قد يقول قائل: وهل الله عزَّ وجل يُحِبُّ منَّا أن نتعب؟! الجواب: ربنا لا يُحِبُّ تعبَك لكي تتعب، بل لكي تفرح، فما يحصلُ لك في أثناء الصيام من ارتفاع في إيمانك وتقوى وقوة التمسك بالدين والبُعد عن المُحرمات هو خيرٌ لك بكثير من وجبتين فقدتَهما في النهار، وأنت فقط ستؤجِّلهما إلى الليل، فمن قال أنَّ الصيام شيءٌ يُزعِجُ أصلًا؟! هذا علاج وراحة وسعادة، ألسنا في كل عام تزيدُ سعادتُنا في رمضان أكثر من بقية الأشهر مع أننا نعطش ونجوع في النهار بترك الطعام والشراب، وأجسامنا تتعب بالقيام والسهر في الليل؟ ولكن مع هذا نُحبُّ رمضان ونشعرُ بالسعادة فيه، ما أحلى رمضان!
الصيام سعادة للروح بالرغم من تعب الجسد
بل إننا دائمًا نسمعُ من الناس أنَّ رمضان قد مضى بسرعة ويا ليته كان أكثر من شهر واحد، كيف يجتمعُ هذا الفرح مع هذا التعب؟، مَن يحُلُّ لنا هذه المعادلة الغريبة؟! إنها ببساطة سعادة الروح التي كنا نتكلم عنها. أطعم الروح وأما الجسد أمره سهل، هذا شيء ثانوي، أهم شيء أن تكونَ أنت مُرتاحًا وسعيدًا في حياتِك، فكلما قَرَصَكَ الجوع، فقل في قلبِك يا ربِّي هذا الجوع لأجلِك أنت لأني أحبك، فاللهم ارزقني حبَّك كما أنني أحببتُك. قال تعالى "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ" البقرة:165