السؤال
أنا فتاة عمري 22 سنة، وقد تعرفت على شخص بعمري، وهو ناضج، وذو خلق ودين، واكتشفت أن عائلتنا لا تتناسب مع عائلته، لكنني أريده، وهو يريدني، وخاطب أهله، وخاطبت أمي، وليس لديها مانع، لكن أبي يرفض الفكرة، ساعدوني كيف أقنعه؟ وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشاب صاحب دين وخلق، فمثله قد حث الشرع على قبوله زوجًا، روى الترمذي وغيره، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض". وصاحب الدين مرجو منه إكرام الزوجة إن أحبها، فإن أبغضها لم يظلمها.
وليس لأبيك الحق في الاعتراض على زواجه منك لغير مسوغ شرعي. والفوارق بين العائلتين -المادية منها أو الاجتماعية، ونحو ذلك- لا يسوغ رد الخاطب بسببها؛ فحاولي إقناع أبيك، وأهم ما نوصيك به في هذا الصدد: الدعاء؛ فهو من خير ما يحقق به المسلم ما يبتغي، فقد قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وراجعي الفتوى رقم: 119608، وهي عن آداب الدعاء.
ويمكنك أيضًا أن تشفعي إليه بالمقربين من أهلك أو أصدقائه ونحوهم؛ فإن اقتنع فالحمد لله، وإلا فلك الحق في رفع الأمر إلى القاضي الشرعي، فإن ثبت عنده العضل زوّجك أو وكل من يزوجك، وراجعي الفتوى رقم: 214219.
وإن رأيت الصبر وإيثار مرضاة أبيك، فلعل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعل ذلك سببًا في زواجك ممن هو أفضل من هذا الشاب.
والله أعلم.