القصة الأولى: الخصال الست 2024.

جلس شفيق البلخي مع حاتم الأصم,فقال شفيق:ها أنت ذا قد صحبتني,فأي شيء تعلمت؟.
قال:تعلمت ست كلمات.
قال شفيق أولهن.
قال:رأيت كل الناس في شك من أمر الرزق,وإني توكلت على الله تعالى حيث يقول:"وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها", فعلمت أني من هذه الدواب وأحدهما , فلم أشغل نفسي بشيء وقد تكفل لي به ربي
قال: أحسنت فما الثانية؟
قال: رأيت لكل إنسان صديقا يفشي إليه سره ويشكو إليه أمره, فقلت أنظر من صديقي, فنظرت فإذا كل صديق وأخ رأيته قبل الموت, أردت أن أتخذ صديقا يكون لي بعد الموت, فصادقت الخير ليكون معي يوم الحساب , ويجوز معي إلى الصراط , ويثبتني بين يدي الله عز وجل يوم اللقاء.
قال: أصبت ,فما الثالثة؟
قال: رأيت كل الناس لهم عدو , فقلت:أنظر من عدوي, فأما من اغتابني فليس عدوي, وأما من أخذ مني شيئا فليس هو عدوي, ولكن عدوي الذي إذا كنت في طاعة الله أمرني بمعصيته, فرأيت ذلك إبليس وجنوده, فتخذتهم عدوا, فوضعت الحرب بيني وبينهم.
قال: أحسنت, فما الرابعة؟
قال: رأيت الناس لهم طالب, كل واحد منهم ينتظر أحدا, فرأيت ذلك ملك الموت, ففزعت له نفسي, حتى إذا جاء لا ينبغي أن أمسكه فأمضي معه.
قال: أحسنت, فما الخامسة؟
قال: نظرت في هذا الخلق, فأحببت واحدا وأبغضت واحدا, فالذي أحببته لم يعطني, والذي أبغضته لم يأخذ مني شيئا, فقلت: من أين أتيت هذا؟, فرأيت أني أتيت هذا من قلبي فأحببت الناس كلهم, فكل شيء لم أرضه لنفسي لم أرضه لهم.
قال: أحسنت, فما السادسة؟

قال: رأيت الناس كلهم لهم بيوت ومأوى, ورأيت مأواي القبر, فكل شيء قدرت عليه من الخير قدمته لنفسي حتى أعمر قبري, فإن القبر إذا لم يكن عامرا لم أستطع القيام به.
فقال شفيق:
عليك بهذه الخصال الست فإنك لا تحتاج إلى علم غيرها
تقبلو تحياتي أرجو أن أكون قد أديت ولو بالقليل من واجبي أترككم لتصلو على خير الأنام صلى الله عليه وسلم