عندما يحدث تصادم ما مع الأهل أو الأصدقاء أو الجيران، في غياب الرجل.. فإن ردود أفعال النساء تتباين من واحدة إلى أُخرى عند حضوره..
فالحمقاء تجد لذة خبيثة في تجسيم النزاع، وتحويره وتهويله! زاعمة أنّها قد أهينت في صميم كرامتها، وأنّها ليس لها رجل يعرف كيف يدافع عنها، ويُلزم خصومها المعتدين حدّ الاحترام والأدب!
وبهذه الطريقة الطائشة في خبثها، تمضى تلك المرأة في إثارة أعصاب زوجها، وإيغار صدره على الناس، حتى إذا امتلأت نفسه غيظاً وحنقاً، وثار، وتهور في ثورته إلى حدّ الخطر، رُوّعت المرأة وولولت وانتحبت، وراحت تؤكّد بأغلظ الأيمان أنّها لم تقصد إلى شىء من هذا، بل لم تتوقع حدوث ما حدث!!
وهكذا تجمع تلك الحمقاء أكوام الحطب، وتشعل فيها النار، ثمّ تعجز بعد ذلك عن إخمادها; فيمتلكها الذعر عندما ترى النار تحرق رجلها، وبيتها، وحياتها.
ولذلك فقد قال سليمان بن داود في حكمه: «المرأة العاقلة تبنى بيتها، والسفيهة تهدمهُ».
نعم.. إنّ المرأة العاقلة تبنى بيتها
لأنّها تعمل على ان يضبط زوجها نفسه، وتحرص على هدوء أعصابه، ولا توغر صدره; فلا تحرّف الأحاديث، ولا تهول ما حدث من سوء فهم أثناء غيابه; لأنّها تعلم أن تهاويل المرأة أفعل في عقل الرجل من السموم، وأفعل في نفسه من وقع الإهانة المباشرة، مما قد يؤدي به إلى ارتكاب فعل يترتب عليه أسوأ النتائج.