”…الله ليس إقطاعيا يريد عبيدا له في الأرض , يسخرهم لأجل ذاته , كما يسخرهم السيد التاريخي في أرضه وحرسه وخدمه . إنه إلهه لا سيده , إنه أصله , روحه , هو يعطيه وجودا , بينما السيد يأخد منه .. العبد كل همه هو أن يتخلص من سيده , بينما الإنسان يلجأ إلى الله , ويفر إليه لايفر منه ليسمى آبقا مجرما .. السيد يرفض أن يرتقي العبد إليه , بينما الله يريدك على مقاسه , صورته وشبيهه في صفاته . لا يريد حتى أن تكون مريده وتابعه . فارق كبير بين الصلاة والسياط .. العلاقة بين العبد والسيد , سياط وظهر , وبين الإنسان والله مبدأ وقلب … علاقة وجود يربح بها على الله لا يربح بها الله عليه . كما هو السيد في ربحه المجاني في سخرة العبد بالقوة .”
الصفحة 17 ( لصوص الله إنقاذ اليوتوبيا الإسلامية )
عبد الرزاق الجبران
في الحقيقة راقني هذا المقطع كثيرا , لأنه بطريقة ما فسر نوع العلاقة التي يجب أن تربط الإنسان بخالقه , فهي علاقة كلها سمو يطغى فيها الإنسان ليس بسلطته وإنما برحمة إله الكون وخالقه . في الجهة المقابلة نجد بعض الفقهاء , يصورون الإنسان ضعيفا دليلا والله محتاج لذله لكي يحس بألوهيته . وكأنه خلق البشر ليذلهم , لا أعرف بأي منطق يفكر البعض .