمر أبعد الشعراء عن الإحساس بالفخار وطغى عليهم المرار واليأس . بالإضافة إلى الجوع والفقر وسوء المعاش والتأثر بالغرب …
ومن هنا يجد الشاعر نفسه كالطائر مهيض الجناح لا يقوى على تغيير هذا الواقع المر فينعكس ذلك على نفسيته وشعوره فيكتب لنا عن الآلام والجراح والهوان. فيكون سبيله الرجوع إلى الماضي فيرتمي في أحضانه كما في قصيدة أبي تمام لصلاح عبد الصبور ..
أو أغنيات للألم لنازك الملائكة أو آلام الغربة لعبد الرحمن جيلي …
بتوفيق لطلبة الباكالوريا اتمني ان تستفيدوا لانه منقول لاجلكم
وبي التوفيق لطلابينا