( الفتاة كقطرة المطر لا أحد يدري أتسقط في قصر أم في الوحل ؟ ) .
وهذا أجمل مثل ٍ قرأته عن الفتاة ، فهي كقطرة المطر لا يدري أحدٌ أين تستقر ؟ هل تقع في
قصر بديع ؟ أم في حديقة غناء ؟ أم في وحل من الأوحال ؟ .
ولو تأمل الإنسان عدداً من الفتيات وفكر في مصيرهن بعد الزواج لأدرك حقاً أنهن كقطرات
المطر لا أحد يدري عنهن أين يقعن وأي مصير يواجههن بعد الزواج …
هل تتزوج الواحدة من فارس أحلام أصيل … أم تتزوج من (حمار) لا يحسن سوى النهيق ؟ .
هل الزوج الذي اختاره لها الأهل _ وبموافقتها _ يسعدها أم يشقيها ؟ … لا أحد يدري سوى
الله تبارك وتعالى …
وإن كان هناك أسباب ومؤشرات … فقد استشار رجلٌ الحسن البصري _ رحمه الله _ قائلاً :
إن لي بُنية ولا أدري لمن أُزوجها ؟ .
فقال الحسن :
زوجها لرجل فيه دين ، فإن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها لم يظلمها..
وما أشد توق الفتاة البريئة وشوقها أن يحبها زوجها
فذلك أهم عندها من أن تحبه هي …
سُئلت أعرابيةٌ حديثة العهد بالزواج :
أتحبين زوجك ؟ .
فقالت :
المهم أن يحبني هو !
وجوابها صادق وحكيم ، فالمرأة إذا أحبها زوجها سعدت في حياتتها ، وإن لم تُحببه كل
الحب ! لأنها تُحقق ذاتها بحبه لها … ثم لا تلبث في الغالب أن تحبه ؛ لأنها تحب فيه حبه لها …
يقول النجديون :
( البنات همهن إلى
الممات ) !
ذلك بأن البنت همٌ على قلب الأب والأم ، لا ينتهي بعد الزواج … بل كثيراً ما يبدأ بذلك ، حين لا
تُوفق البنت في زواجها ، ولا تسعد بحياتها … وتأتي إلى بيت أهلها ودمعتها على خدها
مرة مضروبة ، ومرة مهانة ، ومرة مطرودة… وقد تأتي مطلقة على يدها طفلٌ يبكي …
غير أن همّ البنات _ وإن لم يزل بعد _ قد خف في العصر الحديث ، مع تعليم البنات ، ووعيهن
ومشاركتهن في اختيار الزوج ، وما أتاح التعليم والوعي من قدرة على حل مشكلاتهن
بأنفسهن ، ومن مجال رحب لإسعاد أزواجهن ، ومن القدرة على العمل والكسب ومواجهة أعباء
الحياة … لم تعد البنت عبئاً .
وبعد … فالبنات أصدق حناناً من الأبناء وأكثر مودة ورحمة وأقل عقوقاً …
ولم يذق طعم ( الخلفة ) بحق من لم يُرزق بنتاً …
وهي خير وبركة على كل بيت تولد فيه .. بإذن الله تعالى .
تحياتي ،،،
بارك الله فيك
و الله موضوعك جد متميز…………….