بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث النبوي قسمان :
"قسم توقيفى" وهو الذى تلقى الرسول صلى الله عليه وسلم مضمونه من الوحى فبينه للناس بكلامه , وهذا القسم وان كان مضمونه منسوبا الى الله فأنه _ من حيث هو كلام _ حرى بان ينسب الرسول صلى الله عليه وسلم , لان الكلام انما ينسب الى قائله وان كان ما فيه من المعنى قد تلقاه من غيره.
"وقسم توفيقى " وهو الذى استنبطه الرسول من فهمه للقرآن , لانه مبين له , او استنبطه بالتأمل والاجتهاد . وهذا القسم الاستنباطى الاجتهادى يقره الوحى اذا كان صوابا , واذا وقع فيه خطأ جزئى نزل الوحى بما فيه الصواب , وليس هذاالقسم كلام الله قطعيا .
ويتبين من ذلك :ان الاحاديث النبويه بقسمها التوقيفى والتوفيقى الاجتهادى الذى اقره الوحى , يمكن ان يقال فيها ان مردها جميعا بجملتها الى الوحى , وهذا معنى قوله تعالى فى رسولنا (وما ينطق عن الهوى * ان هو الا وحى يوحى ) .
اما الحديث القدسي معناه من عند الله عز وجل , يلقى الى الرسول بكيفية من كيفيات الوحى – لا على التعيين . واما الفاظه فمن عند الرسول صلى الله عليه وسلم
على الراجح ونسبته الى الله تعالى نسبه لمضمونه لا نسبه للألفاظه , ولو كان لفظه من عند الله لما كان هناك فرق بينه وبين القرآن
بارك الله فيكـ .