بعد مرور حوالي ساعة و خمس واربعين دقيقة تقريباً من بداية الرحلة تم الإبلاغ عن وجود مشكلة بالجهاز المسؤول عن إبقاء الطائرة في وضع مستقر في الجو وبعد "مناوشات فنية" قصيرة استمرت قرابة العشر دقائق وفى محاولة لابقاء الطائرة في الهواء في وضع متزن سقطت الطائرة في المحيط الهادي بالقرب من سواحل كاليفورنيا وقتل كل من كان على متنها 88 راكباً.
عند حدوث أي كارثة طيران نجد دائماً العديد من الأسئلة التي لا تتم الإجابة عليها مثل: ما سبب حدوث الكارثة وسقوط الطائرة؟ عادة ما يلجأ المحققون الى الصندوق الأسود الذي يحوي التسجيلات الخاصة ببيانات الرحلة وآخر يحتوي على التسجيلات الخاصة بمقصورة القيادة وذلك لمعرفة اسباب الحادث.
في أعقاب أي حادثة طيران يبدأ على الفور المحققون المختصون بالسلامة الجوية والتابعون للمجلس القومي لسلامة النقل الجوي في البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة ويكشف هذان الصندوقان تكلفة الواحد تتراوح بين عشرة و خمسة عشر ألف دولار تفاصيل الأحداث التي سبقت وقوع الكارثة.
لكن كيف يعمل الصندوق الأسود؟ وكيف ينجو دون أي شيء آخر من الكوارث؟ وكيف يتم العثور عليه و وتحليل ما به من بيانات؟
التسجيل والتخزين
أغلب الصناديق السوداء المستخدمة اليوم تعتمد على شريط مغناطيسي استخدم لاول مرة في ستينيات القرن الماضي أو لوحات ذاكرة صلبة بدأ أستخدامها لأول مرة في التسعينيات وتعمل الشرائط المغناطيسية كأي شريط تسجيل حيث يتم لف رأس مغناطيسية حول الشريط ذاته وبالتالي يمكن حفظ المعلومات على تلك الرأس. غير أن صناع الصندوق الأسود توقفوا عن صناعة المسجلات المزودة بالشرائط المغناطيسية، خاصة وأن اغلب شركات الطيران تحولت إلى استخدام تكنولوجيات أكثر تقدماً في عمليات تسجيل البيانات وحفظها.
تخزن المعلومات الخاصة بالصندوقين الأسودين في طاقم لوحات الذاكرة داخل الوحدة المخصصة للذاكرة ولا يزيد قطر لوحات الذاكرة عن 75 ،1 بوصة او 45 ،4سم وطولها حوالي بوصة أو54 ،2 سم وتحتوي لوحات الذاكرة على مساحات تخزينية رقمية تسع حوالي ساعتين من المعلومات الصوتية الخاصة بتسجيلات مقصورة القيادة و25 ساعة من المعلومات الخاصة بالرحلة وتأتي الطائرات مزودة بأجهزة استشعار وتتولى تجميع بيانات الرحلة.
كل المعلومات التي تجمعها أجهزة استشعار الطائرة يتم إرسالها إلى وحدة حفظ بيانات الرحلة والتي تقع في مقدمة الطائرة هذا الجهاز دائما ما يوجد في منطقة الأجهزة الإلكترونية اسفل مقصورة القيادة وتعد وحدة حفظ بيانات الرحلة بمثابة الوسيط في عملية تسجيل البيانات كلها فهي تحصل على المعلومات من أجهزة الاستشعار ثم ترسلها إلى الصندوق الأسود. وكل من الصندوقين مزود بواحد من اثنين من مولدات للطاقة التي تتغذى على الطاقة المتوافرة من محركات الطائرة وفي الطائرات الخاصة بالرحلات التجارية يوجد العديد من الميكروفونات داخل مقصورة القيادة لتسجيل أحاديث طاقم الطائرة هذه الميكروفونات قد صممت أيضا لتسجيل أي صوت آخر داخل مقصورة القيادة مثل طرقات الباب أو صوت سقوط أي شيء. هناك أيضا جهاز آخر داخل مقصورة القيادة ويسمى وحدة التحكم الملحقة وتوفر هذه الوحدة نوعاً من التكبير للأصوات التي تبعث للصندوق الأسود.
واغلب الصناديق السوداء المعتمدة على الشريط المغناطيسي تقوم بتخزين آخر 30 دقيقة من الصوت داخل مقصورة القيادة حيث يستخدم نوع من الشرائط التي تنهي دورة كاملة كل 30 دقيقة وعندما يتم تسجيل مواد جديدة تحل محل المواد القديمة أو الأصوات القديمة أما الصناديق السوداء التي تستعين بالمسجلات الصلبة فإنها تستطيع أن تسجل ساعتين كاملتين من الأصوات.
