مازال البحث عن وسائل تشخيصية من أجل اكتشاف السرطان في مراحله الأولى هو الشغل الشاغل لمعظم الباحثين في العالم.
وفي إطار هذا السعي توصل الباحثون في مركز جونسون بجامعة كاليفورنيا إلى تطوير فحص بسيط لعينة من اللعاب، أمكن من خلاله تشخيص سرطان الرأس والعنق.
واعتبر العلماء هذا الاكتشاف نقطة انطلاق نحو تطوير وسائل تشخيص أخرى للكشف المبكر عن بقية أنواع السرطان، ويؤكدون أن هذا الفحص البسيط للعاب هو كل ما نحتاجه لتشخيص السرطان في مراحله الأولى.
فقد كشف الباحثون مؤخراً عن أربع علامات حيوية وهي جزيئات تتعلق بالحمض النووي (أر.أن.أي) أمكن توظيفها في الكشف الدقيق عن وجود سرطان الرأس والعنق، بحيث قدرت حساسية هذا الفحص بنسبة 91%.
ويقول الباحث ديفد وونغ أستاذ الطب الحيوي بجامعة كاليفورنيا إن الطريقة الجديدة تعتمد على فحص بسيط وآمن لتشخيص الأمراض وبخاصة السرطان، ويمكن أن تقدم دليلا علميا على إمكانية استخدام فحص اللعاب كنقطة بداية نحو تطوير وسائل تشخيص لأمراض أخرى مثل سرطان الثدي.
ثورة تشخيصية
ويعتقد الباحثون أنهم بهذا الفحص يقدمون بديلاً عن الدم والبول للبحث عن علامات السرطان مادام اللعاب يحتوي على نفس البروتينات الدالة على الإصابة بالمرض، رغم وجودها بنسب أقل عن مستويات وجودها في الدم.
ويعود الفضل في هذا الكشف إلى التطور الحديث الذي حققته التكنولوجيا المجهرية في دراسة الجزيئات والذرة، مما أحدث "ثورة" في مجال التشخيص.
ويعكف فريق البحث على دراسة ما يمكن أن يحتويه اللعاب من مواد أخرى ضمن 3000 علامة نووية تنتمي إلى الحمض النووي (أر.أن.أي).
واعتمد هؤلاء على قياس أربع علامات نووية فقط تدل على الإصابة بسرطان الرأس والعنق، ثم استطاعوا التمييز بين مجموعة من المصابين ومجموعة أخرى من غير المصابين بالسرطان بواسطة فحص اللعاب.
ويتميز فحص اللعاب بكونه أكثر أماناً من التشخيص الذي يعتمد على الدم، بالإضافة إلى كونه أسلوبا رخيصاً وسريعاً
عافانا الله و إياكم