استمتع جمهور قُطبي الكرة الاسبانية والعالمية برشلونة وريال مدريد، الموسم الماضي، بمباريات الكلاسيكو كما لم يفعلوا من قبل، من خلال خمس مواجهات كاملة شكلت فصول معركة شرسة تسيدها الفريق الكتلاني بشكل شبه كامل فتفوق في الليغا ثم في ابطال اوروبا تاركا للريال كاس ملك اسبانيا لينقذ به ماء وجه فريق الملوك الذي واصل سلسلة نكباته رغم المبالغ الخيالية التي ينفقها رئيسه بسخاء.
ويعود الفريقان هذا الموسم للاصطدام مجددا في كأس السوبر الاسباني الأحد المقبل، البارصا سيبحث عن ثالث الألقاب في موسمه والريال سيحاول تعكير صفو أفراح عدوه اللدود بقيادة الداهية البرتغالي مورينهو في مقابلة تبدو مفتوحة على كل الاحتمالات مع امتياز طفيف للبارصا لسطوة الاسم فقط ليس إلا.
البارصا المنتشي بموسم كروي ناجح راكم فيه لقبين ثقيلين بقيادة المدرب وابن الفريق غوارديولا الذي أثبت عبقريته على مدى ثلاث سنوات متتالية،يدخل المباراة معززا صفوفه بالنجم الشيلي الصغير اليكسيس سانشيز في انتظار حسم صفقة سيسك فابريجاس قائد ارسنال الانجليزي الذي من المنتظر أن يعوض غياب نجم الوسط شافي هيرنانديز بسبب الإصابة، إذ ورغم تعثره في المباريات الإعدادية يأمل جمهور النادي الكطلاني أن يستعيد فريقهم وهجه المعتاد في مواجهة الغريم التقليدي.
ريال مدريد الذي يدخل موسمه الثاني تحت قيادة مورينهو فاز في جميع مبارياته الاعدادية السبع مع تألق ملفت لمهاجمه الجزائري الأصل كريم بنزيمة من المحتمل أن يغيب عنه المدافع الصلب سيرجيو راموس الذي خرج من تشكيلة بلاده لمباراة ودية إمام ايطاليا للإصابة، ورغم ذالك فان الريال يمني النفس ببداية جيدة خصوصا مع تأكيد مدربه أن موسمه الثاني مع الفرق التي يدربها يكون ممتازا بكل المقاييس،ما يعد بمباراة عاصفة ستحمل بكل تأكيد كل مقومات الفرجة الكروية الراقية.
للمغاربة خصوصا أهل الشمال منهم قصة طويلة مع مباريات الكلاسيكو ،فكل مهتم بكرة القدم وهم كثر يعتبر الكلاسيكو موعد شبه مقدس يتخلى فيه عن كل أشغاله وانشغالاته ليستمتع بسحر لحظات كروية لاتخيب ظنه في الغالب،ولذلك تعلن حالة الطوارئ في المقاهي مبكرا وعلى الراغبين في ضمان مقعد مريح يتيح لهم فرجة ممتعة رفقة أصدقائهم التشمير عن سواعدهم فيبادروا إلى أقرب مقهى وقبل بداية المباراة بساعات لحجز المقاعد التي يريدون وبالثمن الذي يريد صاحب المقهى، إذ غالبا ما تخضع الأسعار لتغييرات جوهرية ولا مجال ل "الشطارة" بل يمتد الأمر ببعض المقاهي لفرض نوع معين من الاستهلاك " السخون والو أخاي ،طلب شيحاجة باردة ".
المقاهي تحتل بشكل كامل من طرف أنصار البارصا والريال وهم في الغالب زبائن طارئون فيما ينزوي رواد المقهى الدائمون وهم قلة قليلة في أحد الأركان أو خرجوا للهواء الطلق هروبا من الضجيج والاختناق.
موعد كلاسيكو الذهاب والذي سيشاهده أزيد من 500 مليون مشاهد عبر المعمور حسب صحيفة الأس الاسبانية المتخصصة وسيبث في 147 بلدا، برمج في الساعة الثامنة بتوقيت غرينيتش الموافق للتوقيت المغربي،نبأ غير سار بالنسبة للمشاهدين المغاربة الذين سيضطرون للمفاضلة بين واجباتهم الدينية التي يفرضها شهر رمضان وبين مباراتهم الأثيرة التي لا تتكرر كثيرا،فمن سيشاهد المباراة كاملة سيغيب عن صلاة التراويح ومن يفضل حجز مقعد في المقهى سيتخلى عن متعة الجلسة العائلية على مائدة الإفطار.
إذ و في الوقت الذي أبدى فيه البعض زهده في المباراة احتراما لخصوصية الشهر الكريم،وأصر البعض الآخر من المدمنين الحقيقيين على مشاهدتها كاملة واستعدادهم لتنظيم إفطار جماعي مع الأصدقاء في المقهى من أجل ذلك ،أمسك آخرون العصا من الوسط وقرروا متابعة الشوط الأول فقط باعتباره لن يؤثر على برنامجهم الرمضاني المعتاد.
لكن ارى ان العنوان غير مناسب
لأنك جعلت التراويح و الكلاسيكو و كأنهما خصمان…