وللتأكد من جودة وقوة الصناديق السوداء يقوم صناع تلك الأجهزة باختبار وحدة حيازة الذاكرة بدقة. تذكر أن الصندوق الأسود هو كل ما يتبقى بعد أي كارثة وإذا حصل المحققون عليه تمكنوا من استرجاع المعلومات التي يبحثون عنها.من اجل اختبار الوحدة فان المهندسين يقومون بتعبئة بعض المعلومات داخل لوحات الذاكرة الموجودة في وحدة حيازة الذاكرة. شركة للاتصالات تستخدم أسلوباً عشوائياً لإدخال البيانات داخل كل لوحة من لوحات الذاكرة.هذه المعلومات يتم مراجعتها لتحديد إذا كان أي من البيانات قد تعرضت للتلف بسبب تأثير الحادث أو الحريق أو حتى الضغط.
بعد الكارثة
رغم أن اسمها الصناديق السوداء فإنها تأتي في الواقع في لون برتقالي زاهٍ. هذا اللون المميز يضاف إليه بعض الشرائط العاكسة الملتصقة بسطح الصندوق حيث يساعد المحققين على تحديد مكان الصندوقين عقب أي كارثة وتظهر فائدة هذا التصميم بشكل خاص في حالة سقوط الطائرة في الماء.
وهناك قصتان حول سبب تسمية الصندوقين بهذا الاسم. البعض يظن أن السبب هو أن الصناديق في البداية كانت تطلى باللون الأسود بينما يظن آخرون أن السبب يرجع إلى اللون الأسود الذي يغطي كل شيء بسبب الحرائق التي تنجم عن كوارث سقوط الطائرات.
الصندوق تحت الماء
بالإضافة إلى لون الطلاء والشرائط العاكسة فان الصناديق السوداء مزودة بجهاز يصدر الإشارات من تحت الماء وعند فحص الصندوق الأسود يلاحظ وجود جسم أسطواني صغير متصل بإحدى زوايا الجهاز وتعد هذه الاسطوانة بمثابة جهاز اطلاق الإشارات وحينما تسقط الطائرة في الماء يصدر هذا الجهاز نوعا من الإشارات أو النبضات التي لا يمكن أن يسمعها الإنسان تلك النبضات يتم التقاطها بواسطة جهاز السونار أو أجهزة التتبع وهناك جهاز استشعار تحت الماء على جانب اسطوانة النبضات والذي يشبه عين الثور وعندما يلمس جهاز الاستشعار الماء يتم تشغيل جهاز النبضات ويقوم الجهاز بإرسال نبضات بقوة 37 ،5 كيلوهيرتز ويمكن نقل الصوت حتى عمق 14 ألف قدم (4267 متر). حينما يبدأ الجهاز في الإرسال فانه ينبض بمعدل نبضة كل ثانية وذلك لمدة ثلاثين يوماً.
استعادة المعلومات
بعد العثور على الصناديق يأخذ المحققون التسجيلات إلى المعامل لتفريغ المعلومات المسجلة بها في محاولة لاعادة تصوير الحادث قد تستغرق هذه المهمة أسابيع وربما شهوراً للانتهاء منها.
إذا لم يتعرض صندوق بيانات الرحلة للتلف يمكن للمحققين ببساطة أن يعيدوا سماع التسجيلات بعد توصيلها بأحد أنظمة الطرد. في حالة الصناديق الصلبة يمكن للمحققين أن يستخلصوا البيانات المخزونة في خلال دقائق. في أحيان كثيرة فان الصناديق السوداء التي يتم إخراجها من الحطام تكون محطمة أو محترقة.في هذه الحالة يتم فصل وحدات الذاكرة وتنظيفها ويتم وضع كابل مشترك ثم يتم توصيل وحدات الذاكرة الى صندوق اسود سليم.
وبتواجد من هم مثلك اخي جاندر اكيد لن اياس
بمستوى تعلمنا…لقد جذبني العنوان وهو ما جعلني اقتحم متصفحك…وايضا انا كثيراا ما اتخوف من حوادث
الطائرات وهو ما يجعلني اهتم بكل الحوادث وبكل ما يجري في هذه الالة العملاقة والتي لازلت الى حد اليوم
اتساءل كيف تستطيع ان تقاوم الجاذبية الارضية وتحلق في السماء مصدرة هديرها القوي واصلة الى اعلى
سحاب..فسبحان الله
شكراااااااا ثانية اخي امين….وتقبل مروري من هنا
تحياتي….جوجوكوستا
فبه تعرفنــا عن كثب عن الصندوق الاسود و الذي فالحقيقة لونه ليس اسود و انما سمياا بهذا الاسم لما يحمل من مصائب و وصف لسبب تحطم الطائرة
اشكرك اخي الكريم و دمت لناا دوماا متميز بطرحك
دمت بخير